من جديد وبعد ثلاثة وأربعين سنة يتحرك الجدل وسط جماهير الرجاء والوداد تحت عنوان "علاش الكار ماجاش من فاس" والأمر يتعلق بمباراة في الدورة الأخيرة للموسم الرياضي 1972.1973 والتي كادت أن ستجمع الوداد بالمغرب الفاسي وغاب عنها الفريق الفاسي ولم يتنقل إلى الدارالبيضاء. وكان فريق الوداد في رتبة متأخرة في حين كان المغرب الفاسي يصارع النادي القنيظري في الصدارة من أجل اللقب. وأنهي الفريق القنيطري الدوري فائزا باللقب والمغرب الفاسي وصيفا والوداد في الرتبة التاسعة برصيد 60 نقطة بعد إضافة أربع نقاط مستفيدا من غياب المغرب الفاسي عن لقائه الأخير. وقيل الكثير عن عن هذا الحدث في حينه وبقي محفورا في تاريخ الرياضة.. وقيل أن المغرب الفاسي فضل التغيب ليبقى الوداد بالقسم الأول. واليوم وأمام الجدل الحاصل اتصلنا بالرئيس السابق للفريق المغرب الفاسي الحاج محمد بنزاكور وعميد الفريق آنذاك حميد الهزاز وهذه أراؤهما عن الحدث. وفي هذا الصدد، قال حميد الهزاز الحارس الدولي السابق "رد الكار ماجاش إلى الدارالبيضاء ولا مايجيش كاع.."، لم نكن نتنقل دائما في الحافلة وفي جل الأوقات نتحول من فاس على متن سيارات بتنسيق مع المكتب المسير في كل مناسبة. وحاليا لم أفهم لماذا أثير الحديث حول المباراة التي كانت مبرمجة الدورة الاخيرة بين الوداد والمغرب الفاسي في الدارالبيضاء.. والأكيد أن الحدث يوجد في قلب التاريخ لأن المغرب الفاسي لم يتنقل إلى الدارالبيضاء ولم يواجه الوداد في لقاء رسمي وقد تساءل الجميع آنذاك سنة 1973 لماذا غاب المغرب الفاسي عن اللقاء. السبب يعود إلى لقاء أجريناه في ملعب الحسن الثاني بفاس مع فريق الاتحاد القاسمي.. وسجلت المناسبة حضور جمهور يفوق طاقة الملعب وأكثر من أربعة الاف مشجع انتقلوا من مدينة سيدي قاسم إلى فاس.. وسمعت أنهم أطلقوا وسط الجمهور الفاسي ليهرب الجميع من المدرجات وقيل أن شخصا توفي وسط الغليان وربما كان الحكم حيان يقود المباراة.. وكان الاتحاد القاسمي قويا ومدعما آنذاك ويرفض الهزيمة بفعالياته ومن بينها أحمد الدليمي أبن المدينة وعاطف على فريقها ورغم كل الجهود لم نتمكن من كسب الفوز بسبب التحكيم.. وسجل اللقاء حضور سلطات فاس يتقدمهم السيد العامل بنشمسي.. الحكم أعلن عن نهاية المباراة قبل انتهاء عمرها القانوني وانتهى اللقاء بالتعادل دون أهداف وهذه النتيجة لا تؤدي على نزول الفريق القاسمي في حين كنا نمطح للفوز باللقب وتنتظرنا مباراة أخيرة في الدارالبيضاء نواجه فيها الوداد. وبعد اللقاء أمام الاتحاد القاسمي والحيف الذي تعرض له فريقنا قرر المسيرون في اجتماع طارئ مقاطعة البطولة وعدم التنقل إلى الدارالبيضاء في الدورة الموالية الأخيرة ونفذوا القرار. وكان بإمكاننا الفوز باللقب حتى لو ننهزم أمام الوداد لان منافسنا النادي القنيطري اكتفى بالتعادل في آخر دورة. قيل أن جل مسيري الوداد ينحدرون من فاس والعلاقة طيبة بين الوداد والمغرب الفاسي منذ فجر الاستقلال.. وأعود لأتساءل لماذا أثير هذا الموضوع اليوم ومن يقوى على تذكر ماحدث قبل أربعين عام.. ولن أنسى أنني كنت أستعد للالتحاق بالمنتخب الوطني في تجمع أوصاني الرئيس بنزاكور إذ سألني الكولونيل بلمجدوب حول الموضوع أن أجيب بأن الأمر يتعلق بقرار اتخذه المكتب المسير وليس الرئيس وحده. وكان القرار سيطال حتى مباراة في مسار كأس العرش نواجه فيها اليوسفية الرياضية لكن فعاليات حذرت بخطورة التغيب عن لقاء في منافسات كأس العرش. من جهته، قال الحاج محمد بنزاكور رئيس فريق المغرب الفاسي أنه كثر الكلام حول هذا الموضوع للعلاقة المثينة التي كانت تربطنا بفريق الوداد الرياضي والذي كان يعاني في ذلك الموسم 72-73 وتراجع في سلم الترتيب. وأضاف أن سبب الغياب عن مباراة الدورة الأخيرة في الدارالبيضاء يعود إلى مباراة قبلها واجهنا فيها الاتحاد القاسمي في فاس.. المباراة شهدت حضورا كبيرا يهدف إلى تدعيم الفريق الطامح لكسب البطولة لكن حكم اللقاء ارتكب أخطاء وأعلن النهاية قبل موعدها بإحدى عشر دقيقة مما عمل على تهييج الجمهور ولولا رجال الأمن لوقعت الكارثة في الملعب. وعند انتهاء اللقاء عقدنا اجتماعا طارئا وقررنا مقاطعة المباراة الموالية والأخيرة إذا لم تنصفنا الجامعة. ولم تتحرك الجامعة ونفذنا قرارنا ولم نسافر إلى الدارالبيضاء لمنازلة الوداد واعتقد البعض أن في الامر خدمة للوداد حتى لا تنزل إلى القسم الثاني وهذا لا أساس له من الصحة.. وكان هدفنا من الاحتجاج ومقاطعة الدوري يرمي إلى إصلاح التحكيم وتنبيه الجامعة إلى الظلم الذي طالنا والمغرب الفاسي تضرر وحرم من اللقب الذي عاد في ذاك الموسم إلى النادي القنيطري.