تميزت الجلسة الافتتاحية للمهرجان بتكريم خاص لروح الفنان الراحل محمد البسطاوي، من خلال تقديم شريط وثائقي عنه، يبرز مشاهد من مساره الفني الحافل، الذي أثرى به المسرح المغربي، كما عرض شريط وثائقي عن الهيئة العربية للمسرح يستعيد أقوى اللحظات في الدورات الست السابقة للمهرجان، الذي يعد من أقوى المواعيد المسرحية والثقافية في العالم العربي. ومن أقوى فقرات حفل الافتتاح عرض "مرتجلات مسرحية"، بمشاركة طلبة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، الذين قدموا مقتطفات من نصوص المسرحي العالمي ويليام شكسبير، ورائد المسرح السوري، سعد الله ونوس، وقطب المسرح المغربي الراحل أحمد الطيب لعلج. كما جرى تقديم أعضاء لجنة تحكيم جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، التي تشكلت من رئيستها، المخرجة اللبنانية لينا أبيض، والسورية ندى الحمصي، والبحريني عبد الله السعداوي، والكويتي عنبر وليد، والسوداني يحيى الحاج، وإلقاء رسالة اليوم العربي للمسرح، التي تلاها الأكاديمي السوداني يوسف عايدابي، المتخصص في علوم المسرح والسينما. واعتبر إسماعيل عبد الله، الأمين العام لهيئة العربية للمسرح، في كلمة بالمناسبة، أن "المهرجان يأتي بموعده مثل مواعيد الحصاد، التي احتفى بها الإنسان على مر العصور، فأقام لها أعيادا، هي أعياد لكل ما يمنح الإنسان الفرح، ويؤكد احتفاءه بالحياة، وانسجامه مع الطبيعة ومكوناتها، وهكذا نريد لمهرجاننا أن يكون عيد حصاد وجني ثمار عام بأكمله"، مشيرا إلى أن الدورة السابعة ستكون غير مسبوقة وغنية من حيث المحتوى الفني والفكري، والمشاركة الواسعة للمسرح المغربي، ما حول "المهرجان إلى عيد حقيقي للمسرح على امتداد التراب الوطني"، إذ سيشمل 55 عرضا مسرحيا في مختلف مناطق المغرب. من جانبه، قال محمد الأمين الصبيحي، وزير الثقافة، إن هذا الحدث، المنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، وبدعم من الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، حاكم إمارة الشارقة والرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، وبإشراف مشترك بين وزارة الثقافة المغربية والهيئة العربية للمسرح، يعكس "تلاقي إرادتي الهيئة العربية للمسرح ووزارة الثقافة، من أجل تنظيم دورة ينتصر فيها المسرح، وتتجلى من خلالها قيم المحبة والتسامح والإخاء التي تجمعنا جميعا، كما ستضيف نفسا جديدا لمسرح العربي ولمريديه ورواده وهواته"، معتبرا أن "المسرح العربي مدعو، في خضم الأزمات والتوترات التي يعرفها العالم، وبوادر التطرف القوية وفي ظروف تؤثر فيها المشاكل الاجتماعية والمجتمعية أن يلعب دوره التنويري والتربوي والترفيهي لمواجهة كل أشكال الانحراف والتطرف والغلو، وأن يكون أداة فعلية للتنمية المستدامة للمجتمعات، ويتوجه لمختلف شرائح المجتمع ليؤدي رسالته، الداعية إلى الحق والسلم والتعاون والتعايش والحوار والمحبة والإخاء". ويشارك في الدورة الحالية ما يناهز 300 مسرحي من العالم العربي، و100 مسرحي من المغرب، بالإضافة إلى عدد مهم من المختصين والمهنيين. كما ستشارك تسع فرق مسرحية مؤهلة للتنافس في المرحلة النهائية لنيل جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، إلى جانب مشاركة ثماني فرق عربية ومغربية على الهامش بمدينة الرباط، وخمسين فرقة مغربية بمختلف ربوع المملكة. كما ستشهد هذه الدورة مساهمة عدد كبير من مهنيي المسرح في تنشيط مجموعة من الفعاليات، من ورشات تكوينية وندوات فكرية.