تحت عنوان "جوق العميين يحقق الإبهار البصري.. الطابو بدون ابتذال والسياسة بدون إيديولوجيا والكوميديا أداة للبناء" كتبت جريدة "الشروق" الجزائرية عن الفيلم، الذي عرض بقاعة سينما "المغرب" بوهران، في إطار المسابقة الخاصة بالأفلام الطويلة، قائلة "كل فيلم يشبه مخرجه، ولا يمكن لسينما محمد مفتكر إلا أن تشبه صاحب (البراق) الذي رفع منذ البداية السقف عاليا، مراهنا في أعماله على الإبداع واحترام ذكاء المشاهد". وأضافت كاتبة المقال "مشاعر متناقضة يخلفها فيلم (جوق العميين)، لكن الأكيد أنك لن تخرج من قاعات العرض بالطريقة نفسها التي دخلت بها. يبهرك السرد ودقة رسم الأحداث، تبهرك الصورة، تبهرك طريقة إدارة الممثلين ولعبة الكاميرا، وتبهرك طريقة السرد الفني لتبقى مسمرا إلى كرسيك طيلة أزيد من 90 دقيقة مدة العرض". وتساءلت صاحبة المقال "هل ثاني أعمال مفتكر فيلم كوميدي؟ أم اجتماعي؟ أم سياسي؟ لتخلص إلى أن مفتكر "مخرج يكره الإيديولوجيا ويؤمن بالفن، لذا لن يجيب عن السؤال، بل يترك المتفرج يتفاعل مع الأحداث ويؤول المشاهد ويربط بينها، ويجعل منه مشاهدا ذكيا، يشحذ خياله، ويشجعه على إبداء الرأي وتكوين نظرته الشخصية، يجعل منه مواطنا وليس مناضلا". يختلط الاجتماعي والسياسي والكوميدي في "جوق العميين" عبر قصة فرقة موسيقية شعبية، يضطر أعضاؤها للتظاهر بالعمى لإحياء حفلات وأعراس في المجالس النسائية. وربما يبدو اختيار التظاهر بالعمى لدخول المجالس المغلقة شيئا جاء اعتباطا، لكن عندما نستغرق في أحداث الفيلم، نكتشف أنها رمزية جميلة تلمح إلى مدى الجهد الذي على الإنسان أن يبذله ليبتعد عن السياسي، وعليه أن يغمض عينيه، خاصة أن الأب يظهر في مشهد من العمل، وهو ينصح ابنه بالابتعاد عن السياسة بعد أن ألقي القبض على العم بتهمة معارضة النظام وضبط منشورات ممنوعة في بيته. بدورها، أوردت جريدة "الفجر" مقالا بعنوان "جوق العميين.. كوميديا اجتماعية بتوابل إنسانية" أكدت من خلاله أن الفيلم استطاع ترك انطباع جيد عند الجمهور، الذي تابع الفيلم بقاعة سينما "المغرب"، إذ صفق طويلا بعد نهاية العرض على الأداء الجيد للممثلين وقوة السيناريو والإخراج عند محمد مفتكر. ومما ورد في المقال أن "الفيلم شد كل من شاهده، خاصة من حيث بعده الفني والسوسيولوجي من ناحية العمق والاشتغال، حتى على التفاصيل الدقيقة التي لم يغفلها المخرج لكون القصة تعنيه بالدرجة الأولى". كما كتبت "وكالة الأنباء الجزائرية" أنه "من خلال هذا الفيلم، الذي أشاد به النقاد منذ عرضه في 2014، يعود محمد مفتكر إلى جزء من طفولته، متسائلا عن حياته وعلاقته بوالده، إلى غاية وفاة هذا الأخير وسنه لم يتجاوز 11 سنة"، وأضافت الوكالة أن "الأمر يتعلق بكوميديا اجتماعية تعتبر 50 في المائة منها سيرة ذاتية".