لم يكتشف العالم مساء يوم الأربعاء وهو يتابع انطلاقة كأس العالم للأندية في كرة القدم بالعاصمة الرباط على الفقرات المتنوعة لحفل الافتتاح فحسب، حيث أبهرت المطربة أسماء لمنور في أداء النشيد الوطني بطريقة فنية غير مسبوقة، وبعدها تألق أحمد شوقي في تقديم أغنية خاصة بالدورة، من إبداع ريدوان، بل تابع كذلك كارثة حقيقية صدمت الجميع. يتعلق الأمر بأرضية المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله التي أظهرت بالملموس إلى أي حد وصل الاستهتار مداه، حتى ولو تعلق الأمر بوجه المغرب في مناسبة رسمية كلفت ميزانية الدولة مبالغ مهمة، من أجل احتضان تظاهرة جعلت اسم المغرب يتداول بقوة وسط عالم أجهزة الرياضة الدولية. كيف يقبل أن يغلق المركب ستة أشهر، ليخضع للإصلاحات بميزانية فاقت 200 مليون درهم، ليكتشف الجميع بعد ذلك أن أبسط شيء بالنسبة لعالم كرة القدم وهو أرضية الملعب، في حالة سيئة، إن لم نقل كارثية، لا تليق بحجم تظاهرة دولية تعرف مشاركة نجوم كبار، وتحظى بمتابعة إعلامية واسعة بالقارات الخمس. فبالرغم من تطمينات وزير الشباب والرياضة، وردوده المشككة في مصداقية الحملة الإعلامية التي شنت مباشرة بعد تعرض أرضية الملعب للتلف اثر تساقطات مطرية خريفية، ورغم مدة الإغلاق وحجم الإصلاحات، فان عشب مركب العاصمة لم يقو على مقاومة سيل الأمطار، ليتعرى الواقع كما هو، وبصورة جد مخجلة، تتطلب فتح تحقيق بخصوص الطريقة التي تولت من خلالها الشركة الإسبانية موضوع الإصلاحات تحت إشراف الجهاز الوصي عن الرياضة الوطنية. اللجنة الدولية المنظمة لكأس العالم للأندية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم، انتبهت مسبقا للأمر، حيث رفضت إقامة فقرات من حفل افتتاح فوق عشب الملعب تفاديا للمزيد من التأثير، واقترحت بالمقابل برمجة اللوحات الاستعراضية بجنبات الملعب وبالممرات الخاصة بألعاب القوى، ورغم ذلك ظهر بوضوح أن أمكان بأرضية الملعب غير مكسية تماما بالعشب، وكانت رمال الترقيع تتطاير خلال لقاء المغرب التطواني وأوكلاند سيتي عند كل تدخل قوي من طرف أحد اللاعبين. فهل تأكدت إدارة الوزارة من مستوى الإصلاحات والمواصفات المطلوبة، وهى تسلم الشركة الإسبانية الشهادة انتهاء الأشغال المطلوبة لحظة التسليم، والتي تراعي بالضرورة الشروط المطلوبة في دفتر التحملات، والمتضمنة لنوعية العشب المستعمل فوق أرضية الملعب؟ سؤال يقتضي الإجابة السريعة والصريحة، من طرف جهاز الوزارة الوصية، حتى يقف الرأي العام على الحقيقة كاملة، في وقت أدرج المشككون صفقة مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، ضمن الصفقات المشبوهة التي تعج بها الصفقات العمومية، والتي لا تقيم وزنا للمصلحة العامة، ولا تتعامل مع المال العام كشيء مقدس، يتطلب الكثير من الحرص والتعامل النزيه الشفاف... ننتظر إجابة السيد الوزير... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته