قافلة إعلامية تقف على سياسة تدبير الموارد المائية بالمنطقة نظمت وكالة الحوض المائي لسوس ماسة درعة، زيارة ميدانية إعلامية للمركب المائي المختار السوسي وأولوز بإقليم تارودانت، وذلك تخليدا ا لليوم العالمي للماء الذي يصادف الأسبوع الثالث لشهر مارس من كل سنة. وشكلت هذه القافلة الإعلامية فرصة للإطلاع على مختلف المستجدات التي يشهدها الحوض المائي بالمنطقة ودور السدين وما يوفرانه من مخزون المائي وكذا الاطلاع على مرافقهما ومجال تدبيرهما وصيانتهما. وأبرز محمد الفسكاوي، مدير وكالة الحوض المائي لسوس ماسة درعة، دور سد المختار السوسي، كأهم السدود بحوض ماسة، في إنعاش الفرشة المائية من خلال استيعاب أكبر كمية من مياه الوديان. ووصلت نسبة الملء به، بعد الأمطار الأخيرة، إلى حدود 20 مارس 2015 نحو 87.6 بالمائة. ويفيد المركب المائي المختار السوسي، يضيف الفسكاوي، في سقي منطقة الكردان وذوي الحقوق بسافلة سد المختار السوسي وكذا ذوي الحقوق بسافلة سد أولوز (G1) والمتواجدة في سافلة سد أولوز عبر تخصيص 18 مليون متر مكعب من المياه سنويا ويعمل على التغذية الاصطناعية للفرشة المائية. كما يساهم في سقي الدائرة السقوية المتواجدة في سافلة سد المختار السوسي عبر تخصيص 8.3 مليون متر مكعب من المياه سنويا. ويبلغ حجم حقينة سد أولوز نحو 95.8 مليون متر مكعب. وعلو فوق الأساس يصل إلى 79 متر، في حين يصل الطول في القمة إلى 480 متر. كما تبلغ مساحة المركب المائي أولوز 4450 كلم مربع وتصل معدل وارداته السنوية نحو 210 مليون متر مكعب. وتنهج وكالة الحوض المائي بسوس ماسة درعة مقاربة تشاركية من خلال منظومة التشاور وحكامة تدبير الموارد المائية بسوس ماسة ودرعة، وإشراك مستعملي الماء في تدبير الموارد المائية، وعبر أول مبادرة وطنية تتمثل في لجنة عقدة الفرشات المائية، ثم الاتفاقية الإطار لتنمية والحفاظ على الموارد المائية بالمنطقة ومختلف المساعي العملية من قبيل قافلة الماء تحت شعار «الوقت ضيق لنحافظ كلنا على الماء»، وقيادة السقي بميدان الحوامض وكذا تحلية مياه البحر لأغراض زراعية، فضلا عن مشروع إنقاذ الكردان وتثمين السدود الصغرى والتغذية الاصطناعية للفرشات المائية. وسيساهم المركب المائي أولوز المختار السوسي في التزويد بالماء الصالح للشرب لمدينة تارودانت والمناطق الجبلية لإغرم وتالوين، إضافة إلى المراكز والدواوير المتواجدة على طول القناة، بحصة تقدر ب 9.5 مليون متر مكعب سنويا. ويعمل المركب المائي أولوز المختار السوسي، على الحد من الفيضانات على الأراضي الفلاحية، وفي جنبات الوادي والممتلكات العامة. على سبيل المثال، خلال التساقطات الاستثنائية لسنة 2014، ساهم المركب المائي بنسب تتراوح ما بين 17% و70 %من الحمولات الواردة لهذه السدود. وأكدت فتيحة فضلي، رئيسة مصلحة الاتصال بوكالة الحوض المائي،أن المغرب يعد رائدا في مجال تدبير الموارد المائية من خلال سياسة السدود المتبعة. وذكرت بمنجزات الوكالة وأدائها في مجال التدبير المائي وبمختلف الاتفاقيات والبرامج التي عقدتها مع دول أجنبية من قبيل فرنسا و اسبانيا و التعاون المغربي الألماني (GIZ). واستعرض حمزة الحمري عن الوكالة إشكالية الفياضات بالمنطقة والتجهيزات التي تتوفر عليها المحطة الهيدرولوجية من إشارات التنبؤ وتتبع التغيرات المناخية ومراقبة منسوب المياه بالمجاري المائية للسدود. وبخصوص تتبع الطلقات المائية بسدود المنطقة يتم اتخاذ كل التدابير اللازمة لإخبار السكان الذين يعملون أو يقطنون بجانب الوادي، يضيف الحمري، وذلك بإخبار السلطات المحلية والمديرية الإقليمية للتجهيز والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي وشركة أمان سوس وجمعية مستغلي مواد البناء بوادي سوس ببرنامج الطلقات لاتخاذ الإجراءات الملائمة. كما يتم تتبع سير الطلقات عبر قياس الصبيب على مستوى عدة مقاطع من مجرى الوادي ويتم جمع كل المعطيات حول سير الطلقات. ويساهم المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي من جهته بوضع جداول لتقديرات صبيب الكميات المأخوذة بواسطة القنوات لأغراض فلاحية. ومن أجل تتبع تطور مستوى الفرشة المائية وتقييم تأثير الطلقات على تغذية الفرشة تم إحداث 25 معصارا موزعة على عدة مناطق من سهل سوس. وتخللت القافلة الاعلامية نقاشات غنية كشفت النقاب عن مختلف الإشكالات والمثبطات، همت إشكالية توحل السدود وحفر الآبار بطرق غير شرعية واستنزاف الفرشة المائية. يشار أن الوكالة سطرت برنامجا استعجاليا لبلوغ الأهداف المنشودة وترمي التغلب على الإكراهات والإشكالات، حيث خصصت الوكالة غلافا ماليا هاما خلال سنة 2015 للمناطق المتضررة وإنجاز المشاريع المتعلقة بالسدود ومحطات التحلية والصيانة والقنوات وشبكات صرف. ويذكر أن إدارة وكالة الحوض المائي لسوس ماسة درعة تمتد على مساحة 130.000 كلم مربع . ففضلا عن حوض سوس ماسة الذي يوجد مصبه بماسة وبعض الأحواض الساحلية المتواجدة شمال أكادير وشمال التامري، والذي تبلغ مساحته 22.000 كلم مربع، انضاف حوض درعة إلى نفوذ الوكالة والذي يغطي مساحة 92.000 كلم مربع ويشمل مناطق تنغير وزاكورة ويصب في طاطا. في حين تبلغ مساحة حوض كلميم 10.000 كلم مربع. ** أفاد تقرير لوكالة الحوض المائي لسوس ماسة درعة بأن الكميات المخزنة من المياه بسدود حوض سوس ماسة في حدود شهر مارس 2015 بلغت 599.83 مليون متر مكعب، أي ما يمثل نسبة ملء تصل إلى 82.1 في المائة. وبلغت نسبة الملء لحقينات السدود العشرة بجهة سوس ماسة درعة ما مجموعه 1246.81 مليون متر مكعب، أي ما يوازي 85.5 في المائة من الطاقة الاستيعابية لهذه المنشآت التي تقدر ب 1458.54 مليون متر مكعب. وتتوزع هذه الكميات بين سد يوسف بن تاشفين حيث بلغت نسبة الملء 86.6 في المائة، وعبد المومن 62.1 في المائة، وأولوز 98.4 في المائة، ومولاي عبد الله 84.9 في المائة، وإمي الخنك 89 في المائة، والمختار السوسي 101.4 في المائة، وأهل سوس 99.1 في المائة والدخيلة 110.5في المائة. وبلغت نسبة المياه المخزنة بحوض درعة ما مجموعه 646.98 مليون متر مكعب، أي ما يوازي نسبة ملء تصل إلى 88.9 في المائة، تتوزع بين سد تيوين 75.3 في المائة وسد المنصور الذهبي 97.8 في المائة. وتؤكد المعطيات المتوفرة حاليا لدى وكالة الحوض المائي أن الطلب على الماء الشروب والصناعي سيصل بالجهة، في أفق 2030، إلى 250 مليون متر مكعب أي بزيادة 108 في المائة، بينما سيتقلص الطلب على الماء الفلاحي من 1724 مليون متر مكعب إلى 1555 مليون، أي بنسبة 10 في المائة، بفضل برنامج الاقتصاد في مياه الري الذي عرف طفرة نوعية بهذه المنطقة.