الهمجية ضربت باريس، الحزن والدم والغضب يلف العاصمة الفرنسية وكل العالم... قتلة يستهدفون صحيفة فرنسية ساخرة، ويقتلون صحفيين ورسامي كاريكاتور وأبرياء آخرين، ويوزعون الرعب في المكان وحوله، ويقترفون المذبحة... في فرنسا حدث ما يحدث أيضا في العراق وسوريا وفي غيرهما، سواء في ليبيا أو في فلسطين، لقد حدثت البشاعة والهمجية، وارتكبت المذبحة، وأزهقت أرواح بشرية، وعم الرعب كل المكان. الذين قاموا بالهجوم على شارلي ايبدو بباريس هم قتلة ومجرمون، وما اقترفوه يستحق الإدانة والتنديد، ويتطلب إعمال القانون في حقهم... هؤلاء لا يخدمون لا الإسلام ولا قضايا شعوبهم ولا يقدمون للبشرية سوى الدماء والقتل وجنون المجرمين، وهم أجرموا أيضا في حق الدين الحنيف لأنهم أساؤوا إليه، وأجرموا في حق الجاليات المغاربية والعربية والمسلمة بأوروبا لأنهم منحوا لكل العنصريين والمتطرفين مبررات استهداف المهاجرين وأسرهم والتعرض لهم والتضييق على حقوقهم، وهم كذلك استهدفوا، بفعلهم المدان هذا، قيم الحرية والانفتاح والديمقراطية والتقدم التي تتطلع إليها وتناضل من أجلها أيضا الشعوب العربية والمسلمة إلى جانب باقي خلق الله في هذه الدنيا. ما عاشته فرنسا يوم الأربعاء بشع ومرعب، وينذر بمخاطر أخرى قادمة... الشعب الفرنسي يستحق اليوم التضامن والمساندة. شارلي ايبدو وصحفييها وكل مستخدميها يستحقون التضامن والدعم والمساندة، وأن نكون كلنا في صفهم من أجل الحرية، وضد القتل. العالم كله يستحق اليوم أن تنهض كل القوى الديمقراطية والتقدمية لتمتين صفوفها وتعاونها من أجل الدفاع عن حق الشعوب في الحرية والأمن والسلام، وأن تعيش بكرامة واستقرار وطمأنينة في بلدانها، وتبني مؤسساتها الديمقراطية ومسلسلاتها التنموية، وهذا هو الجواب المطلوب اليوم على أعمال الإرهاب والتطرف والقتل. الديمقراطيون داخل البلدان المسلمة مدعوون اليوم إلى تقوية مستويات الانتباه والعمل لما يجري داخل مجتمعاتهم ووسط الشباب، بما في ذلك في بلدان العالم الأخرى، وتكثيف التعبئة لتعزيز الاعتدال والوسطية، والقضاء على التطرف الديني المسيء إلى الإسلام أولا، وإنجاح مسلسلات البناء الديمقراطي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والإصلاح الثقافي والديني، وذلك بما يوقف هذا المد المجنون نحو أفكار القتل والبشاعة والوحشية. أفكار القتل والإرهاب هي جرائم وليست آراء أو وجهات نظر، والذين يحملونها هم مجرمون و...عصابات، ولا يجب التساهل في المواجهة والمحاربة أو التواطؤ مع القتلة. ما نتمناه اليوم هو أن تنهض فرنسا وأن لا تستسلم للقتلة، وأن تبقى بلاد الأنوار والحريات، وأن لا تسمح لأفكار وقوى العنصرية والتطرف أن تركب على حزن الشعب، وتجر البلاد كلها إلى فخ المجرمين. كل المدافعين عن الحرية حزينون اليوم مع فرنسا ومع شارلي ايبدو، ومذبحة الأربعاء مرفوضة ومدانة، والخزي للمجرمين الجهلة. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته