الوداد البيضاوي يحتفي اليوم بذكرى تأسيسه السابعة والسبعين في 8 ماي من كل سنة، تحل ذكرى تأسيس فريق الوداد البيضاوي .. اليوم الخميس سيخلد الوداديون الذكرى السابعة والسبعين لميلاد الوداد، ذكرى بروز مؤسسة استنشقت أولى النفحات في حضن الحركة الوطنية. ورأى الوداد النور في زمن صعب، بهدف النضال وحشد الشباب والتربية على الدفاع عن مصالح البلاد والمساهمة في تحريره، في ذلك الزمن، في مطلع القرن الماضي بأحياء المدينة القديمة بالدار البيضاء، حيث تحرك وطنيون رفضوا الخنوع للاستعمار الفرنسي، بهدف المساهمة في استقلال البلاد، في صراع مع المستعمر حول البنية التحتية. هؤلاء أحدثوا فريقا للسباحة ثم كرة القدم، واختاروا للنادي اسم الوداد، فللعنوان حمولة وإشارات وأبعاد، وتم ذلك في لقاء بين مجموعة من أبناء المدينة من الوطنيين ضمنهم الراحل الحاج محمد بنجلون، بينما كانوا يتداولون في موضوع تسمية النادي، التحق بهم محمد ماسيس متأخرا، فبرر تأخره بمتابعة فيلم للمطربة المصرية أم كلثوم (الوداد)، فأطلق هذا العنوان على النادي. ولم تكن ولادة فريق يعد هرما بالساحة الكروية المغربية سهلة في زمن القهر وتسلط المستعمر، حيث واجه الوطنيون مختلف أنواع الظلم والجور والمضايقات الرامية والهادفة إلى نسف التنظيمات وتشتيت التجمعات للشباب المغربي. ورغم كل ذلك فرض أبناء الوداد مؤسستهم، وعملوا تحت غطاء الرياضة على الانخراط في الحركة الوطنية، إذ كانوا يمارسون كرة القدم ويعملون على تحميس الشباب وتأطيره وطنيا، وتهييج الجمهور ضد المستعمر. وكانت الانتصارات الكبيرة للوداد على الفرق الفرنسية إنجازات سياسية أكثر من رياضية، فكان الفرنسيون يواجهون تألق الوداد بالمضايقات والعراقيل ومنع التجمعات التدريبية، وحرمان الجمهور من متابعة المباريات في العديد من المناسبات. وقد لجأ رئيس العصبة الفرنسية السيد بونان إلى تقديم مشروع يفرض على الفرق المغربية إشراك خمسة لاعبين فرنسيين ضمن التشكيلة الرسمية حتى لا تتكون فرق مغربية صرفة، وقد واجهت الوداد الأمر بذكاء باعتماد أجانب متعاطفين مع المغرب. وتألق الوداد ففاز ببطولة المغرب سنوات 1948-1949-1950-1951-1955 بهزمه لجميع الفرق الفرنسية، كما فاز بلقب كأس شمال إفريقيا سنة 1949، وبطولة شمال إفريقيا سنوات 1948-1949-1950، وأحرز لقب الدوري المغربي بعد الاستقلال 12 مرة ولقب كأس العرش 9 مرات ودوري أبطال إفريقيا مرة واحدة ولقب واحد في كأس الكؤوس الإفريقية، الكأس الأفروأسيوية ودوري أبطال العرب. وتعاقب على رئاسة الفريق الأحمر الحاج محمد بنجلون، عبد القادر بنجلون، عبد اللطيف بنجلون، محمد بلحسن بنجلون، عبد الرحمان الخطيب، عز الدين بنجلون، أحمد حريزي، عبد الرزاق مكوار، عبد المالك السنتيسي، بوبكر جضاهيم، نصر الدين الدوبلالي، عبد الإله المنجرة، الطيب الفشتالي، وأخيرا عبد الإله أكرم. وتميز الوداد بمواقف وطنية، حيث رفض حارس مرماه في الخمسينات محمد رفقي (السوبيص) الانخراط في نادي غرونويل الفرنسي لارتباطه بالمقاومة الوطنية، ففي أول رحلة للوداد منذ تأسيسه إلى الجزائر لمنازلة إحدى الفريق المحلية، حمل اللاعبان بوشعيب خالي وعبد القادر جلال مناشير وطنية من المغرب، وبارك الأب جيكو المبادرة وأعلن أنه المسؤول عندما اكتشف الفرنسيون العملية. وفي سنة 1944 أوقف الفرنسيون أنشطة الوداد وهاجموا عناصر النادي المغربي بسبب مطالبة الحركة الوطنية باستقلال البلاد في وثيقة تاريخية، وفي أحداث 1952 تعرض مسيرون في الوداد للاعتقال، كما أصيب اللاعبان عبد النبي السطاتي والعفاري بطلقات نارية في هجوم استعماري. وفي مباراة بين الوداد وفريق سيدي بلعباس بالجزائر، رفض لاعبو الوداد مع المدرب الأب جيكو دخول أرضية الملعب إلى أن يرفع العلم الوطني المغربي، فامتثل حكم اللقاء والمنظمون لمطلب الفريق الأحمر. وكان الوداد يزخر بالمواهب والطاقات ومن أبرز الأسماء في منتصف القرن الماضي: الحسين عاطف هاي، مبارك مايي، محمد مربدة، العياشي دامكي، بوشعيب خالي، عبد القادر الخميري، عبد القادر جلال، أحمد ولد البيضا، المعطي زروق، العربي قنوفة، محمد ماصون، محمد بلمحجوب، عبد الرزاق الهجامي، عبد الكبير الطنجي، ميلود سخينا، عبد الغني العفاري، محمد الناري، لحسن شيشا، منصور الفروج، سالم بدر دندون، حمان الوجدي، حسن لابورت، محمد شاكوري، ولد إزا، كبور، عبد الرحمان الكعزة، أحمد بنمسعود، محمد زعيريطة وآخرون، ولن ينسى التاريخ الثالوث عبد السلام، إدريس والشتوكي. وهكذا تمضي السنوات وتطوى الأيام والذكريات، وتبقى ذكرى ميلاد الوداد محفورة في قلب تاريخ الرياضة المغربية، كما في البا .. مرت 77 سنة عن الميلاد، لكن ماذا يجري الآن في الوداد؟ وما الذي حدث لفريق ولد في حضن النضال والنبل؟ ولماذا يختلف الوداديون لدرجة تؤلم الوداد؟ فهل تجمعهم اليوم ذكرى الميلاد؟