افتتحت فعاليات الدورة السابعة لمهرجان المسرح العربي بالرباط ، والتي ستستمر إلى غاية 16 يناير الجاري بدعم من الهيئة العربية للمسرح ووزارة الثقافة ، وذلك تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، بحضور عدة شخصيات تنتمي إلى عوالم المسرح والسينما والثقافة والإعلام والديبلوماسية . وفي تقديم بهي للفنانة لطيفة أحرار و الفنان عبد الله ديدان الذي أضفى أجواء من الفكاهة والفرح على خشبة المسرح ، وخلق جوا مسرحيا بامتياز أمتع به الحاضرين . و في مستهل الجلسة الافتتاحية للمهرجان تم تقديم شريط وثائقي عن الممثل الراحل محمد البسطاوي تكريما لذكراه، وكذا شريط وثائقي عن الهيئة العربية للمسرح يستعيد أقوى اللحظات التي شهدتها الدورات الست السابقة للمهرجان في كل من القاهرة وبيروت وتونس وعمان والدوحة والشارقة. ليعتلي السيد محمد الأمين الصبيحي، وزير الثقافة خشبة المسرح ، ليقول كلمته التي ذكر فيها أن إقامة هذا الحدث بالرباط تعكس تلاقي إرادتي الهيئة العربية للمسرح ووزارة الثقافة من أجل تنظيم دورة "يتنصر فيها المسرح وتتجلى من خلالها قيم المحبة والتسامح والإخاء التي تجمعنا جميعا، كما ستضيف نفسا جديدا لمسرح العربي ولمريديه ورواده وهواته". وقال السيد الصبيحي إن "إقامة هذه الدورة مع مطلع هذه السنة يتزامن مع إطلاق وزارة الثقافة للصيغة الجديدة لدعم المسرح المغربي بآليات جديدة ترتكز على توطين المسرح واستقرار الفرق المسرحية داخل فضاءات مسرحية تسمح للمهنيين بممارسة عشقهم لأبي الفنون وفق شروط مادية ومعنوية مواتية". وأضاف الوزير أن "هذه الدينامية الجديدة جاءت لتواكب إطلاق مجموعة من المشاريع المهيكلة والمتمثلة في فضاءات مسرحية ذات مواصفات تقنية عالية بكل من الرباط والدار البيضاء ووجدة وطنجة، إلى جانب القاعات المسرحية المنتشرة بمختلف جهات ومناطق المملكة، والتي بلغ عددها 125". فيما تناول السيد رئيس الهيئة العربية إسماعيل عبد الله في كلمته ، واعتبر فيها أن مهرجان المسرح العربي عملا تنويريا بامتياز، ولن يكون إلا بتضافر جهود الذين يؤمنون بهذه الرسالة، فنحن جميعا نخلق لونه ونبضه ونوره ونحن جميعا صانعوه ولاعبوه وخادموه". وأضاف قائلا "وفي رباط المسرح نمضي واثقين من الحلم، متحدين للواقع، بأن لنا في دورات المهرجان المتعاقبة أعيادا لمسرح عربي جديد ومتجدد، فالرباط تقف مثل عرابة لهذا الحلم، تتلو عليه نشيدها العظيم، بأصوات وصور القامات المسرحية والثقافية العالية، لتجعل من دورة هذا العيد، الدورة السابعة، دورة غير مسبوقة من حيث المحتوى الفني والفكري، ولناحية المشاركة الواسعة للمسرح المغربي، مما حول هذا المهرجان إلى عيد حقيقي للمسرح على امتداد التراب الوطني". واختار الأكاديمي السوداني يوسف عايدابي أن يوجه بالمناسبة رسالة اليوم العربي للمسرح في افتتاح الدورة ، هي رسالة رسخها المسرح كفضاء للتعايش والتسامح والحوار ، رسالة بقدر ما تدعو إلى نبذ الخلاف ، تعمق من رسالة المسرح النبيلة اتي طالما كانت تعمق من وشائج القيم الإنسانية . ولأنها رسالة تأخذ ميسم صاحبها ، يدعونا " عايدابي إلى تمثل المسرح الذي يؤمن يقضايا الأوطان والإنسان في أفق تنمية المجتمع العربي الجديد . وفي الاختتام ، تم عرض عمل مسرحي وهو عبارة عن " مرتجلات مسرحية " يتحدث فيها المسرح عن نفسه ، واعتبرها المخرج مسعود بوحسين فقرة فنية في حفل الافتتاح ، منوها بتجربة الراحل محمد الكغاط ، والتي اعتبرها ملهمة خصوصا في جانب اشتغالها على المرتجلة كأحد الأشكال الجمالية التي تجيب على بعض أسئلة المسرح الراهن . واشتغل المخرج مع مجموعة من الفنانين من المخضرمين والشباب ، إلى جانب المشاركة المتميزة للفنان محمد الدرهم في الموسيقى ومصممة الرقصات فايزة الطلباوي والمتخصص في الرقميات سعيد عفيفي .