عاد علماء أخيرا ليكتشفوا ان للتدخين فوائد مثلما ان له مضارا. وقالوا انه يساهم في تحسين الذاكرة بشكل ملحوظ كما يزيد من قدرة المرء على التركيز.وفوائد التدخين، حسب علماء بريطانيين اجروا دراسات جديدة، تعتمد بالدرجة الرئيسية على العمر. ففي حال لم يكن المرء مدخنا في أوائل عمره بحيث ينتهي مصابا بالسرطان وأمراض القلب وتصلب الشرايين، فان التدخين في أواخر العمر يمكن ان يساهم تحسين الذاكرة.ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن بعض العلماء قولهم ان هذا الاكتشاف يوفر فرصة بتطوير حبة تحتوي على مادة النيكوتين تساعد المصابين بمرض الزهايمر.والفارق الجوهري في "الفائدة" هو انه بينما يساعد التدخين، او حبوب النيكوتين، على رفع مستوى التركيز، فان الانسان لن يلحق، بسبب تقدم عمره، ان يصاب بالسرطان وبقية الأمراض المتعلقة بمضار التدخين، لان عمره الإفتراضي سيكون قد انتهى قبل ذلك.ويقوم الخبراء بتطوير دواء يحتوي على عناصر التبغ من شأنه تحفيز الدماغ من دون التسبب بأمراض القلب والسرطان والجلطة أو الإدمان.وتأتي هذه الخطوة تأتي على خلفية الاكتشاف بأن النيكوتين يزيد من نسبة الذكاء والتذكر لدى الحيوانات في المختبر.ويأمل الباحثون في أن يكون للدواء الجديد، الذي سيكون متوفراً في الصيدليات بعد 5 سنوات، تأثيرات سلبية أقل من تلك التي لدى أدوية الخرف.لكن الباحثين أوضحوا ان العلاج الجديد لن يشفي مرض الزهايمر وإنما يعطي المرضى المصابين به أشهراً إضافية قليلة للعيش باستقلالية.ولفت البروفسور أيان ستولمان من معهد علم النفس في جامعة كينغ في العاصمة البريطانية لندن إلى انه يمكن للنيكوتين أن يحسن أداء الجرذان في اختبار للذاكرة والذكاء.وقال ستولمان "تحمل المواد التي نطلق عليها اسم مخدرات مزيجاً من التأثيرات الإيجابية والسلبية والنيكوتين لا يشذ عن هذه القاعدة".وأضاف "عندما بدأنا البحث لم نتوقع إيجاد تأثيرات إيجابية لكننا اكتشفنا أمراً إيجابياً عند إعطاء مادة النيكوتين وهو انه يحدث تحسناً بسيطاً في أداء الجرذان لبعض المهام".وقام فريق ستولمان بدراسة كيفية تغيير النيكوتين لعمل الدماغ من أجل تحفيز الذاكرة وزيادة نسبة التركيز ووجدوا ناقلات كيميائية ومتقبلات رئيسية في الدماغ مثل الدوبامين وغلوتامايت.كما تبين للفريق وجود اختلافات في سلسلة الأحداث التي تحفز الدماغ وأخرى تتسبب بالإدمان.وقال ستولمان ان "التركيز على هذه الاختلافات قد يساعد الكيميائيين على ابتكار مكونات تنتج بعضاً من تأثيرات النيكوتين المفيدة".وكان من المنتظر ان تعرض نتائج هذه الدراسة الاثنين في منتدى للعلوم العصبية الأوروبية في جنيف.