تبدأ اليوم ببوزنيقة أشغال المؤتمر الوطني السابع لمنظمة الشبيبة الاشتراكية، وذلك في غمرة تخليد عامها التاسع والثلاثين بعد التأسيس، الذي كان بتسمية الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية، ويحل مئات الشباب من مختلف جهات المملكة ببوزنيقة متطلعين للمساهمة في صنع مستقبل متجدد لمنظمة التقدميين الشباب، وذلك انطلاقا من اعتزازهم الجماعي بتاريخ منظمتهم وبمختلف ما راكمته من نضالات واجتهادات داخل الحقل الشبابي والجمعوي الوطني طيلة عقود. الشبيبة، التي كان يقول عنها الزعيم التقدمي الكبير الراحل علي يعته بأنها مزرعة الحزب، تفتخر بتخريجها لمئات الأطر الحزبية والسياسية خلال كامل مسارها الذي قارب الأربعة عقود، كما تعتز بانخراطها القوي والمسؤول في صنع مواقف الحزب وقراراته ذات الصلة بقضايا الشباب والطلبة ودعم الحزب في مختلف المحطات والاستحقاقات السياسية والانتخابية والتنظيمية بكامل الجدية والمسؤولية والأخلاق الرفاقية العالية، كما أنها تجر معها تاريخا طويلا من النضال الديبلوماسي لفائدة القضايا الوطنية لشعبنا وبلادنا في عديد محافل شبابية وسياسية إقليمية وعالمية منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، وهي اليوم تلج مؤتمرها السابع ببوزنيقة مفتخرة بكل هذا التاريخ النضالي والشبابي الطويل والعريق، وتسعى لإضافة صفحات جديدة إليه، بواسطة الجيل الحالي من المناضلات والمناضلين الشباب المنتظمين في مختلف فروع وهياكل المنظمة على الصعيد الوطني. من المؤكد أن عمل وفعالية الشبيبات الحزبية يطرح اليوم كثير أسئلة لها صلة بوجودها نفسه، وبنجاعة أدائها، وذلك في سياق كل ما شهدته بلادنا والعالم من تحولات سياسية وفكرية وقيمية وسوسيولوجية، وهذا يفرض على منظمة في تاريخ ونضالية الشبيبة الاشتراكية أن تنكب على هذه الأسئلة بعمق وجدية وتتدارسها وتحللها، ولكن ما تعانيه بلادنا كذلك من عزوف للشباب عن العمل السياسي المنظم، ومن ترد للخطاب والسلوك السياسيين يتطلب الانتباه إلى أهمية المنظمات الشبابية، وإلى ضرورة دعمها وعدم تبخيس دورها، وتحفيزها لتكون رافعة للنهوض بممارستنا السياسية والانتخابية الوطنية، ولكي تستعيد السياسة جاذبيتها وسط شعبنا وشبابنا. لقد تميزت منظمة الشبيبة الاشتراكية عن مثيلاتها بكونها عمدت منذ التأسيس إلى الانفتاح، وأيضا إلى استثمار مختلف فضاءات الشباب والطلبة بالبلاد، ولم تنشغل بأي حسابات صغيرة، كما فعلت هيئات مماثلة أخرى، وكان هذا بالذات هو مصدر قوتها و... اختلافها عن الآخرين، واليوم، في حضرة مؤتمرها الوطني السابع، تجتمع الأسرة الرفاقية، ويحضن بيت المنظمة كل أبنائه، ويعلن الرفاق والرفيقات عن تجديد الحماس، وعن مواصلة السير نحو المستقبل. الشبيبة الاشتراكية تعيش اليوم عامها التاسع والثلاثين ممسكة بتاريخها وبوضوح الرؤية والطريق، ولكن أيضا بانفتاح وإنصات ذكيين لتحولات محيطها ولواقع شباب اليوم في مغرب اليوم وعالم اليوم، وذلك لكي تصنع... المستقبل. بالتوفيق. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته