في خضم السخط الجماهيري والإعلامي الذي خلفه العرض الباهت والضعيف الذي قدمه الفريق الوطني المغربي لكرة القدم أمام منتخب غينيا الاستوائية، منح برنامج "مائة في المائة أسود" الذي يعده ويقدمه الزميل سفيان الراشيدي على قناة الرياضية، المدرب بادو الزاكي، مجموعة من "ضربات الجزاء الترجيحية" الهدف منها على ما يبدو الرد بكل أريحية على الانتقادات الواسعة بعد الهزيمة الأخيرة التي مني بها "أسود الأطلس" ضد منتخب "الرعد"، وتأهيله بطريقة متواضعة للدور الأخير من تصفيات مونديال روسيا 2018. فبعد سنة ونصف من الإعداد وما تطلبته المرحلة من معسكرات وجولات، وتجريب عشرات اللاعبين من الداخل والخارج، وصرف ميزانية مهمة، جاءت المحصلة ضعيفة وصادمة، وكان طبيعيا أن ينقلب الرأي العام الرياضي الذي كان داعما ومؤيدا للمدرب الزاكي، إلى رافض لأسلوبه وناقما على الطريقة التي يقود بها المنتخب الوطني. صحيح أن التقديم الذي استهل به الراشيدي الحلقة تماشى مع التوجه العام المنتقد للواقع الحالي للمنتخب، إلا أنه بعد ذلك منح كامل الوقت للزاكي ليقول ما شاء، ويمرر الخطاب الذي أراد، ويرد ويُكَذِّبْ ويوضح ويرفض ويؤيد ويعارض كما يحلو له، دون أي تدخل يعيد التوزان للحلقة التي سارت في اتجاه واحد، مع أن الموضوع غني ومثير، وكان من الممكن أن تشكل الحلقة موضوع نقاش صريح ومكاشفة حقيقية، أكثر من تحولها إلى خطاب مباشر من طرف واحد. مجموعة من المبررات الواهية حملها خطاب الزاكي، والتي سعى من خلالها يائسا إلى تبرير الهزيمة، منها التحجج بحالة طقس وسقوط الأمطار، وأخطاء التحكيم خلال الذهاب، إصابات اللاعبين، والطريقة اللارياضية في نظره التي سجل بها الفريق الخصم هدفه الوحيد من ضربة خطإ ثابتة، عدم إعطائه الاهتمام لنسبة الاستحواذ على الكرة من طرف الفريق المنافس، كما لم ينس أن يعلن جهرا رضاه الكامل على الدور الذي يقوم به باقي أفراد الطاقم التقني المرافق له، مضيفا أنه خاض مباراة ذكية بملعب باطا، كما لم يتردد في الإعلان عن اقتناعه تمام الاقتناع بالطريقة التي تأهل بها إلى دور المجموعات، وغيرها من التصريحات الأحادية الجانب، في حلقة برمجت وسجلت وقدمت على وجه السرعة، وفي التوقيت والظرف المناسبين لخدمة الزاكي وحده لا شريك له. قد يكون الزميل سفيان الذي نكن له كل التقدير والاحترام كصحفي يشهد له بالكفاءة، سجل "سبقا" صحفيا، لكنه أخلف الموعد هذه المرة عندما حول حلقة كاملة إلى منبر للرأي الواحد، دون أدنى مناقشة أو جدل أو معارضة أو توضيح، ودون تسجيل نقاط حاسمة في موعد مناسب لا يمكن أن يتكرر كل مرة... المؤكد أن الزاكي الذي لم يقدم أداء مقنعا على أرضية الملعب، بصفته المدرب المسؤول عن قيادة "أسود الأطلس" للمرة الثانية في مسيرته، (لم يقدم) كذلك كلاما مقنعا وهو يوجه خطابا على شاشة التلفزة، بل بالعكس زكى الرأي القائل أن الزاكي الذي ما يزال يعيش هو أيضا على الأطلال، ليس هو زاكي 2004، إذ اختلفت الأمور والمعطيات واختلف المساعدون، ولم يعد بجانبه عبد الغني بناصري لتقديم الفتوى والرأي التقني الصائب، لم يعد هناك نور الدين النايبت القائد والمدرب الثاني داخل الملعب، كما أن جيل بداية الألفية الثانية الذي كان مسلحا بالطموح والرغبة في تقديم الأفضل لن يتكرر في كل مرة، كل الظروف والمعطيات تغيرت إذن، إلا أن المدرب الزاكي الذي ما يزال يعتقد أن الزمن يمكن أن يتوقف في كل مرة ليروي لنا أنه يا سادة يا كرام في يوم من الأيام أن المغرب لعب مقابلة نهاية كأاس الأمم الأفريقية وخسرها ضد تونس. الأكيد أن من لا يؤمن بالتغيير والصيرورة التاريخية، لن يتطور، والتجربة علمتنا أن التصلب في الرأي ورفض الحوار وإغلاق باب النقاش يقود حتما إلى الفشل، والفشل هو ما لا نرضاه أبدا لفريقنا الوطني سواء كان تحت قيادة الزاكي أو غيره... " بغينا زاكي..."، " بغينا زاكي..."، " بغينا زاكي...". هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته