أين هي مصلحة الريكبي المغربي؟.. أعتقد أنه سؤال يطرح نفسه بقوة أمام الصراع المندلع بين المغربيين سعيد بوحاجب رئيس الجامعة الملكية المغربية للريكبي وعزيز بوكجة رئيس الاتحاد الافريقي للعبة. وهذا الصراع الذي تطور وتعفن بين الطرفين ليس وليد اليوم ولست المرة الأولى التي يطلع فيها منشورا فوق أسلاك الفضيحة، حيث سبق وأن تحول الى ملف تم عرضه على الاتحاد الدولي لرياضة الريكبي. ملف جر فيه رئيس الاتحاد الافريقي «بوكجة» (خصمه) رئيس الجامعة بوحاجب الى الاحتكام لدى الاتحاد الدولي عقب مباراة للمنتخب الوطني مع منتخب افريقي أجريت في الدارالبيضاء واتهم فيها رئيس الجامعة بكيل اتهامات وانتقادات لرئيس الاتحاد القاري؟ ولم يتم الحسم في الأمر وطنيا، ليستمر الخلاف قائما، وكان طبيعيا أن تتحرك أوجاعه من جديد مادام رئيس الاتحاد القاري يسحب تزكية ترشيحه لمنصبه في المؤسسة القارية من الجامعة الملكية المغربية. وكان لابد أن يطرح الموضوع بحدة التوثر القائم بين المسيرين المغربيين في كل مناسبة يلتقيان فيها؟ وأعتقد أن التمزق الذي طال حريطة جغرافية الريكبي في الجمع العام فيه رائحة الصراع الثنائي بوحاجب وبوكجا؟ وأذكر وأكرر أن الصراع ظل قائما ولسنوات بين الرجلين، لم يهدأ الريكبي في البلد رغم المبادرات الرامية للتطوير وتحسين المنتوج. ويحدث هذا في زمن انتقل فيه الريكبي المغربي الى التألق قاريا وفاز بلقبين في سنتي 2003 و2005، ويتأهب لإضافة لقب آخر وهو في مرحلة نصف النهاية، وكان منتظرا أن يجري لقاءه في المغرب في نونبر الأخير. ويحتل المنتخب الوطني النسوي الرتبة الثالثة قاريا في منافسات الريكبي السباعي؟ فكيف يمكن للريكبي المغربي أن يتطور أكثر في ظل صراع ثنائي مغربي؟ حاليا تتحرك منتخبات زيمبابوي، كينيا وناميبيا وتشارك في تجمعات ودوريات دولية بهدف بلوغ مستوى أرقى وأرفع؟ فكيف يمكن تحضير منتخبنا في ظل المشاكل؟ وفي وضع مستعل ويبدو أن الفرق الغاضبة والرافضة لما أسفر عنه الجمع العام للجامعة ستنقل طعنها الى القضاء. إن ملف الريكبي مفتوح بحدة فوق طاولة الوزارة الوصية للحسم فيه بشجاعة وقوة وبمضامين الإستراتيجية المعتمدة في المؤسسة والمبنية على الحكامة، الجدية والشفافية؟ بلغنا أن الوزارة جمعت الاتحاد الافريقي عزيز بوكجا وتسلم هذا الأخير تزكيته ترشحه لرئاسة الاتحاد القاري والاستمرار في منصبه وفوجئنا نسمع أن الرجل شارك في هذا المؤتمر القاري بدعم من الاتحاد السينغالي؟ واعتقد أن الوزارة الوصية واللجنة الوطنية الأولمبية ومختلف المؤسسات المعنية مطالبة بإيجاد حل للمشكل القائم خدمة للريكبي المغربي. ووجود مغربي على رأس الاتحاد الافريقي للريكبي ينبغي أن يفيد المغرب، وكنا ننتظر أن يكون مقره هذه المؤسسة القارية في المغرب حيث الرئيس عزيز بوكجا بدل باريس؟ الريكبي السباعي أصبح أولمبيا، والجامعة الملكية المغربية مطالبة بتحقيق نتائج رفيعة في هذا الاتجاه فكيف يتحقق ذلك في مدار مشتعل؟ الصراع مندلع ونخاف أن يكون الخاسر الأكبر هو الريكبي المغربي؟ ولذلك نتساءل أين مصلحة المغرب بعيدا عن من له الحق بوكجا أو بوحاجب، والملف مفتوح أمام السيد الوزير؟