بمشاركة أزيد من عشرة شعراء عرب وإسبان اعتُمِدت التوازيات الشعرية الموجودة بين الشعر الأندلسي والكتاباتِ الأولى للنوبل خوان رامون خيمينيث، قاعدة للملتقى الأول للشعر العربي-الأندلسي الذي احتضنته مؤخرا بلدة موغير بإقليم إسبانيا، بمشاركة أزيد من عشرة شعراء وشواعر عرب وإسبان. نظمّت الملتقى مؤسسةُ "زنوبيا- خوان رامون خيمينيث" وجمعية "أصوات مستعادة"، وقد انبثقت الفكرة نتيجة الأعمال العديدة التي أُنجزت انطلاقا من متحف النوبل، حول موضوع الحضور الأندلسي العربي في شعر خوان رامون خيمينيث، وفق ما شرح مدير المؤسسة أنطونيو راميريث ألمانْثا، الذي أفادَ قائلا: "لقد وفَّرت لنا تلك الأعمال ملاحظات دقيقة بخصوص عناصر التقارب بين هذا الشعر والحائز على النوبل التي تُرصَدُ، على الخصوص، في كُتُبه الحداثية الأولى، غايةَ 1911، ففيها توجد توازياتٌ يُرى عَبرَها أن خوان رامون رجَع إلى الشعر العربي الأندلسي واستعمل أدواتِ شعرائه." بالإضافة إلى التعمق في هذا المظهر من الأدب الخوانْرَامُوني، يبرز من بين أهداف الملتقى دعم الانفتاح على الثقافة العربية، التي كانت قريبة من الأندلسية طيلة قرون عديدة، وقد دُعِي لهذه الغاية مُبدعون عرب وإسبان: سُهيل السرغيني، بيدرو إنْريكيث، بشرائيل الشاوي، نسيمة الراوي، مزوار الإدريسي.. وفي الوقت نفسه، استغلت المناسبة لاستعادة أولئك الشعراء الذين كانت لهم "دلالة كبرى" في سياق الشعر العربي-الأندلسي المرتبط بوَلْبةَ ، مثل أبي عُبيد البكري أو ابن حزم. لأجل هذه الغاية، استُعملَتْ صيغةٌ تبتعد عن "المألوف" في هذا الصنف من الملتقيات، ذلك أنّ الأنشطة تُرِكتْ مفتوحة أمامَ كل الشعراء الذين يرغبون في المشاركة، "إننا نحصر المشاركة في اثني عشر شاعرا وشاعرة إسبانا ومغاربة، لكنْ سيكون هنالك حضورٌ ثابتٌ لشعراء آخرين ممّن يرغبون في المشاركة إعرابا عن اهتمامهم." اتخذ اللقاء صيغة قراءاتٍ شعرية في أماكن مختلفة جدا مثل البيت-المتحف، أو إقامةِ فونْطي بينْيا، أو شاطئ ماثاغون، وتميَّزتِ الدردشة الأدبية-الموسيقية التي شهدها "نادي الفلامنكو" بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيسه، حيث نوقشتْ الوشائجُ القائمة بين الموسيقى العربية والفلامنكو.