تنافس قوي بين المرشحين على مستوى آليات التواصل والدعاية تعرف الحملات الانتخابية للمرشحين للانتخابات الجماعية والجهوية لرابع شتنبر المقبل، على مستوى مدن الرباطوسلا وتمارة المنتمية للجهة الجديدة«الرباط - سلا – القنيطرة»، تنافسا قويا في مجال آليات التواصل مع الساكنة والأساليب المستخدمة في الدعاية الانتخابية، وذلك بالنظر للرهانات والمكانة التي تحتلها هذه المدن في تركيبة الجهة الجديدة، وكذا للرمزية السياسية التي تحظى بها العاصمة الإدارية للمملكة. ويتجلى هذا التنافس بين مرشحي الأحزاب السياسية بهذه المدن على مستوى التواصل والدعاية الانتخابية في عدة مظاهر تهم على الخصوص فتح مترشحي بعض الأحزاب السياسية لمكاتب أو مقرات خاصة للتواصل في مختلف الدوائر الانتخابية التي يغطونها بهذه المدن، تزينها لافتات كبرى برموز وشعارات أحزابهم، وإعداد ملصقات تتضمن صور وكلاء اللوائح المحلية والجهوية وباقي المرشحين، فضلا عن البرامج الانتخابية المحلية والجهوية . وبحسب مسؤولي مكاتب التواصل هاته، فإن هذه الأخيرة تظل مفتوحة طيلة اليوم من أجل مد جسور التواصل مع الساكنة، وتنظيم سير الحملات الانتخابية والمشاركين فيها، وضبط تغطية المجال الترابي للدائرة، إلى جانب كونها نقاط تجمع الأعضاء والأنصار قبل وبعد جولات الحملات الانتخابية. ويلاحظ على مستوى مدينة سلا، وخاصة بالأحياء الشعبية، وجود تقارب وتجاور أحيانا بين مقرات تواصل المرشحين، التي تشبه المحلات التجارية، حيث يتجمع أعضاء ومناصرو أحزاب سياسية يرددون شعارات مناصرة لمرشحيهم في إطار من التنافس، لكن دون أن يؤدي ذلك إلى أي احتكاك بينهم لكونهم ينتمون في الغالب إلى نفس الدائرة ويتعارفون في ما بينهم، وذلك بحسب إفادات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء من عدة مرشحين . وإلى جانب مكاتب التواصل، لجأت أحزاب سياسية أخرى، لاسيما ببلدية الهرهورة إلى نصب خيمات للتواصل مع الساكنة والتعريف بمرشحيها وبرامجهم الانتخابية. كما يلاحظ انتشار صور متوسطة الحجم لمرشحي بعض الأحزاب السياسية على جانبي بعض الطرق الرئيسية للعاصمة الإدارية للمملكة، فيما اختار مرشحون آخرون تعزيز حملتهم بالمدينة العتيقة في دروبها الضيقة وسوقها الذي يعرف إقبالا كبيرا. ومن بين آليات التواصل التي يتنافس المرشحون أيضا على بلورتها في حملاتهم الانتخابية، القيام بمسيرات يشارك فيها عدد كبير من الأنصار يرتدون أقمصة وقبعات تحمل رمز وشعار أحزابهم، تجوب الشوارع والأزقة وتوزع مناشير برامجهم وصورهم والحزب الذي ينتمون إليه. ويلاحظ في سياق هذه الحملة الانتخابية وجود تباين كبير ما بين الأحزاب السياسية على مستوى الحضور في الساحة وكذا في استخدام آليات التواصل، حيث يظهر جليا الحضور المكثف للأحزاب التي تتوفر على إمكانات مهمة وهيكلة وبنيات تنظيمية أقوى. ويفضل المرشحون لهذه الانتخابات، على مستوى المدن المذكورة، التركيز على أوقات محددة لتكثيف حملاتهم الانتخابية وسط السكان تتيح لهم إمكانية التواصل السلس مع المواطنين وقدرة أكبر على الإنصات لبرامجهم ومشاريعهم، كفترة الصباح ما بين العاشرة صباحا والثانية عشرة والنصف زوالا، ثم ما بعد الظهيرة إلى غاية المساء. وتبقى الأماكن التي تعرف إقبالا كثيفا للمواطنين كالأسواق الشعبية والشوارع الكبرى وحتى الشواطئ فضاءات يحرص المرشحون على اقتحامها بمناسبة حملاتهم الانتخابية. وفضلا عن هذه الآليات التقليدية في التواصل أثناء الحملات الانتخابية، لجأ العديد من المرشحين إلى شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة «فايسبوك» من أجل التعريف والدعاية للبرامج الانتخابية للأحزاب، نظرا للفرص التي أضحت تتيحها هذه الوسائط الحديثة في مجال التواصل وخاصة مع فئة الشباب التي تنشط بشكل أكبر في الفضاء الأزرق. وتعزا أجواء التنافس المكثف في التواصل التي تشهدها مدن الرباطوسلا والصخيرات وتمارة إلى وزن المرشحين المتنافسين في الاستحقاقات الجماعية والجهوية لرابع شتنبر المقبل، وإلى حجم الرهانات التي تضعها الأحزاب السياسية المتنافسة، وخاصة منها الكبرى، من أجل احتلال الرتب الأولى على صعيد الجهة.