نقلت مؤخرا العديد من الأوساط الإعلامية والديبلوماسية كثير أخبار عن مناورات جزائرية تستهدف المغرب ووحدته الترابية، وبرز أن النظام العسكري في البلد الجار مستمر في معاداته للمملكة ولحقوقها الوطنية المشروعة. حلول وفد قيادي من الجبهة الانفصالية في العاصمة الجزائرية بالتزامن مع زيارة المبعوث الأممي كريستوفر روس، وإرسال وفد مماثل إلى العاصمة الروسية موسكو في خطوة لا تخفى علاقتها بجولة روس نفسه، ثم الرسالة التي وجهت باسم الرئيس المريض بوتفليقة لزعيم الانفصاليين، والتحركات المسعورة للديبلوماسيين الجزائريين عبر العالم من أجل إفشال انعقاد منتدى كرانس مونتانا المرتقب بمدينة الداخلة المغربية، والمناورات الجزائرية على مستوى ملف الأزمة المالية ومساعي إيجاد حل عادل لها، كلها وقائع جرت فعلا في الأسابيع الأخيرة، وتكشف حجم العداء للمغرب ووحدته الترابية من لدن جينرالات قصر المرادية، وإمعانهم في استهداف الحقوق والمصالح الوطنية للشعب المغربي... وفي مقابل هذا التركيز الباتولوجي ضد المملكة المغربية، يغمض النظام العسكري الجزائري كل العيون عن التحديات الداخلية التي تواجهه، وعن المطالب والانتظارات المشروعة للشعب الجزائري. وفي حين يسجل المراقبون عديد مظاهر قصور وهشاشة في المجالات الاجتماعية والتجهيزية والتنموية بالجزائر، يستغرب الكثيرون لحجم ما ينفقه النظام العسكري هناك من عائدات النفط على مخططاته الهيمنية العقيمة، وعلى مناوراته العدائية للمغرب... قد يكون هذا شأنا داخليا يهم الجزائريين والقوى السياسية والمجتمعية الجزائرية، ولكن الاهتمام به مرده كون جينرالات الجزائر يحولون ما يجب صرفه لتحقيق آمال الجزائريين وتوفير حاجياتهم لتمويل مخططات العداء ضد المغرب ووحدته الترابية، كما أن استمرار تكلس النظام الجزائري ورفضه أي تغيير ديمقراطي أو انفتاح، يجعل المنطقة برمتها جامدة ومهددة بكثير مخاطر... إن النظام العسكري الجزائري يقود العداء ضد المغرب منذ عقود دون أن ينجح في تحقيق أهدافه الهيمنية المريضة، بل إنه يخوض حربا حقيقية ضد بلادنا وحقوقها الوطنية المشروعة، وهي حرب بلا انتصار عدا أنها أدخلت المنظومة المغاربية في حالة الجمود، وأبعدت الشعبين الجارين الشقيقين عن بعضهما، وكل هذا فقط لأن عقلية النظام المرضية شاءت ذلك، وحتى عندما هب التغيير على كثير جغرافيات قريبة أو بعيدة عن الحدود الجزائرية، بقي عسكر الجزائر يتمنعون ويفرون من الإنصات إلى نبض شعبهم، وصارت كثير دول ومحافل مقتنعة أن مواجهة مخاطر المنطقة تبدأ من هنا، أي من تغير النظام الجزائري نحو الانفتاح والديمقراطية وقيم هذا الزمان بدل مواصلة العيش داخل معادلات زمن الحرب الباردة. المغرب سيستمر في مواجهة كل من يتربص بوحدته وسيادته، وسيواصل الدفاع عن كل حقوقه الوطنية ومصالحه الإستراتيجية، وفي نفس الوقت يعزز ديناميته التنموية والديمقراطية الداخلية، ولكن النظام العسكري الجزائري صار في حاجة للتغير والخروج من منغلقات جنونه والإنصات لمطالب شعبه، ذلك أن الانفتاح الداخلي هناك، وتقوية البناء الديمقراطي، معناه أيضا تمتين السير الإقليمي نحو استقرار المنطقة، وتفعيل الاتحاد المغاربي، ومواجهة المخاطر المتربصة، بعديد مصالح إقليمية ودولية في هذه المنطقة الحساسة. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته