يشرف على إطلاق عدد من المشاريع في الدارالبيضاء في إطار تفعيل الشطر الثاني من برنامج تأهيل المدينة القديمة بعث جلالة الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى الرئيس التونسي ا باجي قائد السبسي، وذلك بمناسبة احتفال الجمهورية التونسية بعيد استقلالها. وأعرب جلالة الملك، في هذه البرقية، عن أحر التهاني وأصدق المتمنيات للرئيس باجي قائد السبسي بموفور الصحة والسعادة، وللشعب التونسي الشقيق باطراد التقدم والازدهار في ظل قيادته الحكيمة. ومما جاء في برقية جلالة الملك "وانطلاقا مما يجمع المملكة المغربية بالجمهورية التونسية من أواصر الأخوة المتينة، والتقدير المتبادل، وتطابق الرؤى حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، فإني أغتنم هذه المناسبة، لأؤكد لكم مدى حرصي على العمل سويا مع فخامتكم من أجل تطوير علاقات التعاون التي تجمع بلدينا في جميع المجالات، لما فيه خير شعبينا الشقيقين". وأشاد جلالة الملك "بما رسخه بلدانا من أسس التضامن الفاعل، وبما يبذلانه من جهود حثيثة بهدف تدعيم بناء الاتحاد المغاربي على أسس متينة وسليمة، ليشكل رافعة تنموية لبلدانه، وتكتلا جهويا وازنا في جواره العربي والإفريقي والأورو-متوسطي، يكفل لشعوبه الشقيقة الرفاهية والازدهار والأمن والاستقرار". أشرف جلالة الملك محمد السادس، الجمعة بالدارالبيضاء، على إطلاق عدد من المشاريع المندرجة في إطار تفعيل الشطر الثاني من برنامج تأهيل المدينة القديمة، الذي رصد له غلاف مالي قيمته 300 مليون درهم. وهكذا، أشرف جلالة الملك، على إعطاء انطلاقة أشغال بناء فضائين مخصصين للصناعة التقليدية، وتأهيل المعبد اليهودي «التدغي»، وترميم ضريح «سيدي علال القرواني»، وإعادة تأهيل «دار الاتحاد»، وبناء المركز الصحي «9 يوليوز». وتحمل هذه المشاريع في طياتها طموحا جديدا بالنسبة للمدينة القديمة، تماشيا مع الطموحات المشروعة لساكنتها في المجال الثقافي والسوسيو- اقتصادي والعمراني، سعيا إلى تحسين ظروف عيش الساكنة، والارتقاء بالمشهد الحضري للمدينة، والحفاظ على موروثها التاريخي والثقافي. فهي تروم، بالخصوص، النهوض بقطاع الصناعة التقليدية، وتثمين الموروث التاريخي والمعماري للمدينة القديمة للدار البيضاء، وتنمية الأنشطة الثقافية والفنية، وتحسين ظروف ولوج الساكنة لتجهيزات وخدمات القرب. ومن شأن الفضائين المخصصين للصناعة التقليدية «دار النسيج» و»فضاء الصانع التقليدي»، واللذان رصدت لهما استثمارات بقيمة 10.25 مليون درهم، المساهمة في الحفاظ على بعض المهن المهددة بالاندثار، وتطوير منتوجات الصناعة التقليدية المحلية ودعم تنظيم وهيكلة القطاع. كما سيمكن هذان المشروعان شباب المنطقة من تأهيل مهني يتلاءم مع الواقع السوسيو- اقتصادي لقطاع الصناعة التقليدية، لاسيما من خلال نمط التكوين بالتدرج، وكذا الاندماج في سوق الشغل. ويروم مشروعا تأهيل المعبد اليهودي «التدغي»، وترميم ضريح «سيدي علال القرواني»، اللذان رصد لهما غلاف مالي إجمالي قدره 3.5 مليون درهم، الحفاظ على الموروث الديني، المادي واللامادي للمدينة القديمة، إلى جانب الحفاظ على التنوع الثقافي للمملكة. أما مشروع إعادة تأهيل «دار الاتحاد» (13 مليون درهم)، فيروم تعزيز بنيات التنشيط الثقافي والفني على مستوى المدينة. أما مشروع بناء المركز الصحي «9 يوليوز»، فسيمكن من تعزيز العرض الصحي على مستوى المدينة القديمة للدار البيضاء، من خلال تعزيز التشخيص المتعلق بالأمراض المزمنة (مرض السكري والضغط الدموي)، والتحسيس والوقاية. كما سيشتمل هذا المركز (9.5 مليون درهم)، بالخصوص، على وحدات للطب العام، وصحة «الأم والطفل»، وطب الأسنان، وطب العيون، وكشف أمراض الكلي. كما سيتم تنفيذ عدة مشاريع أخرى في إطار الشطر الثاني من برنامج تأهيل المدينة القديمة، لاسيما إعادة إيواء الأسر القاطنة بالبنايات الآيلة للسقوط، وتعزيز الشبكة الكهربائية، وتزيين واجهات البنايات، وبناء تجهيزات عمومية جديدة للقرب (دور للشباب، نوادي نسوية، مركز سوسيو- رياضي)، وإعادة تأهيل ثلاث مدارس ابتدائية، وبناء مركب للتنشيط الثقافي والفني. كما ستتم إعادة تأهيل أربعة فنادق تقليدية، وتأهيل الأحياء التجارية، وإحداث كشك للإرشاد السياحي، ومركز للنهوض بالتراث، ودار للضيافة. وتنسجم مختلف هذه المشاريع، تمام الانسجام، مع المخطط الملكي لتنمية حاضرة الدارالبيضاء «2015- 2020»، والرامي إلى إيجاد عوامل التنمية المتناغمة والمستدامة، عبر تحسين ظروف عيش الساكنة وتعزيز الخدمات والبنيات التحتية الأساسية، وجعل المدينة وجهة سياحية مميزة. ****** مشاريع مهيكلة جديدة لتثمين ورد الاعتبار للفضاء التاريخي الأصيل يكتسي برنامج إعادة تأهيل المدينة القديمة للدار البيضاء، الذي تسير أشغال إنجازه وفق وتيرة متسارعة، أداة مثلى لرد الاعتبار لهذا الفضاء التاريخي الأصيل وتمكينه من استشراف أفق واعد بعد سنوات من الإهمال. وهكذا يجسد إعطاء جلالة الملك محمد السادس، الجمعة، بالدارالبيضاء انطلاقة أشغال بناء عدة مشاريع تندرج في إطار تفعيل الشطر الثاني من برنامج تأهيل المدينة، الحرص الملكي الراسخ على تأهيل النسق المعماري العتيق للمدينة والحفاظ على تراثها التاريخي، وتحسين ظروف عيش ساكنتها وتمكينها من الخدمات الضرورية، إلى جانب إعادة تأهيل البنايات والتجهيزات العمومية للقرب، وتنشيط الحركة الاقتصادية والرقي بالأماكن السياحية. وتتمثل هذه المشاريع في بناء فضائين للصناعة التقليدية وتأهيل المعبد اليهودي "التدغي"، وترميم ضريح "سيدي علال القرواني"، وإعادة تأهيل "دار الاتحاد"، وبناء مركز صحي. وسيتم تنفيذ عدة مشاريع أخرى في إطار الشطر الثاني من برنامج تأهيل المدينة القديمة، خصوصا إعادة إيواء الأسر القاطنة بالبنايات الآيلة للسقوط، وتعزيز الشبكة الكهربائية، وتزيين واجهات البنايات، وبناء تجهيزات عمومية جديدة للقرب وإعادة تأهيل ثلاث مدارس ابتدائية، وبناء مركب للتنشيط الثقافي والفني. وتروم مختلف هذه المشاريع، النهوض بقطاع الصناعة التقليدية، والمساهمة في الحفاظ على بعض المهن المهددة بالاندثار، وتطوير الحرف التقليدية المحلية ودعم تنظيم وهيكلة القطاع، لاسيما من خلال تطوير منهج التكوين بالتدرج، وكذا الاندماج في سوق الشغل. كما تتوخى الحفاظ على الموروث المادي واللامادي للمدينة القديمة وتعزيز بنيات التنشيط الثقافي والفني، وتعزيز العرض الصحي على مستوى المدينة القديمة للدار البيضاء، من خلال تعزيز التشخيص المتعلق بالأمراض المزمنة والتحسيس والوقاية. وتتوخى هذه المشاريع النموذجية، التي تأتي انسجاما مع رؤى وأهداف المشاريع المبرمجة في إطار برنامج "وصال كابيتال" في شقه المتعلق بإعادة تأهيل المدينة العتيقة، رد الاعتبار لهذه الحاضرة العريقة وتأهيل نسيجها العمراني وتطوير بنياتها حتى ترقى إلى مصاف الحواضر العريقة في العالم. كما تأتي هذه المشاريع المهيكلة في سياق تفعيل المشاريع المندمجة التي يتضمنها مخطط تنمية جهة الدارالبيضاء الكبرى، والرامي إلى الارتقاء بالعاصمة الاقتصادية للمملكة بشكل مندمج، ومتوازن وشامل، بناء على مقاربة تشاركية ممنهجة تشرك مختلف الفاعلين بالجهة، وخاصة في الجوانب المتعلقة بتحسين ظروف عيش الساكنة وتعزيز مراكز ومنشآت القرب، وتأهيل البنيات الصحية، والارتقاء بقطاع الصناعة التقليدية وترميم المعابد اليهودية، وتأهيل الأضرحة وإعادة تأهيل المرافق الاجتماعية التي تعنى بالتنشيط الثقافي والتربوي والفني. ومن أجل بلوغ الغايات المنشودة، يعتمد برنامج إعادة تأهيل المدينة القديمة على إستراتيجية شاملة للتنمية المحلية تستحضر مختلف المجالات السوسيو- اقتصادية والثقافية والعمرانية، وذلك وفق تصور يراعي الأولوية في تلبية الاحتياجات الحقيقية للسكان وتوعيتهم بالانخراط في مسلسل تنمية حيهم وترشيد استغلال الموارد المحلية المتوفرة، انطلاقا من جعل التشارك أحسن وسيلة لتحقيق الأهداف المنشودة. ويعكس هذا البرنامج الرائد، الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك للتنمية السوسيو-اقتصادية للدار البيضاء، وحرصه الأكيد على الرفع من القدرة التنافسية للعاصمة الاقتصادية للمملكة. وهكذا، يكون هذا المشروع النموذجي قد حرص على الجمع بين إعادة تأهيل العمران والبنيات التحتية، والتأهيل السياحي والثقافي، وتوفير مخطط للتنمية الاجتماعية يرقى بالمدينة القديمة، التي تضم الآثار الأكثر قدما بالدارالبيضاء، إلى مستوى المدن العتيقة التي تواكب سيرورة التحديث وتحافظ في الوقت نفسه على موروثها وأصالتها ومعالمها التاريخية التليدة. ***** الأوزاعي: المشاريع تهدف إلى تحسين ظروف عيش الساكنة العامل مدير الوكالة الحضرية للدار البيضاء يؤكد على أهمية البرنامج في تعزيز البعد الإنساني أكد محمد الأوزاعي، العامل مدير الوكالة الحضرية للدار البيضاء، أن برنامج إعادة تأهيل المدينة القديمة للدار البيضاء يعتمد على استراتيجية شاملة للتنمية المحلية تستحضر مختلف المجالات السوسيو- اقتصادية والثقافية والعمرانية. وأوضح الاوزاعي في تصريح للصحافة، بمناسبة إعطاء جلالة الملك محمد السادس، الجمعة بالدارالبيضاء، انطلاقة أشغال عدة مشاريع مهيكلة في إطار تفعيل الشطر الثاني من برنامج تأهيل المدينة القديمة، أن هذه المشاريع تأتي لدعم الدينامية التي خلقها الشطر الأول بهدف تعزيز البعد الإنساني والاجتماعي للبرنامج ككل، وتحسين ظروف عيش الساكنة وإدماج النساء وذوي الاحتياجات الخاصة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وتنمية الأنشطة الثقافية والفنية وتأهيل البنيات ذات القيمة التاريخية. وذكر بأن الشطر الثاني من برنامج تأهيل المدينة القديمة، الذي شكل موضوع اتفاقية وقعت أمام جلالة الملك في فاتح أبريل 2014، يعتبر امتدادا للشطر الأول الذي هم تعزيز البنيات التحتية وإنجاز مرافق القرب، مبرزا أن الشطر الثاني يشمل أيضا مشاريع أخرى تتعلق بتأهيل وإعادة بناء ما يفوق 20 مرفقا عموميا في قلب المدينة القديمة، تشمل قطاعات الصحة والتعليم والصناعة التقليدية والتجارة والتكوين، وذلك على مدى أربع سنوات. وخلص العامل مدير الوكالة الحضرية للدار البيضاء، إلى أن المشاريع التي يتضمنها برنامج إعادة تأهيل المدينة القديمة، سواء في شطره الأول أو الثاني، تعكس الحرص الملكي الثابت على تعزيز اندماج الساكنة المحلية اقتصاديا واجتماعيا موازاة مع التطور العمراني والاقتصادي الذي تشهده العاصمة الاقتصادية للمملكة.