توصلت بردود عبر بريدي الخاص كرد فعل طبيعي من طرف بعض مشجعي الوداد الذين يسميهم الرجاويون ب : بوحمرون، على موضوعي السابق و المتعلق بذبح الأكباش فرحا باللقب ، ولكن ما أثار انتباهي هي رسالة من شخص طنجاوي حاول لبس الشخصية البيضاوية ليحرر تعليقه التالي : تقداولك المواظيع بقات ليك غير وداد الامة تهضر عليها ديما وداد/ كتب على مشكل ديال/ جهل المتقف المغربي. و بما أنني من طنجة و مرتبط بالدار البيضاء أيما ارتباط لعدة اعتبارات منها كوني مراسل لجريدة الناشئة المغربية الموجود مقرها بحي الألفة و ارتباط العائلة القديم بنادي الرجاء البيضاوي منذ أن أسسه المرحوم محمد بن الحسن التونسي العفاني المزداد بقرية إسافن نواحي تافراوت و المعرف بالأب جيكو ، نظرا لكل هذه الاعتبارات صرت خبيرا في الثقافتين المتباينتين الطنجاوية و البيضاوية ، وعليه فإنه من الصعب أن يتظاهر رباطي أمامي بأنه كازاوي نظرا للفرق الكبير بينهما في نطق حرف التاء و غيرها من الفروقات و من باب أولى أن يتظاهر بذلك شمالي. هذه المرة سأكتب عن الوداد ، لا عن مشجعيها وإن كنت على يقين أنني سأتلقى ردودا من الرجاويين هذه المرة و الذين سيشككون في رجاويتي المكتسبة . من أسس الوداد ؟ و كيف تأسس ؟ ولماذا سمي بهذا الأسم الرومانسي ؟..... تأسس النادي من طرف المرحوم الحاج محمد بن جلون و هو من الرعيل الأول المتعلم تعليما عصريا حصل على الباكالوريا سنة 1933 و ذهب بعدها إلى فرنسا لاستكمال الدراسة في مجال التجارة ليعود عام 1935 ، و بعد مسيرة مع عدة جمعيات بيضاوية بدأت تلوح في الأفق بولدر تأسيس ناد رياضي بالبيضاء ، فأسس رفقة مجموعة من الوطنيين ناد اختاروا له من الأسماء الوداد . في اجتماعات تأسيس النادي ، تم اقتراح عدة أسماء, و في إحدى تلك الإجتماعات حضر أحد الأعضاء متأخرا ، و برر تأخره بعد الإستفسار أنه كان يشاهد فيلما سينيمائيا لأم كلثوم عنوانه وداد و تزامن مع هدا الجواب انطلاق زغرودة من أحد البيوت المجاورة لمكان الإجتماع ، تفاءل بها المجتمعون ، و كانت النتيجة اقتراح و اختيار اسم الوداد الرياضي اسما للنادي. حصل الوداد الرياضي بداية على ترخيص من أجل تأسيس فرع كرة الماء سنة 1937، وهو الترخيص الذي كان مشروطا بالابتعاد عن الدين والسياسة والعنصرية، وأن تضم تشكيلة المكتب 12 شخصا: 6 فرنسيين و6 مغاربة. أسندت الرئاسة للحاج محمد بنجلون الذي يعتبر المؤسس الحقيقي للفريق. كان الدكتور بنجلون من بين الأشخاص الذين أسندت لهم مسؤولية تحرير القوانين، فاقترح فكرة تحرير قوانين لنادي تمارس فيه جميع الرياضات بدلا من الاقتصار على كرة الماء، وهي الفكرة التي عمل على أن يقنع بها عددا من رفاقه في الوداد وبينهم الأب جيكو، الذي كانت تراوده فكرة تأسيس فريق لكرة القدم و ظل متشبثا بها. ورغم المخاوف التي أبداها مسيروا الوداد من رفض سلطات الحماية للمقترح، فقد تم قبول طلبهم بتأسيس مجموعة من الأنواع الرياضية ضمن نادي الوداد. الأب جيكو مؤسس ارجاء ، كان الأب جيكو من المثقفين البارزين في وقته ومن الرياضيين المتوفرين على إلمام واسع بالرياضة حيث كان يتقن عدة لغات برز اسمه كأول صحفي رياضي مغربي ، و أول من استفاد من حنكة وعبقرية الأب جيكو هو فريق الوداد تسييرا وتدريبا حيث وجد فريق الوداد في الأب جيكو الرجل الكفؤ فهو مدرب كل تشكيلات الوداد الأولى وهو العقل المدبر لمسيرة الوداد في بدايتها، حيث كان الأب جيكو في تدريبه للوداد لا يتنازل عن سلطته كمدرب فهو الوحيد الذي يعرف تشكيلة الفريق قبل اي مقابلة. توفي الأب جيكو سنة 1970 تاركا وراءه ذكرى طيبة على المستوى الأخلاقي والإنساني . من بين النجوم التي زخر بها الوداد نجد اللاعب الكبير الشتوكي الذي رفض الانضمام لنادي برشلونة الإسباني ، اللاعب البطاش ، الحرس بادو الزاكي ، فخر الدين رجحي ، عزيز بودربالة ، نور الدين النيبت ، رشيد الداودي ، عبد الإله صابر و اللائحة تطول ... يعتبر فريق الوداد البيضاوي أكثر الأندية الوطنية تتويجا، سواء على المستوى المحلي أو القاري أو العربي، فمجموع الألقاب و الكؤوس التي حصل عليها الفرسان الحمر منذ التأسيس إلى الآن بلغ 36 لقبا، و هو بذلك رقم قياسي على الصعيد الوطني من الصعب تحطيمه. هذه نبذة مقتضبة عن وداد الأمة التي لم أقل في حقها إلا المعشار، في الموضوع القادم سنتحدث قليلا عن الرجاء ، رجاء الشعب [email protected]