تتويج لمسار متميز في مسيرة التعاون بين المغرب والإمارات تأتي الزيارة الرسمية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة حفظه الله للمملكة المغربية الشقيقة يومي 17 و18 مارس الجاري بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية حفظه الله لتٌتوج مسارا متميزا ومتألقا في مسيرة التعاون بين البلدين الشقيقين وتؤكد أهمية الشراكة الإستراتيجية بين البلدين على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية. ولعل البرنامج الحافل لهذه الزيارة الكريمة الذي يتضمن توقيع اتفاقيات تعاون ثنائي بين البلدين الشقيقين وتدشين مستشفى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حفظه الله، بمدينة الدارالبيضاء ومركب إفريقيا للأسمدة ومعمل تحلية مياه البحر بالجرف الأصفر بإقليم الجديدة، يؤكد أهمية هذه الزيارة في تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين. إن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله تعتبر المملكة المغربية شريكا إستراتيجيا ووجهة رائدة في مجال الاستثمارات. ولعل السنوات الأخيرة تشهد على الحراك الاقتصادي والتجاري بين البلدين الذي تميز بارتفاع حجم التبادل التجاري وأيضا ارتفاع الاستثمارات الإماراتية في المغرب التي بلغت عام 2013 ما قيمته 1.3 مليار دولار، وتميزت سنة 2014 بشراء شركة "اتصالات الإمارات" ل53 في المائة من رأسمال شركة "اتصالات المغرب" ب4.2 مليار يورو.وشهدت نفس السنة بناء شركة طاقة للجرف الأصفر التابعة لشركة "طاقة أبوظبي" محطات إنتاج جديدة للطاقة الكهربائية. لقد أصبحت الإمارات أول مستثمر في بورصة الدارالبيضاء عام 2014 ب55 مليار درهم مغربي، كما قدمت الإمارات مساهمتها ب1.25 مليار دولار في المنحة الخليجية البالغة 5 مليار دولار لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة المغربية. وساهمت الإمارات كذلك ب500 مليون يورو في رأسمال صندوق وصال للتنمية السياحية البالغ 2 مليار يورو. كما أن صندوق أبوظبي للتنمية ساهم منذ تأسيسه عام 1974 في دعم مسيرة التنمية المستدامة في المملكة المغربية، وبصماته بارزة في المجالات الإنمائية التي تهم البنيات التحتية من مستشفيات وسدود وموانئ وطرق، وآخر هذه المساهمات هو تمويل بناء ميناء طنجة المتوسط بمساهمة تقدر ب300 مليون دولار، بالإضافة إلى مساهمة الصندوق في تمويل إنشاء القطار فائق السرعة بين طنجةوالدارالبيضاء ب100 مليون دولار. إن العلاقات الإماراتية المغربية لا تنحصر فقط في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، بل تمتد إلى المجالات الإنسانية والاجتماعية، حيث قدمت الإمارات مساهمات في المجال الاستشفائي من خلال بناء مستشفى الشيخ زايد بالرباط ومركز سمو الشيخة فاطمة لعلاج النساء مرضى السرطان ومستشفيات أخرى بالمنطقة الشرقية والوحدة الطبية المتنقلة لعلاج مرضى العيون، بالإضافة إلى حملات استشفائية لعلاج مرضى القلب. وكان للمساهمات الإنسانية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله في دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ب100 مليون دولار ودعم مؤسسة محمد الخامس للتضامن ب10 مليون دولار البصمة الطيبة والأثر الإيجابي في دعم المبادرات الإنسانية والاجتماعية لهذه المؤسسات المغربية. وتشرف سفارة الإمارات لدى المملكة المغربية سنويا على إطلاق حملة "صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإفطار الصائم" لتخفيف المعاناة عن أكثر من 25 ألف أسرة مغربية متعففة. إن المملكة المغربية تعد نموذجا رائدا في الاستقرار والإصلاح والتنمية وشريكا استثنائيا لدولة الإمارات العربية المتحدة، الشيء الذي تعكسه اللقاءات والزيارات المتبادلة على أعلى مستوى بين البلدين الشقيقين، وتطابق الرؤى بين قائدي البلدين تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك وتجاه تطورات الوضع الإقليمي والدولي. ونتوقع أن تشهد العلاقات الثنائية مستقبلا واعدا ورائدا في مختلف المجالات.