بعد حكم الإفراغ الذي صدر في حقها من طرف وزارة الشباب والرياضة تحل ذكرى تأسيس فريق الرجاء الرياضي يومه الجمعة، وفي المناسبة يستحضر الرجاويين والرياضيون عامة عيد ميلاد مؤسسة تتسع جماهيريتها من يوم لآخر.. وكل شعور بعظمة الفريق النادي المؤسسة أكيد بكون مرتبطا بقيمة الذين وقعوا الميلاد وأنجزوا التأسيس، وللتاريخ يبقى الحاج عيد القادر جلال هو من جمع المجموعة الأولى قبل أن يلتحق به رفيق دربه الأب جيكو والرجلان التقيا في منطقة درب السلطان بعد أن غادر الوداد في المدينة القديمة وكل منهما يحمل في يده غيمة وغضة. وجمع أب الأجيال الحاج عبد القادر جلال أطفالا من درب السلطان من المواهب بينهم الحارس بنسعيد، حميد بهيج، الأبيض.. وفي ملعب "الحويط" خلف مدرسة مولاي الحسن قرب شارع مولاي إدريس حيث إقامة مؤسسة الدرك الملكي في 2 مارس، وفي الموازاة كانت فرق الفتح للمسرح والفنون والتأم الوطنيون المناضلون في مواجهة المستعمر وناقشوا مبادرة إحداث فريق لكرة في زمن كان فيه فريق الوداد يواجه الفرق الفرنسية ويؤطر لاعبين مغاربة في الساحة الرياضية. اجتمعوا في مقهى "باصالح" المقابل سوق الجمعة ناقشوا وتداولوا والمجموعة المؤسسة تضم عبد السلام بناني، العشفوبي، مصطفى شمس الدين، أحمد الصقلي الداودي، الحاج مبارك صفا، عبد القادر جلال، محمد الناوي، بوجمعة الكادري، أحمد الصباغ، النبي الريحاني، الحاج بندريس.. وبالقرعة اختاروا إسم الرجاء من بين عدة أسماء. وفي مطلع منتصف القرن الماضي أجريت منافسات اليد بين الفرق النشيطة ميدانيا وعددها تجاوز 130 فريق بهدف تكوين الاقسام.. وكل فريق أجرى ثلاثة مباريات وتمكن فريق الرجاء من الفوز على اتحاد ابن أحمد (نصر بن أحمد) 4-1 وعلى نصر البيضاء 2-0 وعلى أولمبيك وزان 7-1 والمباراة التي أجريت في الصباح الباكر مما يبين أن الرجاء كان أول فريق يلتحق بالقسم الأول وحقق ذلك في العاشرة صباحا. وكان عبد القادر جلال ضمن تأطير الفريق إلى جانب المدرب قاسم قاسمي الذي ساهم في صعود الرجاء وغادرها مباشرة بعد الانجاز. وفي الموسم 1953-1954 التحق الاب جيكو بتأطير وتسيير الفريق بما رآكم من علم وتجارب وخبرات واستمر الاب جلال في خدمة الرجاء. والراحل جلال كان ضمن التشكيلة الاولى لفريق الوداد وعاش تأسيس هذه المؤسسة وهو في سن الثامنة عشر.. واسمه بين المجموعة الاولى لفريق الوداد سالم 1، سالم2، جلال، رامون، بلانكو، رانسو، زروق، ولد عائشة، الناوي، الكنداري، بوشعيب خالي، شاكوري، اديبا، امحيمدات، كبور، الفروج، وغيرهم وكان في تأطيرهم الاب جيكو قبل أن يغضب ويرحله الراغبون في التخلص منه وهي حكاية أخرى... منذ التأسيس لم يفارق الأب جلال الرجاء حملها في قلبه رفقة الأب جيكو بالتحدي ليكون فريقا منافسا للوداد وكان ذلك. وكانت مساهمات الراحل عبد القادر جلال مميزة في الحركة الوطنية في المخيمات الصيفية والكشفية الحسنية وبناء طريق الوحدة وتأطير الشباب واكتشاف المواهب.. وأنذر الرجل حياته لتربية وتعليم أبناء الاخرين.. وكان لا يرتاح إلا في الملعب بعد البيت وفي الفضاءات الرياضية يعتكف ووسط رياضيين وطقوس التنافس وصناعة الأجيال يعيش والرجل من مواليد 1922 في الميدنة القديمة درب خليفة زنقة موحى وسعيد سكنه عشق الكرة ودخل الوظيفة العمومية في سلم بسيط وبقي في سكن وظيفي في حي درب غلف وكغيره من المدنيين المؤمنين بقضايا وطنية في نفسه.. وفي سنة 1989 تضاعفت محنته عندما تعرض لحادثة شير مفجعة بثر إثرها ساعده اليمنى. وبذراع واحدة استمر في الحضور في فضاء الرجاء يؤطر الاطفال وبالتزام المؤمن بقضاياه ظل حتى الرحيل إلى دار البقاء في 30 غشت 1997. وبعد سنوات والرجل في قبره تحركت دعوى الوزارة ليفرغ الراحل المسكن.. وفي مطلع سنة 2015 طلع تنفيذ الإفراغ وهكذا وجدت عائلة جلال مؤسس الرجاء أمام شبح الجلاء والإفراغ والتشرد وتحرك ذوو النيات الحسنة للإنصاف واستجابت مؤسسة الرجاء للأعمال الاجتماعية ووعدت بتوفير السكن للعائلة "جلال" في نهاية مارس الجاري.