إن المتتبع لشؤون الصحراء المغربية اليوم لا يجد أي ذكر للأمازيغية ثقافيا ولا سياسيا، فما هي أسباب ذلك؟ وهل هناك إرث أمازيغي فعلا في الصحراء المغربية؟ ولماذا تخلت القبائل ذات الأصول الأمازيغية الصنهاجية عن أصولها الأمازيغية؟ للإجابة على هذه الأسئلة لابد من إلقاء نظرة على التاريخ العميق للصحراء المغربية. ------------------------------------------------------------------------ أ الصحراء المفهوم والمجال الصحراء لغة كما جاء في قاموس المحيط: «هي الأرض المستوية في لين وغلظ دون الفقر أو الفضاء الواسع لا نبات فيه (..) جمعه «صحاري وصحراوات»؛ وفي الموسوعة الميسرة ف»الصحراء منطقة جرداء تغطي الرمال الجانب الأكبر فيها(..) وتقوم بها حياة نباتية وحيوانية جد قليلة»، ويطلق عليها بالأمازيغية لفظ «تينيري»؛.ومجالا فالصحراء المغربية هي مجموع الأراضي الممتدة من وادي نون إلى الكويرة/الحدود المغربية الموريتانية وهي جزء من الصحراء الكبرى الممتدة من وادي نون إلى نهر السنغال جنوبا ومن المحيط الأطلنطي إلى النيل شرقا. والإنسان الصحراوي، هو كل إنسان يعيش داخل هذا المجال متحديا الظروف الطبيعية القاهرة، إما متنقلا وراء قطعانه بحثا عن الماء والكلأ أو مستقرا بالواحات ممتهنا الزراعة وحرف أخرى. ب النقوش الصخرية والأبجدية الأمازيغية الصحراوية نقصد بالكتابة الأمازيغية، تلك الكتابة التي استعملها الأمازيغ سكان شمال إفريقيا خلال العصور القديمة وطوروها فأطلقوا عليها اسم «تيفيناغ»، أي اكتشافنا وقد صنفت هذه الكتابة الأمازيغية في البداية ضمن اللغات السامية الحامية «chamito-sémitique»إلى جانب اللغة المصرية القديمة والعربية وغيرهما ...والآن تصنف حسب المدرسة الأنكلوساكسونية ضمن اللغات الأفروأسيوية(1)، والكتابة الأمازيغية ثلاثة أصناف حسب مناطق تواجدها ومنها الأبجدية الصحراوية «alphabet saharien والتي انبثقت منها «تيفيناغ» القديمة والحديثة والتي مازال الطوارق يتواصلون بها في شؤونهم اليومية. وتنتشر الأبجدية الصحراوية هذه بمجال شاسع جدا بأغلب مناطق الصحراء الكبرى إذ تم العثور على لوحات صخرية تشتمل على كتابات أمازيغية ورسومات بالصحراء المغربية بنواحي السمارة وطانطان واوسرد، وكذالك بنواحي تيشيت ايوالاتن بموريتانيا وبايير بشمال النيجر وبإدرار ايفوغاس بشمال مالي وبتا سيلي بالصحراء الجزائرية وبتادرارت اكوكاس بليبيا وبجزر الكناري «tiknariyin»حيث تعرف بالكتابة الكوانشية نسبة إلى أمازيغ كناريا المعروفين ب «الكوانش» الذين مازالوا يعتزون بأصولهم الأمازيغية *، وتتميز نصوص الكتابة الصحراوية الأمازيغية، بالاختصار وبقدمها التاريخي إذ تعد نقائش تاسلي وتادرارت اكاكوس من أقدم كتابات «تيفيناغ»، وتنتشر هذه الكتابة بمجال كانت تسكنه قبائل أو شعوب الجيتولين «les getules» والكارامانت «les caraments» ج بانوراما عن الوجود الأمازيغي بالصحراء المغربية تؤكد الدراسات الأنتروبولوجية والأركيولوجية على أن الصحراء من أقدم مناطق شمال إفريقيا تسكانا، وصنف سكانها القدماء ضمن إنسان «نيوندرتال»nèandertal والذي اعتبره الباحثون جد الأمازيغ سكان شمال إفريقيا الحالية «تامازغا»، وقد تمكن هذا الإنسان من اختراع ثقافة خاصة به سميت بالثقافة العطرية كما أبدع أبجديته المعروفة ب»تيفيناغ»، وتشهد على ذلك المدافن الأمازيغية القديمةtamulus التي اكتشفت على مصطبات الأودية بالصحراء والمعروفة محليا ب«لجرام» مثل تلك الموجودة بجنوب مصب درعة ووادي الشبيكة، وتحدثت المصادر التاريخية القديمة وخاصة الإغريقية واللاثينية عن الصحراء وسكانها الأمازيغ القدماء، انطلاقا من الرحلات الاستكشافية، والحملات العسكرية، حيث ذكرت وصول البحار والرحالة الفينيقي القرطاجي «حانون» إلى منطقة «cernè» بضفاف الصحراء جنوب جزر كناريا. وبهذه المنطقة كانت مراكب الفينيقيين تفرغ حمولتها من البضائع بواسطة سفن صغيرة، وكانت المدينة كبيرة تصل إليها السفن ويسكنها قوم من الحبشيين الدراتيتlesdoratites (2)، كما أشار المؤرخ اللاتيني «ساليست Salluste 86/35 ق.م. إلى أن الجيثوليين les getules كانوا يسكنون الصحراء جنوب اللمس حدود المستوطنات الرومانية بشمال إفريقيا، وذكر من شعوب الجيثوليين كل من autolos وbaniures واعتمادا على التقارب الصوتي، كما ذهب إلى ذلك العديد من المؤرخين أمثال:R.RegetوJ.D.Meunie وعمر أفا**، يمكن أن تكون قبيلة «جزولة» الأمازيغيةigizuln هي getules والتي كانت تهدد أمن المستوطنات الرومانية بهجماتها المتكررة عليها مما دفع بالقادة الرومان إلى تنظيم حملات عسكرية إلى الصحراء لقمع القبائل المهاجمة أهمها حملة «باليونس» وحملة أخرى في عهد «نيرون»(69/79م). (3) وفي القرن الثاني الميلادي قام المغامر «اودوكس دوسيكيز» برحلة في السواحل الجنوبية المغربية وتحدث عن اكتشافه لجزيرة تقطنها النساء، كما ذكر المؤرخ «بلينيوس الأكبر» وجود جزر «كوركاد» أثناء حديثه عن القرن الغربي المواجه لجزر الكناري يسكنها مجتمع تحكمه نساء يسمين les gorgones والامازونات les amazonnes ويلبسن أثناء الحروب ألبسة مصنوعة من جلود الثعابين الكبيرة المنتشرة بالصحراء.(4) ورغم قلة الشارات التاريخية التي وصلتنا عن الصحراء في الفترات القديمة والمغلفة بالأساطير، فإنها تكاد تتفق على أن الصحراء كانت مأهولة بالسكان الأمازيغ. أما المصادر العربية في العصور الوسطى فتحدثت عن استقرار قبائل صنهاجة بالصحراء والتي تعود حسب النسابين القدماء في أصلها إلى البرانس أحد الأقسام الكبرى للأما زيغ(***)، وتعرف الفروع الصحراوية من صنهاجة، بصنهاجة الصحراء أو صنهاجة الرمال أو كذالك بالملثمين نسبة إلى اللثام الذي كانوا يلزمونه، وتتكون من عدد كبير من القبائل يقارب السبعين، أشهرها: كدالة، لمتونه، مسوفة، لمطة، جزولة، تاركة...وقد كانت هذه القبائل الصنهاجية تشرف على شبكة مهمة من الطرق التجارية الرابطة بين مناجم الذهب وأسوق جنوب الصحراء الكبرى وبين مدن وأسواق البحر الأبيض المتوسط عبر الطريقين التجاريين الساحلي من «اوليل» إلى «نول لمطة» ف»اكوز». والداخلي من «يوالاتن» عبر «اوداغوست» ثم «تغازي» ف»سجاماسة» .كما تتحكم هذه القبائل في مناجم الملح مثل منجم «تغازي» و»اوليل» خاصة وأن الملح في العصور الوسطى كان يشكل مادة حيوية في المبادلات التجارية، وقد أفاد هذا الموقع إلهام ثلاثة قبائل أساسية هي :كدالة، مسوفة، لمتونة، في فرض رآستها على بقية الفروع الصنهاجية، وبعد صراع طويل بين هذه القبائل الصنهاجية الثلاثة حول الزعامة، تكون اتحاد قبلي صنهاجي بقيادة كدالة ساهم في نشوء دولة المرابطين مع بداية القرن الخامس الهجري، والتي قامت على أساس دعوة دينية إصلاحية بعد أن استقدم يحيى بن إبراهيم الكدالي لعبد الله بن ياسين الجز ولي (من قرية تامانارت) من عند شيخه وكآك بن زلو اللمطي نحو الصحراء. وفي هذه الفترة كانت علاقات إمارات المغرب الشمالي بالصحراء حسنة من الناحية التجارية وخاصة إمارة سجل ماسة وإمارة فاس، هذه الأخيرة التي استطاعت بناء مركز مهم «تامدولت» على ضفاف وادي درعة كبوابة للصحراء. وبعد قيام دولة المرابطين، وبناء عاصمتهم مراكش ثم عودة أبو بكر بن عمر اللمتوني إلى الصحراء وترك زمام السلطة لابن عمه القائد يوسف بن تاشفين، فإن العلاقة بين أمراء مراكش وأبناء عمومتهم بالصحراء مستمرة. وفي بداية العهد الموحدي، أعلنت قبائل «لمطة» استقلالها تحت حكم سلطانها «اهو كار» حوالي سنة1154م بوادي نون ونواحيه،(5)وقد ورد في أخبار المهدي بن تومرت رسالة إلى القبائل الأمازيغية الصحراوية المتمردة يهددهم قائلا: «...ويل لأهل سوس وجيرانهم جزولة لكست ولمطة وأهل القبلة»(6)، وبعد صراع مرير تمكن عبدالمؤمن بن علي الكومي من القضاء على هذا التمرد، وفي آخر العهد الموحدي تمرد علي بن يدر الهنتاتي «وهو من أقرباء محمد بن يونس أحد وزراء البلاط الموحدي بسوس، لكن سكان سوس ثاروا عليه فاستنجد بعرب «بني معقل» الذين وصلوا إلى مشارف وادي نون سنة 1218م، بعد مجيئهم من مصر في موكب قبائل «بني هلال» و «بني سليم» التي أرسلها سلطان مصر للانتقام في إمارات شمال إفريقيا. يقول ابن خلدون في كتابه العبر: «استصرخهم علي بن يدر الزكندري صاحب السوس بعد الموحدين (..) وكانت بينه وبين كزولة الظواعن ببسائط السوس وجباله فتنة طويلة، استصرخ لها بني مختار هؤلاء فصارخوه وارتحلوا إليه بظعونهم وحدوا مواطن السوس لعدم المزاحم من الظواعن فيها فاوطنوها وصارت مجالاتهم بقفرها وغلبوا كزولة واصاروهم في جملتهم ومن ظعونهم وغلبوا على القصور التي بتلك المواطن في سوس ونول»(7). وتجدر الإشارة، إلى أن أكبر حدث عرفته الضفة الشمالية للصحراء الأطلسية في النصف الأول من القرن الثالث عشر الميلادي، «هو ما نعتبره أكبر صدمة بشرية حيث شكل مجيء بني معقل السبب الرئيسي في تغيير الخصائص القومية الأمازيغية»(8). ومع الدولة المرينية، أصبح الباب مفتوحا أمام القبائل العربية العقلية للوصول إلى الصحراء، بتشجيع من المخزن المريني للقضاء على ثورات القبائل الأمازيغية وتمردها، فدخلت في صراعات حول المجال. يقول المختارالسوسي: «فاتفق أن كان عرب من معقل(..) يقطعون السبيل بين فاسومراكش فهم السلطان(أبي الحسن المشهور بالسلطان الأكحل) بالإيقاع بهم، فأجفلوا بين يديه إلى الصحراء من حوز سوس فتقفى السلطان آثارهم، وتوغل في الصحراء، فالتقى الشيخ احمد الركيبي وقد نزل هناك وشيكا(..) فتداول مع السلطان في أمر غرمائه ليبقي عليهم فيعمروا معه تلك الأرض ضد البربر(الأمازيغ) الذين كانوا متأصلين فيها، فدفع للسلطان مالا كثيرا (..) فرجع السلطان»(9). و»بديهي أن ينتج عن كل هذا تفتت تدريجي للبطون اللمطية والجزولية، وكذا لفروع العقليين أنفسهم، أصبح الكل مطالبا بالاندماج في وحدات اجتماعية من نوع جديد، بدأت إذن الأسماء القديمة في الاندثار لتحل محلها تشكيلات أعرابية أمازيغية تختلف باختلاف أهميتها، وهي تشكيلات اجتماعية سياسية مجردة من الجانب الديني، وقد جاء هذا الفصل في المهام كتجسيد لتسيد الأعراب على المنطقة. من جهة أخرى نشير إلى أن الحملات المرينية على منطقة سوس الأقصى قد توالت لحمل الأعراب وباقي السكان على دفع الضرائب. وقد كان جلها موجها ضد القصور والمداشر التي ما تزال أنقاضها تشهد على أهمية الخسائر (...) وقد جاء وباء الطاعون ليتلف ما تركه سوء الحال والبؤس الجماعي «(10). هذه الوضعية سمحت بازدياد نفوذ الزوايا والشخصيات الصوفية، «فحينما طل على الناس عصر الزوايا (...)، انقطعت الأواصر التي تربط الجزوليين بأصولهم الجزولية، وهبت ريح الانتساب إلى الشخصيات اللامعة في المغرب والمشرق والأندلس بدل الانتماء إلى جزولة فرارا من وصمة الضعف والهوان، وبذلك لم يعد لها ذكر إلا في أسماء المواقع الجغرافية والتكتلات القبلية»(11)، واستمرت الاضطرابات بالصحراء إلى نهاية العهد الوطاسي، وخلال هذه الفترة سينضاف عنصر آخر إلى العنصرين العربي والأمازيغي ويتمثل في الغزو المسيحي الإيبيري للشواطئ الجنوبية المغربية، فأصبحت منطقة الصحراء تتعامل تجاريا وسياسيا مع البرتغال والأسبان حيت ذكرت الباحثةJ.D.MEUNHE توقيع معاهدة بين ممثل التاج الاسباني بجزر كناريا ومملكة مستقلة بوادي نون بمدينة «تكاوست» بتاريخ15فبراير1455م (12)، فابتداء من القرن السادس عشر(الميلادي) تغير كل شيء فلم تعد لهذه القبائل(الأمازيغية) نفس الأسماء بل اتخذت لنفسها أسماء أولياء(13) حيث «وجد الأشراف خير ترحيب من جانب القبائل البربرية (الأمازيغية) العربية في أقصى الجنوب الغربي المراكشي من ساقية الحمراء، وما من هذه القبائل خلا من الأسر الصوفية أو الشريفة التي كانت تستبقيهم بين ظهرانيها وتعطيهم الأرض والمنافع العديدة وتجعل منهم شيوخا روحيين وحماة صوفيين، وهكذا نشأت نبالة دينية في القبيلة وجرى تنظيم اجتماعي جديد وطبقة جديدة»(14). أما السعديون فقد أولوا عناية خاصة ومميزة للصحراء؛ أولا لأن حركتهم انطلقت من أطراف الصحراء إذ أن زعيم دعوتهم الروحي هو سيدي محمد بن مبارك الاقاوي والذي استنفر القبائل السوسية والصحراوية للجهاد ضد الغزاة الأسبان والبرتغال؛ وتذكر الرواية الشفوية بأن سيدي داود دفين تلمزون وسيدي واحسون دفين فراح بزيني من قادة المجاهدين (ايت اعزى ويهدى) الذين حرروا ثغور الصحراء من المحتلين الأسبان والبرتغال خلال ق16، وثانيا لأسباب لخصها المؤرخ الافراني في قولة احمد المنصور الذهبي: «ونحن اليوم قد انسدت أبواب الأندلس باستيلاء العدو الكافر عليه جملة وانقضت عنا حروب تلمسان ونواحيها من الجزائر باستيلاء الترك عليها»(15) مما دفع بالسعديين إلى الاهتمام بالتجارة الصحراوية والوصول إلى منابعها حيت قام احمد المنصور بحملة إلى السودان الغربي حوالي 1580م. وبعد اضمحلال الدولة السعدية سنة 1628م تاريخ وفاة السلطان زيدان تصاعدت نفوذ قوى دينية أخرى تتمثل خصوصا في الزاوية السملالية منذ سنة 1628م حيث استطاع أبي حسون السملالي مد نفوذه على الصحراء وتمكن من استقطاب التجارة الصحراوية إلى عاصمته «ايليغ» . وبعد هذه الإمارة تمكن السلاطين العلويون من مد نفوذهم إلى أعماق الصحراء وخاصة المولى إسماعيل الذي تصاهر مع قبائل الصحراء، وامتدت حدود مملكته إالى تلمسان وجميع بلاد الصحراء وتوات وفكيك وأطراف السودان وتيغازي والسوس الأقصى(16)؛ والسلطان محمد بن عبد الله الذي نشأ بوادي نون عند أخواله. وقد تحدث سفير فرنسا بالصورية (بداية القرن التاسع عشر) في مذكراته عن وادي نون وتجارتها وعن تدخل السلطان المغربي لفك أسر بعض الأوربيين الذين غرقت سفينتهم بسواحل الصحراء ممن أسرهم وذكر شخصية بارزة بوادي نون اسمها «علي آو الحاج»؛ ثم السلطان الحسن الأول الذي وصل إلى اكلميم سنة1886م وما بين1906/1910 قاد الشيخ ماء العينين حركة إصلاحية جهادية جمعت القبائل الأمازيغية والعربية لتستقر بتزنيت وسيجاهد احمد الهيبة ضد الفرنسيين بأحواز مراكش سنة 1912 وستستمر هذه الحركة الجهادية تدافع عن الجنوب المغربي إلى سنة 1934م حيث احتلت القوات الفرنسية الأطلس الصغير ووادي نون إلى مصب درعة واحتلت اسبانياجنوب درعة إالى موريتانيا وان كان اهتمام اسبانيا بالصحراء قد بدأ منذ معاهدة تطوان بين المغرب واسبانيا في منتصف القرن التاسع عشر حيت ادعت بأنها تملك مرفأ بسواحل الصحراء مند(القرن 15م ) اسمه santa Cruz de mar pequena فعمدت سنة1884م إلى إنشاء قاعدة بحرية بالداخلة الحالية تحت اسمvilla Cisneros بذريعة حاجتها إلى ميناء في طريقها إلى غينيا الاستوائية، وفي نفس السنة احتلت انجلترا مرفأ طرفاية cap Juby وبنى بها قائدها (ماكينزي) قاعدة بحرية مازالت أطلالها شاهدة على تلك الفترة، وفي سنة 1900 وقعت اسبانيا مع فرنسا معاهدة رسمت بموجبها الحدود الجنوبية للصحراء وفي سنة 1912استكملت اتفاقيات الحدود بين الدولتين بعد رد أطماع الدول الأوربية الأخرى عن المغرب(انجلترا وألمانيا) فتم رسم الحدود الشمالية للصحراء بينهما فعمدت اسبانيا إلى احتلال مرفأي الكويرة سنة 1912 وطرفاية 1916 واكتفت بها حتى بداية العقد الثالث من القرن العشرين أثناء الحرب الأهلية الاسبانية فتوغلت جيوشها بداخل الصحراء واستكملت احتلالها سنة 1934 حيث وصلت إلى السمارة، وقسمت الصحراء إلى منطقتين من وادي درعة إلى جنوب الطرفاية اعتبرتها منطقة حماية جنوب المغرب، ثم منطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب التي اعتبرتها مستعمرة(ملكية) اسبانية خالصة. لقد اختلطت القبائل الأمازيغية الأصيلة بالقبائل العربية الطارئة وأثروا فيهم وتأثروا بهم «وهكذا تضافرت العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية طوال عدة قرون لترسم الخريطة اللغوية التي وجد عليها المغرب عند وقوعه في قبضة الاستعمار الأوربي الفرنسي الاسباني»(17) هوامش 1مصطفى اعشي، جذور الكتابة الأمازيغية، في كتاب، من اجل ترسيم أبجدية تيفيناغ لتدريس الأمازيغية، منشورات A.M.R.E.C الرباط،2002 ص:9/32. * أمازيغ كناريا استضافوا المؤتمر الأول للكونكريس العالمي الامازيغي بجزر كناريا الإسبانية وبمدينة تيني ريفي . 2مصطفى ناعمي،الصحراء من خلال تكنه تاريخ العلاقات التجارية والسياسية، منشورات عكاظ 1988 **عمر افا، مسألة النقود في تاريخ المغرب في ق 19(سوس1822/1906) منشورات كلية الآداب اكادير 1988صفحة:74 3محمد حنداين، شمال إفريقيا المغرب دراسات في التاريخ والثقافة ط1 المغرب 1996. 4احمد سراج، مجلة أمل عدد13/14سنة1998. ***إبراهيم حركات،المغرب عبر التاريخ ،الدار البيضاء،ط.2،ج،1سنة1984ص154. 5: D.J.Meunie,le Maroc saharien des origine aux XVII em siecles.librairie klinsiech.1982 .t.1 6مجلة البحث العلمي الرباط عدد27 ص:232. 7عبد الرحمان بن خلدون.كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر المجلد السادس.بيروت.ص:85. 8ناعمي .مرجع سابق /ص:88. 9محمد المختار ألسوسي .المعسول .ج:XII ص:88. 10ناعمي .مرجع سابق ص:96. 11التقي العلوي،أصول المغاربة، مجلة البحث العلمي ،عدد27 سنة 1977 الرباط ص:234. 12موني :م.س/ص:311. 13الفرد بل .الفرق الإسلامية بالشمال الإفريقي ،ترجمة عبد الرحمان بدوي. بيروت ص:433. الفرد بل .م.س.ص:433. 15محمد الافراني الصغير، نزهة الحادي في أخبار ملوك القرن الحادي ص:91. 16الضعيف ألرباطي .تاريخ الدولة السعيدة،تحقيق ألعماري ص:98. 17محمد شفيق لمحة عن 33قرنامن تاريخ الامازيغيين .الرباط 1989.