أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الجمعة بالدارالبيضاء، على إطلاق عدد من المشاريع المندرجة في إطار تفعيل الشطر الثاني من برنامج تأهيل المدينة القديمة، الذي رصد له غلاف مالي قيمته 300 مليون درهم. وهكذا، أشرف جلالة الملك، على إعطاء انطلاقة أشغال بناء فضائين مخصصين للصناعة التقليدية، وتأهيل المعبد اليهودي "التدغي"، وترميم ضريح "سيدي علال القرواني"، وإعادة تأهيل "دار الاتحاد"، وبناء المركز الصحي "9 يوليوز".
وتحمل هذه المشاريع في طياتها طموحا جديدا بالنسبة للمدينة القديمة ، تماشيا مع الطموحات المشروعة لساكنتها في المجال الثقافي والسوسيو- اقتصادي والعمراني، سعيا إلى تحسين ظروف عيش الساكنة، والارتقاء بالمشهد الحضري للمدينة، والحفاظ على موروثها التاريخي والثقافي. فهي تروم، بالخصوص، النهوض بقطاع الصناعة التقليدية، وتثمين الموروث التاريخي والمعماري للمدينة القديمة للدار البيضاء، وتنمية الأنشطة الثقافية والفنية، وتحسين ظروف ولوج الساكنة لتجهيزات وخدمات القرب.
ومن شأن الفضائين المخصصين للصناعة التقليدية "دار النسيج" و"فضاء الصانع التقليدي"، واللذان رصدت لهما استثمارات بقيمة 25ر10 مليون درهم، المساهمة في الحفاظ على بعض المهن المهددة بالاندثار، وتطوير منتوجات الصناعة التقليدية المحلية ودعم تنظيم وهيكلة القطاع.
كما سيمكن هذان المشروعان شباب المنطقة من تأهيل مهني يتلاءم مع الواقع السوسيو- اقتصادي لقطاع الصناعة التقليدية، لاسيما من خلال نمط التكوين بالتدرج، وكذا الاندماج في سوق الشغل.
ويروم مشروعا تأهيل المعبد اليهودي "التدغي"، وترميم ضريح "سيدي علال القرواني"، اللذان رصد لهما غلاف مالي إجمالي قدره 5ر3 مليون درهم، الحفاظ على الموروث الديني، المادي واللامادي للمدينة القديمة، إلى جانب الحفاظ على التنوع الثقافي للمملكة. أما مشروع إعادة تأهيل "دار الاتحاد" (13 مليون درهم)، فيروم تعزيز بنيات التنشيط الثقافي والفني على مستوى المدينة.
أما مشروع بناء المركز الصحي "9 يوليوز"، فسيمكن من تعزيز العرض الصحي على مستوى المدينة القديمة للدار البيضاء، من خلال تعزيز التشخيص المتعلق بالأمراض المزمنة (مرض السكري والضغط الدموي)، والتحسيس والوقاية. كما سيشتمل هذا المركز (5ر9 مليون درهم)، بالخصوص، على وحدات للطب العام، وصحة "الأم والطفل"، وطب الأسنان، وطب العيون، وكشف أمراض الكلي.
كما سيتم تنفيذ عدة مشاريع أخرى في إطار الشطر الثاني من برنامج تأهيل المدينة القديمة، لاسيما إعادة إيواء الأسر القاطنة بالبنايات الآيلة للسقوط، وتعزيز الشبكة الكهربائية، وتزيين واجهات البنايات، وبناء تجهيزات عمومية جديدة للقرب (دور للشباب، نوادي نسوية، مركز سوسيو- رياضي)، وإعادة تأهيل ثلاث مدارس ابتدائية، وبناء مركب للتنشيط الثقافي والفني.
كما ستتم إعادة تأهيل أربعة فنادق تقليدية، وتأهيل الأحياء التجارية، وإحداث كشك للإرشاد السياحي، ومركز للنهوض بالتراث، ودار للضيافة.
وتنسجم مختلف هذه المشاريع، تمام الانسجام، مع المخطط الملكي لتنمية حاضرة الدارالبيضاء "2015- 2020"، والرامي إلى إيجاد عوامل التنمية المتناغمة والمستدامة، عبر تحسين ظروف عيش الساكنة وتعزيز الخدمات والبنيات التحتية الأساسية، وجعل المدينة وجهة سياحية مميزة.