أطلق مسلحون فلسطينيون النار على دورية تابعة للأمن الإسرائيلي في حي سلوان، بالقدسالشرقية، في وقت كانت تستعد حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية، برئاسة سلام فياض، لعقد جلستها الأسبوعية في الخليل، للتعبير عن رفضها لقرار إسرائيل ضم المسجد الإبراهيمي إلى قائمة التراث اليهودي. وقال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إن حادث إطلاق النار أدى إلى إصابة أحد عناصر الأمن الإسرائيليين بجروح وصفها بالطفيفة. يأتي ذلك في وقت أبقت الشرطة الإسرائيلية حالة التأهب في مدينة القدس، وفرضت قيودا على المصلين الداخلين إلى المسجد الأقصى بعد يوم من اقتحامها الحرم القدسي الشريف، لإخراج المصلين الذين اعتصموا بداخل المسجد. وقالت مصادر فلسطينية إن سلطات الاحتلال أغلقت بوابات الحرم ، وسمحت فقط لمن هم فوق 50 عاما بالدخول إلى المسجد الأقصى. وكانت قوات الاحتلال أطلقت أعيرة مطاطية، وقنابل مسيلة للدموع، في حارة باب حُطَّة، قرب الحرم القدسي، ومنطقة رأس العمود المطلة على المسجد الأقصى، وقبة الصخرة المشرفة، وأصابت 12 فلسطينيا بجروح واختناقات. وقال مدير الأوقاف الإسلامية في القدس، الشيخ عزام الخطيب، إن السلطات الإسرائيلية دفعت بقوات كبيرة إلى مداخل الحرم، وسمحت لمتطرفين يهود وسياح أجانب بالدخول إليه، وهو ما أدى إلى اشتباكات مع مسلمين معتكفين في المسجد. اجتماع بالخليل في هذه الأثناء ، قال الناطق باسم حكومة تصريف الأعمال، غسان الخطيب، إن عقد جلسة الحكومة في الخليل، محاولة للتعبير عن القلق وتنبيه المجتمع الدولي إزاء الوضع الخطير الذي يتهدد المواقع الدينية الفلسطينية، والتأكيد على أنها جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة. من جهته، أكد الأمين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني، نعيم أبو الحمص، في بيان صحفي، أن الحكومة تعقد هذه الجلسة للتعبير عن وقوفها الكامل إلى جانب شعبها الفلسطيني، للتصدي لمخططات تهويد المواقع الأثرية والمقدسات الإسلامية والمسيحية الفلسطينية خلافا للقانون الدولي. من جانبها طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الزعماء العرب بوقفة تاريخية إزاء الإجراءات الإسرائيلية في القدس، وحماية لها، داعية إلى الوحدة الفلسطينية لمواجهة التحديات. الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى وكان مجلس التعاون الخليجي قد أدان الانتهاكات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون في باحات المسجد الأقصى والمناطق المحيطة به والاعتداءات الهمجية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الأعزل. وحمل الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد الرحمن بن حمد العطية، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة لتبعات ما يحصل من "اعتداءات وتدنيس للمقدسات"، معتبرا هذه التصرفات الاستفزازية "انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي وتحديا سافرا للشرعية الدولية". كما أدانت جامعة الدول العربية اقتحام قوات الأمن الإسرائيلي ساحة المسجد الأقصى، واعتبرت ما تقوم به إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة "أمرا خارجا عن القانون".