ستلقي الفنانة المغربية الكبيرة ثريا جبران رسالة اليوم العربي للمسرح التي كتبتها بمناسبة اليوم العربي للمسرح، وهو التقليد الذي أطلقته الهيئة العربية للمسرح ليكون العاشر من يناير من كل عام، وذلك اعتباراً من عام 2008 . سبق الفنانة ثريا جبران خمسة من الفنانين العرب في القاء الرسالة فقد كان الدكتور يعقوب الشدراوي من لبنان أول من ألقاها عام ،2008 وتلاه الفنانة سميحة أيوب من مصر لعام ،2009 ومن ثم الكاتب التونسي عز الدين المدني عام ،2010 والرابعة كانت للفنان يوسف العاني من العراق للعام 2011 ، فيما كانت الخامسة للفنانة سعاد عبد الله من الكويت للعام 2012 . ومن بين ما جاء في نص رسالة اليوم العربي للمسرح للعام 2013 التي كتبتها وستلقيها الفنانة ثريا جبران: جئت إلى المسرح، إلى المهنة الجميلة والمكان الدافئ والناس الرائعين، في سن مبكرة جداً(في الثانية عشرة تحديداً) . وبقيت هناك . بقيت أسمع الأصوات وأُسمِعُها . وأتمثل كلام الآخرين كما لو كان كلامي بل حرصت دائماً على أن أجعله كلامي لأقوله لآخرين . كان دوري كممثلة أن أمتص هذا الكلام، أتشربه، أسكنه ويسكنني كي أقوله بصدق وأخرجه كالشرار حاراً مع أنفاسي وروحي، مع صوتي وصمتي . منحت العمر للمسرح . ما قضيته من سنوات على الخشبات، وفي المسارح المغربية والعربية والأجنبية، أكثر مما قضيته في بيتي وبين أفراد أسرتي الصغيرة . اتخذت المسرح مسكناً وأهل المسرح أهلاً، وتهت طويلاً في النصوص والشخوص والأقنعة والأحلام والخيال . وكانت سعادتي في كل عمل جديد، وكان الفرح يتجدد مع كل لقاء جديد . وطبعاً، كان هناك الكثير من الألم في طريقي . هذه الخبرة، ربما، هي ما يعطيني الحق لأتكلم في هذا اليوم، في اليوم العربي للمسرح . فدعوني أنقل إليكم ما أحسه في أعماقي لقد كان المسرح، بالنسبة إلي، وسيظل فن الحقيقة بامتياز . ولكن حقيقة المسرح، بالتأكيد، ليست كحقيقة الخدع السينمائية، ولا حقيقة التلفزات التي تحجب الرؤية، ولا حتى حقيقة المطابخ السياسية السائدة، حيث تعد الوصفات والتوابل، وتطبخ الطبخات على نار هادئة في المختبرات والكواليس الدولية - كما كتب الشاعر الراحل محمد الماغوط - ثم يأكلها الكبار في الغرب والشرق، بينما يكتفي العرب بغسل الصحون ! (أفكر هنا بالأخص، في العرب الذين لا يريدون العودة إلى التاريخ بعد أن خرجوا منه!...)