في الأسبوع الماضي استضاف منتدى وكالة المغرب العربي للأنباء الأستاذ عبد اللطيف أوعمو، بوصفه رئيسا لمجلس بلدية تيزنيت، كما أنه يعتبر عضوا في المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية وبرلمانيا في الغرفة الثانية، عضوا في فريق التحالف الاشتراكي. بشهادة كل من حضر وقتها هذا اللقاء الحواري، فالضيف كان يجسد)بروفيل(مختلفا، ومن العيار الوازن في مشهدنا الانتخابي والسياسي الوطني. لم يتحدث أوعمو فقط عن الحاضرة التاريخية العريقة تيزنيت، أو عن جهة سوس وحدها، وإنما سما بالنقاش مع الصحفيين والسياسيين الحاضرين إلى قضايا نظرية وتحليلية وفكرية وسياسية عالية الجودة والعمق والمتانة المعرفية، حيث عرض للمجال الحضري وللمدينة كفضاء للصراع والتناقض، ولمختلف الأسئلة التي تثيرها اليوم قضايا العيش المشترك والتنمية المستدامة والجهوية وغيرها... الأستاذ عبد اللطيف أوعمو هو أولا ابن تيزنيت وسليل عائلة كبيرة ومعروفة في المنطقة بورعها وعلمها وعراقة انتمائها إلى ارض سوس، وهو محامي معروف ورجل قانون مناضل له كثير تجارب في العمل الحقوقي والمدني، وأيضا في الترافع والدفاع عن قضايا الديمقراطية والحريات. هو أيضا رجل ثقافة لا تخفى اهتماماته الأمازيغية وعلاقاته الواسعة في أوساط الحركة الثقافية الأمازيغية والعمل الجمعوي الثقافي، بالإضافة إلى تاريخه السياسي التقدمي الممتد طيلة عقود في التقدم والاشتراكية، حيث يحضى داخله بكثير من الاحترام والتقدير. ولكل ما سبق، فالأستاذ عبد اللطيف أوعمو يمتلك المصداقية السياسية والنضالية والأخلاقية التي يشهد له بها الجميع في تيزنيت وخارجها، ومن الطبيعي أن تنجح التحالفات المحلية التي تتشكل حوله، كما من الطبيعي أن تقدره أيضا المعارضة قبل الأغلبية المساندة. في تيزنيت لم يكتف أوعمو بكل هذه الجوانب النظرية والتحليلية، وإنما استثمرها لصياغة نموذج تدبيري على الأرض يقوم على المشاركة الشعبية بشكل عملي وملموس. في تجربة أوعمو التدبيرية جرى تأسيس منتدى محلي في تيزنيت لجمعيات المجتمع المدني، وهو يقام في أكتوبر من كل عام، حيث يناقش ويتدارس ميزانية الجماعة ويعمل على أوراش ويقترح مشاريع، ويتولى تقييم الحصيلة السنوية المشتركة بين مجلس البلدية وجمعيات المدينة التي وصل عددها اليوم إلى 250 جمعية، وبلغ المنتدى دورته العاشرة، وهو يقوم كذلك بتسطير البرنامج المستقبلي للعام الموالي في أفق إقرار الميزانية التشاركية... وعبر هذه التجربة نفسها، ومن خلال مبادرات الأحياء كذلك استطاع مجلس بلدية تيزنيت منذ ثماني سنوات بلورة ميثاق المدينة للتربية، وهو يستهدف أطفال المدارس وجمعيات الآباء والأمهات، ويجسد آلية مؤسساتية تروم تحسين الوضع التعليمي والتربوي بالمدينة، كما يخطط مجلس البلدية لإنشاء مجالس موازية أخرى للطفل وللشباب وغيرهما، ضمن القناعة المترسخة بأهمية تفعيل الديمقراطية التشاركية وتطبيق مقتضيات دستور 2011. الأستاذ أوعمو، بمعية المنتخبين المشكلين إلى جانبه مجلس بلدية تيزنيت، يجسدون تجربة متفردة على صعيد العمل الجماعي ببلادنا، وهذا يدفعنا للتساؤل عن عدد رؤساء الجماعات والمنتخبين الجماعيين الممتلكين ل)بروفيل(وحنكة ومصداقية عبد اللطيف أوعمو. عندما تتطلع البلاد كاملة اليوم إلى ولوج منظومة الجهوية، فهي قطعا تحتاج إلى نخب جهوية من مستوى مهارة وتجربة ومصداقية النقيب عبد اللطيف أوعمو، بل إن تجربة تيزنيت يجب تعميمها والتعريف بها لتكون قدوة لباقي مناطق المملكة، كما أنها هي نفسها)أي تيزنيت(تحتاج إلى الدعم والمساندة مركزيا بغاية إنجاح كامل اوراشها التنموية والتأهيلية وتحقيق تطلعات ساكنتها. الجلسة الحوارية التي استضافها منتدى وكالة المغرب العربي للأنباء في الأسبوع الماضي مع الرفيق عبد اللطيف أوعمو منحت كل من حضرها لحظة ممتعة للنقاش الفكري والسياسي والمعرفي، وقدمت للجمهور)بروفيل(مختلفا وناجحا لنخبتنا السياسية والانتخابية. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته