في تصريح مقتضب لوسائل الإعلام الجزائرية، عقب الإعلان عن الفائزين بجوائز المهرجان، الذي تميز بمشاركة أجود الأعمال العربية، قال مفتكر، خلال تسلمه الجائزة الكبرى "أنا فخور جدا بالظفر بالجائزة الكبرى"، معتبرا تتويجه في مهرجان سينمائي عربي "شرفا كبيرا" له ويحمل رمزية خاصة، مشيرا إلى أنه يطمح في إنجاز عمل مشترك مع مخرجين جزائريين للمساهمة في تطوير وترقية الصناعة السينمائية بالمغرب الكبير. وبخصوص باقي الجوائز، فاز النجم المصري نور الشريف بجائزة أفضل ممثل، عن دوره في فيلم "بتوقيت القاهرة" من إخراج أمير رمسيس، الذي فاز، أيضا، بجائزة أفضل سيناريو، وتوجت السورية صباح الجزائري بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم "الأم" للمخرج باسل الخطيب. وبخصوص الأفلام القصيرة عادت جائزة "الوهر الذهبي" لشريط "فتزوج روميو جولييت" للمخرجة التونسية هند بوجمعة، أما جائزة "الوهر الذهبي" للفيلم الوثائقي، فكانت من نصيب شريط "أنا مع العروسة"، من إخراج مشترك للفلسطيني خالد سليمان الناصيري، والإيطاليين غابريال ديل جراندي وأنطونيو أوجوجليار. وكانت وسائل الإعلام الجزائرية أشادت بشريط "جوق العميين" لمحمد مفتكر، وكتبت جريدة "الشروق" الجزائرية تحت عنوان "جوق العميين يحقق الإبهار البصري"، أن "كل فيلم يشبه مخرجه، إذ لا يمكن لسينما محمد مفتكر إلا أن تشبه صاحب (البراق)، الذي رفع منذ البداية السقف عاليا، مراهنا في أعماله على الإبداع واحترام ذكاء المشاهد". وأضافت "مشاعر متناقضة يخلفها فيلم (جوق العميين)، لكن الأكيد أنك لن تخرج من قاعات العرض بالطريقة نفسها التي دخلت بها. يبهرك السرد ودقة رسم الأحداث، وتبهرك الصورة، وتبهرك طريقة إدارة الممثلين ولعبة الكاميرا، وتبهرك طريقة السرد الفني لتبقى مسمرا إلى كرسيك طيلة أزيد من 90 دقيقة مدة العرض. ويبتعد محمد مفتكر في فيلمه عن الابتذال ومجانية الصور، فهو يقول السياسي بدون مرافعات إيديولوجية، ويخترق الطابو دون ابتذال، ومعه تتحول الكوميديا إلى أكثر من مجرد ضحك، إنها أداة فنية لبناء درامي يلامس وجدان مشاهده في عمل يختلط فيه الذاتي بالعام ليصنع الإبهار أو ليصنع السينما"، مستخلصة أن الجميل أن "مفتكر يقول الأشياء بتلميح ورمزية وذكاء فني عال، كما نجح في إدارة شخصياته، خاصة الطفل الذي تحول إلى بطل رئيسي بدل الأب". بدورها، أوردت جريدة "الفجر" مقالا بعنوان "جوق العميين: كوميديا اجتماعية بتوابل إنسانية"، أكدت من خلاله أن "جوق العميين" استطاع ترك انطباع جيد لدى الجمهور، الذي صفق طويلا بعد نهاية العرض على الأداء الجيد للمثلين وقوة السيناريو والإخراج عند محمد مفتكر. واستعرض المقال أن "الفيلم شد كل من شاهده، خاصة من حيث بعده الفني والسوسيولوجي من ناحية العمق والاشتغال، حتى على التفاصيل الدقيقة التي لم يغفلها المخرج لكون القصة تعنيه بالدرجة الأولى". وشاركت في الدورة الثامنة من المهرجان 17 دولة عربية ب38 فيلما، منها 12 فيلما طويلا و14 قصيرا، و12 وثائقيا.