الصحافة الجزائرية تشيد بالفيلم وتنوه بمخرجه محمد مفتكر فاز الفيلم المغربي "جوق العميين" لمخرجه محمد مفتكر بالجائزة الكبرى (المهر الذهبي) للطبعة الثامنة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي الذي اختتم أشغاله الجمعة الماضي. وتسلم المخرج مفتكر (المهر الذهبي)، وهي أرفع جائزة للمهرجان، خلال حفل إعلان جوائز الأعمال المتوجة ضمن هذه التظاهرة التي نظمت من 3 إلى 12 يونيو الجاري. وفي تصريح للصحافة، عبر مخرج "جوق العميين" عن اعتزازه بالحصول على هذه الجائزة التي اعتبرها "شرفا كبيرا" له شخصيا، وتحمل رمزية خاصة. وأضاف محمد مفتكر أنه يطمح لإنجاز عمل مشترك مع مخرجين جزائريين للمساهمة في تطوير وترقية الصناعة السينمائية في الوطن المغاربي. وكانت وسائل الإعلام الجزائرية قد أشادت بالفيلم المغربي، الذي يعد احد الأفلام ال12 التي خاضت المنافسة في فئة الأفلام الطويلة ضمن الطبعة الثامنة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي. وتحت عنوان "جوق العميين يحقق الإبهار البصري.. التابو بدون ابتذال والسياسة بدون إيديولوجيا والكوميديا أداة للبناء" كتبت جريدة "الشروق" الجزائرية عن الفيلم، قائلة "كل فيلم يشبه مخرجه، ولا يمكن لسينما محمد مفتكر إلا أن تشبه صاحب 'البراق' الذي رفع منذ البداية السقف عاليا، مراهنا في أعماله على الإبداع واحترام ذكاء المشاهد". وأضافت كاتبة المقال "مشاعر متناقضة يخلفها فيلم 'جوق العميين'، لكن الأكيد أنك لن تخرج من قاعات العرض بالطريقة نفسها التي دخلت بها. يبهرك السرد ودقة رسم الأحداث، تبهرك الصورة، تبهرك طريقة إدارة الممثلين ولعبة الكاميرا، وتبهرك طريقة السرد الفني لتبقى مسمرا إلى كرسيك طيلة أزيد من 90 دقيقة مدة العرض". وتساءلت صاحبة المقال "هل ثاني أعمال مفتكر فيلم كوميدي؟ أم اجتماعي؟ أم سياسي؟ لتخلص إلى أن مفتكر "مخرج يكره الإيديولوجيا ويؤمن بالفن، لذا لن يجيب عن السؤال، بل يترك المتفرج يتفاعل مع الأحداث ويؤول المشاهد ويربط بينها، ويجعل منه مشاهدا ذكيا، يشحذ خياله، ويشجعه على إبداء الرأي وتكوين نظرته الشخصية، يجعل منه مواطنا وليس مناضلا". بدورها، أوردت جريدة "الفجر" مقالا بعنوان "جوق العميين.. كوميديا اجتماعية بتوابل إنسانية" أكدت من خلاله أن الفيلم استطاع ترك انطباع جيد عند الجمهور، الذي تابع الفيلم بقاعة سينما "المغرب"، إذ صفق طويلا بعد نهاية العرض على الأداء الجيد للممثلين وقوة السيناريو والإخراج عند محمد مفتكر. ومما ورد في المقال أن "الفيلم شد كل من شاهده، خاصة من حيث بعده الفني والسوسيولوجي من ناحية العمق والاشتغال، حتى على التفاصيل الدقيقة التي لم يغفلها المخرج لكون القصة تعنيه بالدرجة الأولى". كما كتبت "وكالة الأنباء الجزائرية" أنه "من خلال هذا الفيلم، الذي أشاد به النقاد منذ عرضه في 2014، يعود محمد مفتكر إلى جزء من طفولته، متسائلا عن حياته وعلاقته بوالده، إلى غاية وفاة هذا الأخير وسنه لم يتجاوز 11 سنة"، وأضافت الوكالة أن "الأمر يتعلق بكوميديا اجتماعية تعتبر 50 في المائة منها سيرة ذاتية". ويتناول فيلم "جوق العميين"، قصة جوق موسيقي شعبي يقوده حسين (يتقمص دوره يونس مكري) المقيم رفقة زوجته حليمة (منى فتو) في منزل عائلة هذه الأخيرة الذي يتخلله صخب كبير جراء شخصيات تعيش على إيقاع الجوق وراقصاته الشعبيات (الشيخات). ويضطر موسيقيو هذا الجوق إلى التظاهر بالعمى أحيانا بهدف تنشيط حفلات مخصصة للنساء تقيمها عائلات مغربية محافظة، وذلك في خضم أحداث تتمحور حول الدراسة والوقوع في حب خادمة.