أشرف الملك محمد السادس٬ يوم أول أمس الخميس٬ على تدشين قطب الصناعة التقليدية «عين النقبي» في فاس العتيقة. وتعدّ هذه المنطقة من أبرز معاقل الحرفيين في العاصمة العلمية٬ لكنّ الصناعة التقليدية فيها أصيبت بضربات موجعة نتيجة أزمة في تطويرها٬ ما حال دون قدرتها على التنافس والصمود. ويرمي المشروع إلى إحداث تغيير جذريّ في مظهر وبنية الصناعة التقليدية في فاس وتشجيع وتكريس معايير الجودة والتميز في القطاع والارتقاء بظروف عيش الآلاف من الصّناع التقليديين. وفي ظل الأزمة التي يعرفها القطاع٬ سيمكن المشروع من إحداث حوالي 6650 منصبَ شغل٬ في 235 وحدة إنتاجية للنحاسيات٬ وثلاثة فنادق تشتمل على 272 ورشة للحِرَفيين المناولين العاملين في الأنشطة المكملة٬ منها 78 ورشة لفائدة الصناع التقليديين في ساحة للا يدونة٬ المستفيدين من برنامج إعادة الترحيل إلى قطب الصناعة التقليدية «عين النقبي». وهمّت أشغال بناء هذا القطب٬ كذلك٬ إحداث سوق للجلد الخام ومدبغة تقليدية٬ إلى جانب تحسين جاذبية البنايات عبر تأهيل الطرّقات وتعزيز الإنارة العمومية وتهيئة الفضاء العام.ّ وبلغت التكلفة الإجمالية للمشروع 53 .332 مليون درهم٬ منها 82 .139 مليون درهم ممنوحة من طرف البرنامج الأمريكي لتحدي الألفية. وعادة ما يشتكي المواطنون من مخلفات أوراش الصناعة التقليدية. ويراهَن على هذا القطب للمساهمة في حماية وادي سبو من المقذوفات الملوثة الناجمة عن أنشطة الصناعة التقليدية وتأهيل وإعادة هيكلة قطاع النحاسيات والجلد٬ بغرض تحسين جودة منتوجات الصناعة التقليدية٬ إلى جانب الرفع من الاستثمارات والنهوض بالتشغيل. وفي إطار مشاريع النهوض بالصناعة التقليدية في فاس العتيقة٬ والاهتمام بمواقعها ومآثرها التاريخية٬ تم ترميم أربعة فنادق (الشماعين والصبيطريين والستاويين والبركة). وتطلبت إعادة تأهيل «الفنادق» الأربعة والتي تُقدَّم على أنها ذات قيمة تاريخية كبرى٬ استثمارا إجماليا بلغ 94 .83 مليون درهم ممولة في حدود 62 .77 مليون درهم من طرف البرنامج الأمريكي لتحدي الألفية. ويُراهَن على هذا المشروع٬ الذي سيستفيد منه بشكل مباشر أزيد من 1250 شخصا٬ لتعزيز جاذبية المدينة العتيقة لفاس من خلال تثمين معالمها التاريخية والثقافية والمعمارية . وتجري أشغال إعادة تأهيل ساحة «للا يدونة» للحفاظ على الموروث التاريخيّ والثقافي لمدينة فاس بكلفة إجمالية تقدَّر ب281 مليون درهم .ويشمل هذا المشروع ٬ الممول من قِبل البرنامج الأمريكي لتحدي الألفية٬ بالخصوص إعادة بناء المباني المنهارة وترميم وإعادة تأهيل 11 بناية وبناء مركز للتكوين وورشة لإتمام المنتوجات والبيع٬ فضلا على فضاء للعروض. ويندرج إنجاز هذه المشاريع في إطار تفعيل التعليمات الملكية المتعلقة بالحفاظ على المدينة العتيقة لفاس ومعالجة البناء المُهدَّد بالانهيار ضمن النسيج العمراني القديم للمدينة٬ ما سيمكن أيضا من تحسين واجهات البنايات العتيقة وتعزيز مدارات فاس السياحية.