قال مصدر طبي في مدينة القدس أمس الثلاثاء، إن عددا من المصلين أصيب بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع في الموجهات التي تشهدها ساحات المسجد الأقصى لليوم الثالث على التوالي. وقال أمين أبو غزالة مدير الإسعاف والطوارىء في الهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة القدس في اتصال هاتفي مع رويترز "عالجنا لغاية الآن سبع إصابات ميدانيا نتيجة المواجهات المتواصلة في المسجد الأقصى المبارك." وأضاف "قوات الاحتلال الإسرائيلية اعتدت الليلة الماضية على سيارة إسعاف في بلدة العيسوية واعتقلت مصابا بداخلها وهي بذلك تخالف كل الاتفاقيات والأعراف القانونية الدولية ذات العلاقة." وأثارت المواجهات المتواصلة في المسجد الأقصى بين المصلين المسلمين والقوات الإسرائيلية ردود فعل إقليمية ودولية. من ناحية أخرى، أفادت تقارير فلسطينية بأن قوات إسرائيلية حطمت صباح أمس الثلاثاء بوابات الجامع القبلي التاريخية خلال اقتحام شنته هذه القوات على المسجد الأقصى من باب المغاربة. وأضافت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن "الاقتحام تخلله الاعتداء على المعتكفين، وإطلاق وابل من القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع وأعيرة مطاطية". ونقلت عن أحد العاملين بدائرة الأوقاف الإسلامية في الأقصى القول، "هذا الاقتحام يعتبر سابقة، من خلال اللجوء لتحطيم وتكسير بوابات الجامع القبلي ودهمه، بهدف اعتقال المعتكفين بداخله، وما نجم عن ذلك من خراب وتدمير هائل، وحرق جزء جديد من سجاد المسجد، وتكسير عدد من نوافذ وشبابيك الجامع التاريخية". ولفتت إلى أن القوات تعمل في هذه الأثناء على إفراغ المسجد من المصلين وحتى العاملين ، تمهيدا لزيارات اليهود. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن الملك عبد الله الثاني خلال لقائه الاثنين في عمان برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قوله "ينتابنا في الأردن القلق والغضب الكبيرين بسبب التصعيدات الإسرائيلية الأخيرة في القدس وخصوصا في المسجد الأقصى." وأضاف "إن استمرت هذه الأمور وإن استمرت الاستفزازات في القدس... فإن ذلك سيؤثر على العلاقة بين الأردن وإسرائيل." وتابع الملك عبد الله الذي تتولى بلاده الإشراف على المسجد الأقصى بناء على اتفاقية موقعة مع السلطة الفلسطينية "لن يكون أمام الأردن خيار إلا أن يتخذ الإجراءات التي يراها مناسبة." ولم يذكر تفاصيل. وعبرت وزارة الخارجية الأميركية الاثنين عن قلقها من تصاعد أعمال العنف في حرم المسجد الأقصى. وقال جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأميركية "الولاياتالمتحدة تشعر بقلق بالغ من زيادة العنف والتوتر المتصاعد في منطقة الحرم الشريف/جبل الهيكل." وأضاف "ندين بكل قوة جميع أشكال العنف. من المهم للغاية أن تتحلى جميع الأطراف بضبط النفس وتجنب الأعمال والأقوال الاستفزازية والحفاظ على الوضع التاريخي القائم للحرم الشريف/جبل الهيكل." ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بمحاولة تقسيم المسجد الأقصى زمانيا بين المصلين المسلمين واليهود بحيث يتم تخصيص وقت محدد لدخول المصلين اليهود دون السماح بوجود مصلين مسلمين في ذات الوقت.