يصف العلماء الذاكرة بأنها مستودع للتجارب والانطباعات التي يحاول الإنسان اكتسابها في مراحل حياته المختلفة، ويعتبرون أن أي خلل في هذا الجزء الحساس من الدماغ يصيب الإنسان بالزهايمر، وبالتالي يفقد القدرة علي التركيز و التعلم. وفي محاولة جديدة للتغلب على متاعب الذاكرة، أكد باحثون استراليون أن الدماغ يتقلص بسرعة أكبر إذا لم يتم تحفيزه من خلال حل الألغاز أو تعلم لغات جديدة. وأظهر التصوير المقطعي للدماغ أن الناس الذين لا يلتزمون بنشاط عقلي معقد طوال حياتهم، يعانون من تقلص في جزء رئيسي من دماغهم في سن الشيخوخة بنسبة مرتين أكثر من غيرهم. ويسلط هذا الاكتشاف ضوءً أكبر على الرابط بين نمط الحياة والإصابة بالخرف، ويعطي قوة للدليل القائل إن الرياضة العقلية، مثل حل الألغاز وتعلم لغات جديدة، يجنب المرء من أمراض الشيخوخة. وقال مايكل فالنزويلا في كلية الطب النفسي في جامعة نيو ساوث وايلز: “لدينا دليل قوي على أن الناس الذين يستخدمون دماغهم أكثر من غيرهم يعانون من تقلص الدماغ بنسبة أقل..آمل أن يعتبر الناس هذا الأمر دعوة لاستخدام دماغهم، لأن هذا الأمر يساعدهم في تأخير أو حتى الحول دون الإصابة بالخرف”. وقام فريق البحث بدراسة شملت 50 شخصا في الستينات طوال 3 سنوات، فتبين أن من كانوا ناشطين عقليا خلال حياتهم يملكون مركز ذاكرة كبيراً في دماغهم، وتبين أيضا أن دماغ من كان نشاطهم العقلي منخفضا طوال حياتهم تقلص بمعدل النصف خلال السنوات الثلاث. وقال فالنزويلا: “إن هذا اكتشاف كبير لأن مركز الذاكرة الصغير قد يكون عامل خطر محددا لمن يطورون مرض الزهايمر.. يظهر بحثنا أن خطر الخرف طيع حتى في آخر مراحل الحياة”. يشار إلى أن دراسات أخرى أظهرت أن النشاط العقلي يؤخر أمراض الدماغ كالزهايمر وباركنسون. وكشفت الدراسات التي أجريت مؤخرا أن كبار السن الذين يشاركون في الأنشطة الاجتماعية بشكل نشط يتأخر لديهم ضعف الذاكرة مقارنة بغيرهم . وأشار الباحثون إلى أن المشاركين الأكثر تواصلاً اجتماعياً هم الأبطأ في تراجع الذاكرة بين عامي 1998 و2004 ، بل إن تراجع الذاكرة بين هذه الفئة أقل من نصف التراجع لدى فئة المسنين الأقل تواصلاً ويعتقد فريق البحث في الصحة العامة بجامعة هارفرد، أن القوى والعوامل الاجتماعية لها دور كبير في التأثير علي الحالة الصحية وربما تدفع بها قدماً نحو الأفضل. أغذية تقوي ذاكرتك وعن الأغذية المفيدة في تقوية الذاكرة، أكدت الدكتورة رندة رضا أستاذة المناعة والتغذية بطب عين شمس، أن هناك بعض الأغذية قد تساعد علي تقوية الذاكرة ومنها أسماك التونة والسالمون ، والتي يجب تناولها من2 3 مرات أسبوعياً لإحتوائها علي “أوميجا 3” التي تمتص الدهون التي تترسب في الأوعية التي تغذي المخ. وهناك خضراوات وفواكه تساعد علي التخلص من المواد المؤكسدة الضارة بخلايا المخ, والتي تحتوي علي فيتامينات “أ. ج, ب”، كما في البروكلي والسبانخ والفلفل الأحمر وفي الفاكهة التوت والفراولة والكريز والبرقوق. وتشير الدكتورة راندة إلى أن تناول المكسرات بكميات مناسبة كاللوز وعين الجمل والتي تتكون من دهون آحادية التشبع يساعد علي التخلص من المواد المؤكسدة الضارة بخلايا المخ. أما عن الأطعمة التي يجب تجنبها أو الإقلال منها فهي: الأطعمة التي تحتوي علي الدهون المشبعة كاللحوم الحمراء ومنتجات الألبان كاملة الدسم، والمقليات والسكريات والعجائن. من جهة أخرى، توصلت أحدث الدراسات العلمية إلى أن أورق الخس تساعد في احتفاظ المخ بشبابه وقد تبطئ من مظاهر تدهور الذاكرة الذي يترافق وتقدم المرء بالسن. وأوضح ارثا كلير موريس من المركز الطبي لجامعة رش في شيكاغو، أن الخس يحتوى على كميات كبيرة من فيتامين “E” الذي يساعد في مكافحة إفرازات الجسم الكيميائية التي تتسبب في تدمير خلايا الذاكرة. ووصف قادت البحث تائج الدراسة “بالأخبار المشجعة للغاية” التي قد تساعدنا في الاحتفاظ بقدراتنا المعرفية مع تقدمنا في العمر. وكشفت دراسة نيوزيلندية أن العسل الأبيض يمكنه مقاومة آثار الشيخوخة وتقليل الشعور بالقلق, حيث وجد العلماء أن الوجبة الغذائية المضاف اليها العسل أدت إلي تحسين وظائف الذاكرة بدرجة ملحوظة. وأشارت الدراسة إلى ضرورة إضافة عسل النحل إلي الصناعات الغذائية للحصول علي تأثيره الوقائي ضد نشاط الفطريات، كما أوصت بضرورة تناوله أثناء الصيام لدوره الايجابي في تنشيط بكتيريا الأمعاء، كما أنه يحارب السموم الموجودة بالأغذية الأخري التي نتناولها ويساعد علي التخلص منها. وأوضحت الدراسة أن الوجبات الغذائية المحلاة بالعسل الأبيض ربما تكون مفيدة في تقليل الشعور بالقلق وتحسين الذاكرة خلال فترة تقدم العمر علي وجه التحديد أكثر من غيرها من المراحل.