حفل تكريمه ترجم معاناة اللعبة في المغرب واصل عزيز بوكجا مهامه في رئاسة الاتحاد الإفريقي للريكبي، حيث تم تجديد الثقة فيه لولاية رابعة في الجمع العام الأخير الذي انعقد في باريس يومي 12 و13 دجنبر الجاري، وبهذه بالمناسبة دعت فعاليات رياضة الريكبي من مسيرين وممارسين سابقين ونادي الأولمبيك البيضاوي الذي ينتمي إليه بوكجا، إلى إقامة تكريم للمغربي رئيس الاتحاد الإفريقي للعبة. وكان التفكير في التكريم والاعتزاز بالمغربي عزيز بوكجا رئيسا للإتحاد القاري للريكبي، لكن الحفل ترجم التشتت والتشرذم الذي تعانيه رياضة الريكبي في المغرب، حيث غاب مسؤولو الجامعة الملكية المغربية للريكبي، كما غابت أندية أخرى، وأقيم الاحتفال على الجراح، واحتفل الحضور في وقت أوقف فيه الإتحاد الدولي الريكبي المغربي عن المشاركة في جميع المنافسات الدولية بسبب الوضع الذي تعيشه الجامعة نتيجة صراعات أشخاص. وانطلق الحفل بكلمة الأستاذ العربي بركيم، بالحديث عن المناسبة وعمق دلالتها المتمثل في الاحتفاء بمغربي يرأس الإتحاد الإفريقي للريكبي ويشرف أسرة هذه اللعبة، كما أشار بركيم إلى الوضع المندلع في هذه الرياضة، ثم تناول الكلمة عبد اللطيف كوتبي، عن جمعية قدماء الريكبي في الدارالبيضاء، حيث أشاد بمسار عزيز بوكجا، لاعبا دوليا ومسيرا ومؤطرا، كما تأسف بدوره لعلى حال لعبة الريكبي في المغرب. ففي حديثه عن الحفل والمبادرة التكريمية، اختار عزيز بوكجا تفادي حصر النقاش في المشاكل المطروحة، لكن التساؤلات والمداخلات جرته إلى ربط الفرح بالألم وحركت الأوجاع، خاصة وأن المناسبة سجلت غياب الجامعة والوزارة الوصية. واستعرض بوكجا رحلة المسؤولية منذ تحمله مسؤولية رئاسة الإتحاد القاري في سنة 2002 في جمع عام انعقد في ياوندي الكاميرونية، وكان مع مجموعة من رفاقه: بركيم، العربي البناي، كمال بنجلون، ناصر.. كما تطرق إلى ما حمل من أحلام في خدمة الريكبي في إفريقيا. وأكد بوكجا أن رئاسة الاتحاد القاري ليست فقط انتخابات وتنافسا، بل عملا يوميا، موضحا كيف تمكن ضمن المكتب المسير من توسيع قاعدة الممارسة لتشمل 35 بلدا، وكيف تحولت البطولة الإفريقية من نظام الشطر الواحد بستة منتخبات، إلى أربعة أشطر ومجموعات، كما أضيفت منافسات الشبان والإناث والريكبي السباعي، واتسع مقر الاتحاد من موظف وإداري واحد إلى 12. كما أشار إلى استفادة الجامعة الملكية المغربية لرياضة الريكبي من الدعم المالي للإتحادين الإفريقي والدولي من 2005 إلى 2011، في زمن كانت فيه هذه المؤسسة المغربية تستجيب في عملها للقوانين الأساسية للإتحاد الدولي، وتعقدر الجموع العامة وتتواصل مع المؤسستين. كما أكد أن الدعم السنوي للجامعة الملكية المغربية للريكبي من المؤسسة الدولية كان قد بلغ 150 مليون سنتيم، مبرزا كيف استعصى على الإتحاد الإفريقي مسايرة الجامعة، في زمن تمكنت فيه المؤسسة القارية، برئاسة مغربية، من تنمية رياضة الريكبي في إفريقيا، ورفع عدد الاتحادات المنبثق عن عدد الأندية، وتحويل ميزانية المؤسسة من 200 ألف دولار سنة 2002 إلى 300 مليون دولار سنة 2012، وتحويل عدد الدول الممارسة للريكبي والمتنافسة عن الألقاب من خمسة إلى خمسة وثلاثين، والقفز بعدد الممارسين من 600 ألف ممارس إلى مليون ومائة ممارس. هكذا جاء الحفل التكريمي محملا بالأفراح والجراح، وترجم الصراع الثابت والواضح بين الأشخاص والقلق، فقد تابعنا شد الحبل بين الرئيس السابق لجامعة الريكبي، سعيد بوحاجب، ورئيس الاتحاد الإفريقي للريكبي، عزيز بوكجا. وعايننا كيف جر عزيز بوكجا مواطنه سعيد بوحاجب إلى التقاضي لدى الاتحاد الدولي، في شكاية موضوعها القذف والإساءة للاتحاد القاري، كما تابعنا إعلاميا التراشق بالتهم بين مغربيين أمام صمت غير مفهوم للوزارة الوصية، حيث كان طبيعيا أن ترخي هذه الصراعات بظلالها على واقع ممارسة الريكبي في بلادنا. ولاحظنا فشل جل المبادرات الرامية إلى الإصلاح والتصحيح، لما تعانيه اللعبة من صراعات طاحنة بين من هم في حرم الجامعة والمعارضة القلقة الرافضة، حيث أن العشاق يعيشون الألم أمام رياضة تتراجع من يوم لآخر، ليطالها اليوم عقاب الإتحاد الدولي، القاضي بالتوقيف إلى أجل غير مسمى. لا ينكر أحد أن الريكبي المغربي أحرز لقب كأس إفريقيا في ثلاثة مناسبات، في سنة 2003 عندما هزم منتخب ناميبيا في النهائي (27-07)، وفي سنة 2005 على حساب منتخب مدغشقر (62-36)، كما في سنة 2010 أمام منتخب تونس (29-06). وللريكبي المغربي عائلة وتاريخ وحضور مميز يترجم ريادته في إفريقيا، وقد أجري المنتخب المغربي للريكبي أول مباراة له مع منتخب إسبانيا، فانهزم بشرف (14-06)، كان ذلك في 25 دجنبر 1931، بعد ثلاثة أيام التقى المنتخبان فتعادلا (10-10)، وأكبر فوز تاريخي حققه المنتخب المغربي كان في 15 أكتوبر 2010 على منتخب كوت ديفوار (60-03)، كما أن أكبر خسارة للمغرب تعود إلى 17 نونبر 1976، حيث انهزم المنتخب الوطني أمام منتخب رومانيا (9-0)، فالريكبي المغربي قادر على التألق، حيث بلغ النهائي الإفريقي خمس مرات، وظل رائدا في إفريقيا حتى اندلاع الصراعات في المدار.