مناسبة للانكباب على واقع مهنة التمريض بالمغرب يحل، يومه الثلاثاء 12 ماي، اليوم العالمي للممرض. يوم اعتادت النقابات والجمعيات المهنية وإدارة المراكز الصحية تخليده بحفلات تكرم الممرضين الذين أحيلوا على التقاعد، ودأبت على إحيائه في أجواء مرحة تهنئ وتحتفي بهذه الفئة في يومها العالمي.. وهي مناسبة أيضا للأطر الصحية والمهتمين للانكباب على واقع مهنة التمريض بالمغرب، من أجل المساهمة في التشخيص قبل رسم مخارج مستقبل أحسن. لا حاجة بنا للتذكير بأهمية الممرضين ومركزيتهم في قطاع الصحة. فهم يشكلون العمود الفقري للمنظومة الصحية، وهم الأكثر عددا والأحسن انتشارا والأقرب إلى المريض وعائلته، ودورهم جد مهم في التنمية الصحية بشكل عام. نسبة هامة من صحة مهنيي قطاع الصحة ترتبط بسلامة أوضاعهم على جميع المستويات، بل إن صورة البلاد وسمعتها بين الأمم ترتبط بواقع حالهم، ومستويات تكوينهم، وانعكاساته على أدائهم. لذلك وجب استغلال هذا اليوم العالمي، ليس فقط من أجل التفكير في قضايا وانشغالات الممرض المغربي والممرضة المغربية اللذين تأثرا بالصورة النمطية التي كونها بعض المواطنين حول المهنة، بل أيضا للتفكير في إمكانيات الرفع من مؤهلاتهم وجعلها تتناسب مع المتغيرات الوبائية العالمية. صحيح أن قضايا أخرى تؤرق الممرض المغربي. وللدولة بالتأكيد مسؤولية تاريخية في ترسيخها جراء الارتباك والتسرع الذي لجأت إليه لتغطية الخصاص والفراغ الذي خلفه الاستعمار، ولاختيار حكومات ما قبل التناوب التوافقي لسياسة التقشف التي فرضها برنامج التقويم الهيكلي. تقشف سيتواصل بصيغة أو بأخرى ما بعد التناوب، لنقف على وزارات متعاقبة عاجزة عن محاصرة غول الصحة الذي ظل الممرض والممرضة أكبر ضحاياه. وقد تم التأكيد على ذلك في كل المناسبات التي يطرق فيها اليوم العالمي للممرض والممرضة باب رجال ونساء الصحة في بلادنا، مؤثتا لقاءات رجال ونساء البذلة البيضاء بلقاءات وندوات تتلوها بيانات تؤكد على المطالب التقليدية وعلى ضرورة تجاوز المشاكل التي يعرفها القطاع، وهي على الخصوص الرشوة المستفحلة في مستشفياتنا ومشكل الخصاص الكمي في الممرضين و ضعف الأجور وسوء ظروف العمل ومشاكل أخرى تحلى وزير الصحة، الحسين الوردي بشجاعة كبيرة وهو يعلن وجودها، مؤكدا على أن المنظومة الصحية بالمغرب تعاني نقائص لا يمكن التغلب عليها إلا بالجرأة في اتخاذ القرارات والمواكبة الميدانية. لم يبحث الحسين الوردي عن مبررات للتقاعس والاكتفاء بالموروث، بل شدد، بكل مسؤولية وحكمة، على أن تطوير القطاع الصحي يتوقف على اجتثات علله. ولن يتأتى ذلك، بحسب الوزير، دون تأهيل موارده البشرية وعلى رأسها الممرضات والممرضين. فمهما بلغت الإمكانيات المادية المرصودة للقطاع، لا يمكن انتظار تطور يذكر ما لم تحظ الشغيلة الصحية بما يكفي من الاهتمام". اهتمام يجب، حسب الوزير، أن يتعدى الجوانب المادية (المهمة طبعا)، لينصب على الرفع من مستوى التأهيل بما يجعل القوى العاملة في الصحة مكونة جيدا ومتوفرة بما يلزم، ومحفزة على أداء الواجب. هذا هو الهدف الذي طالما شدد عليه وزير الصحة والأكيد أنه سيعيد التذكير به بمناسبة اليوم العالمي للممرض. فالتكوين لم يعد خيارا بل ضرورة أمام التحولات التي يعرفها العالم.