باتت هجرة العقول من جيش الاحتلال الإسرائيلي خطر إستراتيجي يتهدد مستقبل ذلك الجيش. وحسب تقرير أمني إسرائيلي فإن "الخطر الاستراتيجي الأكبر، والذي يتهدد مستقبل الجيش الإسرائيلي يتمثل بهجرة العقول التكنولوجية من الجيش خلال السنوات الأخيرة". وكشف التقرير الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الإسرائيلية مؤخرا معلومات مقلقة حول نسب هجرة العقول التكنولوجية المرتفعة في جيش الاحتلال مؤخرا، ما يهدد بتخلف الجيش عن الجيوش المتطورة، وبخاصة خلال هذه الفترة التي أصبح الاعتماد على التكنولوجيا العسكرية أمرا ملحًا ومفصليا". وعزت الصحيفة السبب إلى تدني الرواتب التي يتلقاها الجنود بالجيش مقارنة بالسوق الخاص الذي يقدم لهم الحوافز المضاعفة والخيالية، مما دفع نسبة كبيرة من العقول التكنولوجية بالجيش إلى إنهاء خدمتهم العسكرية بسرعة واللحاق بقطار القطاع الخاص. وبينت الصحيفة إلى أن الواحد من هؤلاء الخبراء يتلقى 10 آلاف شيقل/2500 دولار أمريكي، كمرتب شهري بالجيش، يحصلون على ثلاثة أضعاف هذا الراتب بالشركات الخاصة. وتقول الصحيفة "غن هجرة هذه العقول من الجيش يعتبر تهديدا نوعيا وإستراتيجيا، حيث يلجأ "الضباط النوعيون" إلى ترك الجيش والحصول على وظيفة بإحدى شركات التكنولوجيا الفائقة ما يمنحهم أفقا اقتصاديا أوسع بكثير ويهدد بالتالي بتقليص الفجوات التكنولوجية ما بين الجيش الإسرائيلي والجيش الإيراني على سبيل المثال". وكشف التقرير أن 13.2% من ضباط الجيش النوعيين قرروا هجرة الجيش في العام 2011 لصالح العمل بشركات القطاع الخاص، في حين ارتفعت النسبة بشكل مضطرد هذا العام ووصلت النسبة إلى 34.4% من بين ضباط الوحدات التكنولوجية بالجيش كالوحدة 8200 وغيرها. ووصفت الصحيفة المعطيات السابقة بأنها ليست أقل من قنبلة إستراتيجية موقوتة داخل الجيش، ويدلل على تحول الجيش إلى المستوى التكنولوجي المتوسط. هذه المعطيات بحسب الصحيفة ستعيق حسم المعركة القادمة في الميدان التكنولوجي، الأمر الذي سينعكس على الإسرائيليين، على حد تعبير الصحيفة. ونقلت الصحيفة عن رئيس لواء طاقم القوى البشرية في الجيش "ميخال بن موفحار" قولها "إن الوضع الحالي يعتبر الأخطر في الجيش، فالحديث لا يدور عن مجندين نظاميين عاديين، ولكن عن عقول نوعية هجرت الجيش على الرغم من طلب مسؤوليهم بقاءهم". وقالت الصحيفة: ""إن عمليات الطعن والدهس التي ينفذها الفلسطينيون تقتل الإسرائيليين في هذه الأيام، ولكن هجرة العقول من الجبهة التكنولوجية هو التهديد الإستراتيجي الأخطر على وجود "دولة إسرائيل".