قال سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالمغرب، العصري سعيد الظاهري، إن بلاده تعتبر المغرب شريكا استراتيجيا ووجهة رائدة في مجال الاستثمارات. وأكد الظاهري أن السنوات الأخيرة تشهد على الحراك الاقتصادي والتجاري بين البلدين الذي تميز بارتفاع حجم التبادل التجاري وأيضا ارتفاع الاستثمارات الإماراتية في المغرب التي بلغت عام 2013 ما قيمته 1.3 مليار دولار. وأضاف أن هذه الاستثمارات تميزت سنة 2014 بشراء شركة "اتصالات الإمارات" ل53 في المائة من رأسمال شركة "اتصالات المغرب" ب4.2 مليارات يورو، كما شهدت نفس السنة بناء شركة طاقة للجرف الأصفر التابعة لشركة "طاقة أبوظبي" محطات إنتاج جديدة للطاقة الكهربائية. وأبرز السفير الإماراتي أن بلاده أصبحت أول مستثمر في بورصة الدارالبيضاء عام 2014 ب55 مليار درهم مغربي، كما قدمت الإمارات مساهمتها ب1.25 مليار دولار في المنحة الخليجية البالغة 5 مليارات دولار لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة، وساهمت كذلك ب500 مليون يورو في رأسمال صندوق وصال للتنمية السياحية البالغ ملياري يورو. وذكر الظاهري بأن صندوق أبوظبي للتنمية ساهم منذ تأسيسه عام 1974 في دعم مسيرة التنمية المستدامة في المغرب، و"بصماته بارزة في المجالات الإنمائية التي تهم البنيات التحتية من مستشفيات وسدود وموانئ وطرق، وآخر هذه المساهمات هو تمويل بناء ميناء طنجة المتوسط بمساهمة تقدر ب300 مليون دولار، بالإضافة إلى مساهمة الصندوق في تمويل إنشاء القطار فائق السرعة بين طنجةوالدارالبيضاء ب 100 مليون دولار". وشدد الظاهري على أن العلاقات الإماراتية المغربية لا تنحصر فقط في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، "بل تمتد إلى المجالات الإنسانية والاجتماعية، حيث قدمت الإمارات مساهمات في المجال الاستشفائي من خلال بناء مستشفى الشيخ زايد بالرباط ومركز سمو الشيخة فاطمة لعلاج النساء مرضى السرطان ومستشفيات أخرى بالمنطقة الشرقية والوحدة الطبية المتنقلة لعلاج مرضى العيون، بالإضافة إلى حملات استشفائية لعلاج مرضى القلب". وأبرز، في هذا السياق، ما "كان للمساهمات الإنسانية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ب100 مليون دولار، ودعم مؤسسة محمد الخامس للتضامن ب10 ملايين دولار، من بصمة طيبة وأثر إيجابي في دعم المبادرات الإنسانية والاجتماعية لهذه المؤسسات المغربية". وشدد على أن المملكة المغربية تعد نموذجا رائدا في الاستقرار والإصلاح والتنمية وشريكا استثنائيا لدولة الإمارات العربية المتحدة، الشيء الذي تعكسه اللقاءات والزيارات المتبادلة على أعلى مستوى بين البلدين الشقيقين، وتطابق الرؤى بين قائدي البلدين تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك وتجاه تطورات الوضع الإقليمي والدولي، متوقعا أن تشهد العلاقات الثنائية مستقبلا واعدا ورائدا في مختلف المجالات.