أثبتت أبحاث علمية حديثة أن بعض مكسبات الطعم والمحليات الصناعية تسبب تسمم المخ لأنها أخطر المثيرات السمية على الإطلاق، حيث تسبب مع مرور الوقت والتأثير التراكمي تلفا في خلايا المخ غير القابلة للتجدد وتسبب تراجع الذاكرة وضعفها وتدهور القدرات العقلية وفقدان القدرة على التركيز ومعالجة الأمور الحسابية أو الرياضية المتوسطة ثم تؤدي إلى فقدان القدرات العقلية. وتقول إيمان كامل أستاذة بالمركز القومي المصري للبحوث، إن تلك المواد تسبب أيضا أمراض عصبية تابعة لتلف خلايا المخ منها الشلل الرعاش والزهايمر والصداع المزمن، مؤكدة أنه مع الاستمرار في تناولها تؤدي للإصابة بالأورام السرطانية مثل، سرطان الثدي وارتفاع الكوليسترول وضغط الدم والأزمات القلبية الحادة. وتضيف أن مكسبات الطعم والمحليات الصناعية تسبب البدانة المرضية غير قابلة للعلاج حتى مع الرياضة أو الأدوية لأنها تغير في تركيب الدهون في الجسم، موضحة أن هذه المادة هي إحدى مشتقات "Monosodium Glutamate"، وتعد أخطر مادة غذائية وجدت في العالم كمكسبات طعم، ولذلك يتم إخفاء اسم هذه المادة السامة في الأغذية تحت مسميات مختلفة مثل (الجلوتامات، أسبرتام، الخميرة، المرق سواء مرق الدجاج أو اللحمة، الكاسينات، البروتين المهدرج كالصويا المهدرجة). ومن جانبه، يؤكد عمرو مطر الأستاذ بكلية طب القصر العيني ورئيس الجمعية المصرية لدراسات السمنة، أن الغذاء يؤثر على الحالة النفسية والمزاجية، محددا خمس قواعد ذهبية تتعلق بالتغذية المثلى للصحة البدنية والعقلية والعاطفية، من خلال إتباع نظام غذائي يعمل على تزويد الجسم بكل احتياجاته من الفيتامينات والمغذيات المفيدة مع تحقيق التوازن بين الصحة البدنية والصحة النفسية والعقلية. ويشدد المختص أن القاعدة الأولى هي الإكثار من الخضراوات والفواكه الطازجة حسب قاعدة (3+2) التي تحدد الحصص الغذائية التي يجب أن يتقيد بها الفرد وهي بمعدل 3 حصص من الفواكه وحصتين من الخضراوات يوميا، فيما تتضمن القاعدة الثانية التقليل من تناول الأغذية المطبوخة لفترات طويلة والأطعمة المقلية التي تفقد الكثير قيمتها الغذائية أثناء تعرضها لدرجات الحرارة العالية في الطهي، حيث أن هضم هذه الأغذية يصاحبه إطلاق الكثير من المنتجات الثانوية السامة في الجسم والتي من شأنها أن تؤثر سلبا على كيمياء الدماغ وتتسبب في الإحساس بالخمول والامتلاء وتغيير المزاج. وتعتمد القاعدة الثالثة على التقليل من تناول الأغذية التي تحتوي على المضافات الاصطناعية من مواد حافظة ومنكهات وألوان، وتتمثل هذه الأغذية في المعلبات والمثلجات والعصائر الاصطناعية، وذلك لتقليل الأثر السلبي التراكمي لها داخل أجسامنا. فيما ترتكز القاعدة الرابعة على تجنب ما يسمى ب"لصوص الصحة" وهو مصطلح يستخدم في مجال التغذية وتشمل مجموعة من المواد التي ليست طعاما بذاتها ولكن تناولها يؤثر سلبا على الشهية وعملية الهضم وهي السكر الأبيض المكرر والملح والكافيين والنيكوتين والكحول. ويلفت المختص إلى أن هذه المواد تستنزف مجموع المغذيات الحيوية المفيدة وتحرم الجسم من المعادن والفيتامينات بمنع امتصاصها وبذلك تعطل التوازن الغذائي في الجسم مما يؤثر على الدماغ والجهاز العصبي، ويسبب عدم انتظام الحالة النفسية والمزاجية. وتظهر الأعراض في الصداع والتعب والأرق والنوبات العصبية والقلق المفرط وعدم القدرة على التركيز والاكتئاب وكثرة النسيان. وهناك قاعدة خامسة وأخيرة للتغذية الصحية السليمة هي تناول الوجبات اليومية استجابة للحاجة الفسيولوجية الصحيحة عندما يكون الإحساس بالجوع موجودا، و لا ينبغي أن يكون تناول الطعام كبدائل عاطفية أو كوسيلة للهروب من المشكلات والمصاعب الحياتية، وذلك لتجنب زيادة الوزن المرتبط بالحالات النفسية، ومراعاة تناول الطعام في بيئة مليئة بالهدوء والاسترخاء والراحة النفسية والمرح بأن يجتمع أفراد الأسرة الواحدة أو الأصدقاء في تناول الوجبات الأساسية.