فرجة بعنوان «مرتجلات مرسحية» في حفل افتتاح مهرجان المسرح العربي بالرباط أوضح الفنان المسرحي مسعود بوحسين الذي تولى إعداد العرض الفني لافتتاح الدورة السابعة لمهرجان المسرح العربي الذي ستنطلق فعالياته مساء يوم غد، أن هذا العرض عبارة عن مرتجلات مسرحية، وهو لا يدخل ضمن المسابقة أو بموازاتها، بل هو بصفة أساسية عرض لأجل افتتاح المهرجان. وأضاف في الندوة الصحافية التي عقدت صباح أمس الجمعة والتي أطرها الأستاذ غنام غنام، أن العرض الفني لافتتاح المهرجان الذي يحمل عنوان "مرتجلات مرسحية" يطرح تحديات كبرى، من قبيل الاختيارات الجمالية، الموضوع، طبيعة المناسبة، وهو ما يجعله عرضا ذا طابع احتفائي أساسا. وهذه الخيارات الجمالية الكبرى – يؤكد بوحسين- تدخل في خانة المرتجلات، وتحمل صيغة حديث المسرح عن ذاته. وكان اختيار عنوان "مرتجلات مرسحية" بدل التسمية المتداولة حديثا: مسرحية، على اعتبار أن المسرح كان ينطق في الأصل: مرسح، وتم هذا الاختيار احتفاء بمؤسسي المسرح العربي، من قبيل: مارون النقاش وأبو خليل القباني وغيرهما، حيث يتم من خلال العرض الافتتاحي تناول بصيغة شذرية، تاريخ تأسيس المسرح وغير ذلك من القضايا المرتبطة بالمسرح بصفة عامة، العرض لا يمدح بل ينتقد وضعية المسرح في العالم، وعيا بأنه صار مهددا أمام الإعلام والعروض الكبرى الحديثة. العرض يجمع بين المواقف والكوريغرافيا والعنصر الرقمي في أجواء بصرية مع العناية بالصيغة الشذرية، ويشارك في تشخيص مشاهده فنانون شباب وممثلون مخضرمون، وينشط الجانب الموسيقي الفنان محمد الدرهم، وتتولى فايزة الطلباوي تصميم الرقصات، أما الجانب التشكيلي فيشتغل عليه سعيد عفيفي المختص في الفنون الرقمية. وتناول النقاش مجموعة من النقط المرتبطة بهذا العرض، حيث تم استحضار تجربة الفنان الراحل محمد الكغاط في فن المرتجلات المسرحية ومدى تقاطع العرض مع هذه التجربة، حيث أوضح بوحسين أن فن المرتجلة ليس فنا جديدا، بل تم تناوله في الغرب، ممثلا في موليير ويونسكو، حيث لم يكن المسرح منحصرا في الحديث عن القضايا العامة، بل اهتم كذلك بالحديث عن قضاياه الخاصة، أما تجربة الكغاط في هذا المجال فتظل تجربة مهمة، ويعود اهتمام الكغاط بها إلى كونه كان يحمل هم المسرح المغربي. وحول اختيارات العرض الافتتاحي، أكد بوحسين على أنه أعد خصيصا لهذه المناسبة، مناسبة الدورة السابعة لمهرجان المسرح العربي، بروح الحب والاشتغال الدؤوب لتقديم فرجة في خصوصية الافتتاح وليست مستقلة بذاتها. أما الطاقم المشارك في هذا العرض، فلم يكن اختياره مرتجلا، بل كان مدروسا ونابعا من التصور العام للعرض الذي يضم الغناء والرقص والسيرك وغير ذلك من الفنون، وتستغرق مدته 50 دقيقة، وهو يضم صورا مكثفة شذرية مبنية على المتعة البصرية بدرجة أقوى. وتناول النقاش كذلك الجانب اللغوي في العرض، حيث أكد بوحسين أن اللهجة المغربية ستكون حاضرة بجانب اللغة العربية الفصحى، وأن اللغة لن تشكل حاجزا، حيث تم الاشتغال عليها حتى يسهل التفاعل معها من طرف مختلف المتلقين. وأشاد بوحسين بالقيمة التي يحملها المهرجان، باعتبار أنه يخلق إمكانية التلاقح وتبادل الأفكار والتجارب والاطلاع على أعمال الفانين المسرحيين العرب، إنه مجال خصب لتبادل الأفكار من الناحية النظرية والمعرفية، يؤكد المتحدث.