يقول عايدابي في رسالته "لا نريد مسرحا للنخبة أو لفئة قليلة في بلداننا، التي ترزح تحت نير الحروب والجوع والفقر والمرض. في مثل بلادي الكليلة العليلة الممزقة، المقطوع شطرها، الغابة جنوبا، والمنفصل شقها، الصحراء شمالا، لا نريد للمسرح إلا أن يكون أداة اجتماعية ووسيلة للمقاومة والكفاح ضد التفرقة والاحتراب. على المسرح أن يكون في مناطق النزاع والشقاق، وفي أماكن العلم والتنمية، فرصة للتسامح والتعايش والحوار، ولتقريب شقة الخلاف والاختلاف". ويضيف أن "مسرح اليوم في بلداننا هو ذلك الحبل السري، فلا ينبغي أن يكون إلا عضويا بسيطا مباشرا، متحللا من الزوائد، منطلقا من الناس ومن وحيهم. وأن يكون وصلا في كل مكان، فما جدوى مسرح في المدينة لمن يسخره لإلهاء في غير مصلحة الناس، فيما ربوع البلاد في غم وهم وظلمة ليل؟ نريد المسرح بدرا في ليل الأوطان، ونورا في دروبها، وصوتا هادرا في ميادينها، ونفيرا في بواديها، وبوسع المسرح أن يكون وسيلة ماضية مستدامة لتنمية الإنسان الجديد، والمجتمع العربي الجديد". وتدعو رسالة اليوم العربي للمسرح إلى إعادة النظر في فكرة المسرح ودوره ووظيفته المبتغاة، مسجلة "علينا أن نتأكد أننا لا نحاكي ونتبع الغرب سيرا في الركب المتعولم، إن ظروفنا الراهنة إجمالا مضطربة متقلبة، وأناسنا يتطلعون إلى ثقافة بديلة مختلفة تهديهم السبيل إلى وجود مغاير، وحياة أكثر سلما وعدالة. وعلى المسرح أن يكون في طليعة أدوات المستقبل، وإلا فهو لزوم ما لا يلزم، زبد يذهب جفاء، فيا أهل المسرح، استيقظوا". وبدأ العمل بهذا التقليد في هذه المناسبة منذ 10 يناير 2008، الذي صادف الإعلان الرسمي عن ميلاد الهيئة العربية للمسرح، وانعقاد مؤتمرها التأسيسي، وألقى الرسالة في ذلك اليوم الفنان اللبناني يعقوب الشدراوي من على منبر قصر الثقافة في الشارقة، ثم ألقت رسالة 2009 في القاهرة الفنانة المصرية سميحة أيوب، فيما ألقى رسالة عام 2010 في تونس الكاتب التونسي عز الدين المدني، وتلاه في عام 2011 ومن على منصة اليونسكو ببيروت، الفنان العراقي يوسف العاني، وفي عام 2012 في الأردن ألقت الفنانة الكويتية سعاد عبد الله الرسالة، أما في عام 2013 فكانت الفنانة المغربية ثريا جبران صاحبة الرسالة، وألقتها وهي على سرير المرض، وفي عام 2014 ومن على منصة الدورة السادسة لمهرجان المسرح العربي بالشارقة، ألقى الرسالة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي. يذكر أن يوسف عايدابي واحد من علامات المسرح والثقافة في السودان والعالم العربي، ويشغل منصب المستشار الثقافي لحاكم الشارقة ومستشار الهيئة العربية للمسرح. وعايدابي عميد سابق لمعهد الموسيقى والمسرح بالخرطوم، ومؤسس مسرح لعموم أهل السودان، في سبيل تعددية وتنوع ثقافي.