عبد اللطيف معتضد يستعرض أمام البريطانيين مستجدات القضية الوطنية والتوجهات الإصلاحية للبلاد وتجربة حزب التقدميين المغاربة يشارك حزب التقدم والاشتراكية ممثلا بعضو لجنته المركزية الرفيق مولاي عبد اللطيف معتضد في أشغال الندوة السنوية التي يقيمها حزب العمال البريطاني من 20 إلى 25 شتنبر الجاري في مانشيستر، شمال أنجلترا، وذلك في إطار تمتين العلاقات الثنائية مع الأحزاب اليسارية والتقدمية العالمية، وللتعريف بمسار وتجربة الحزب والدفاع عن المصالح العليا لبلادنا وشعبنا في الأوساط السياسية الأوروبية والدولية. الندوة المذكورة تقام مباشرة بعد استفتاء اسكتلندا واختيار الناخبين هناك التصويت لصالح الاستمرار ضمن المملكة المتحدة، وهو ما أبدى بشأنه زعيم الحزب العمالي البريطاني في افتتاح الندوة الارتياح، وتعهد بالعمل من أجل مملكة متحدة أكثر قوة، كما أن هذه التظاهرة الحزبية الكبرى تعتبر آخر لقاء بهذا الحجم يقيمه الحزب قبل الانتخابات التشريعية المرتقبة في ماي 2015، والتي تقود إلى انتخاب رئيس الوزراء، وهي مناسبة للحزب لاستكمال إعداد مخططاته وبرامجه، وتحديد إستراتيجية عمله للفترة من 2015 إلى 2020، بالإضافة إلى أن الندوة السنوية للحزب العمالي البريطاني تبقى من أهم التظاهرات السياسية التي تنظمها الأحزاب اليسارية الأوروبية، وتستقطب مئات الوفود الأجنبية وآلاف المشاركين والزوار لمختلف فعالياتها. ويشار إلى أن حزب العمال البريطاني المعارض يحاول إقناع الناخبين بأن بإمكانهم الثقة فيه بشأن الاقتصاد، من خلال تعهده مثلا بالحد من الإنفاق العمومي وتخفيض رواتب الوزراء في حال فوزه بانتخابات 2015، كما أن استطلاعات الرأي بشأن اتجاهات التصويت تعطي تقدما طفيفا للحزب المعارض في مواجهة حزب المحافظين اليميني بزعامة رئيس الوزراء الحالي ديفيد كاميرون، لكن استطلاعات الرأي نفسها لا زالت تبرز ثقة الناخبين في كاميرون وفريقه لمواصلة رعاية الاقتصاد البريطاني من أجل العودة إلى وضعه القوي. وفي كلمة للمتحدث باسم الشؤون المالية للحزب ايد بالز، عممها مكتبه الاثنين على هامش ندوة مانشيستر، قال بخصوص التعهدات الاقتصادية للحزب: "هذه مهمتنا: عدم الإحجام عن القرارات الصعبة التي علينا أن نأخذها، وأن نظهر للبلاد أن هناك طريقا أفضل للأمام". وعلى المستوى السياسي، أفاد مسؤولو الحزب العمالي البريطاني أنهم يفكرون في إقامة ما أسموه)المؤتمر الدستوري(، وذلك بمشاركة المواطنين قبل موعد الانتخابات العامة القادمة، من أجل تدارس نقل المزيد من الصلاحيات للمناطق والجهات. ونقل عن زعيم الحزب اد ميليباند أن هذا المؤتمر سيسعى إلى فتح مناقشات حول مستقبل الشكل الدستوري للمملكة المتحدة، وستكون المشاركة في المؤتمر مفتوحة على المواطنين، كما سيتم تدارس أفكار جديدة من أجل الإصلاحات المطروحة، واحتمال إقامة برلمان للأقاليم والجهات البريطانية. وتجدر الإشارة إلى أن الصلاحيات التي ستتمتع بها اسكتلندا عقب نتيجة الاستفتاء الأخير، وذلك وفق الوعود التي التزمت بها الأحزاب الرئيسية الثلاثة في البلاد، سيتم تطبيقها كذلك في ويلز وإيرلندا الشمالية وأنجلترا، كما سيتم نقل صلاحيات أكبر للبرلمان الإقليمي في أسكتلندا تشمل الضرائب ونظام الرعاية الاجتماعية، وهو ما تطالب به أيضا باقي الجهات البريطانية. وينتظر أن تصدر وثيقة عمل تفسر الصلاحيات الأسكتلندية الجديدة، وأيضا بالنسبة لباقي المناطق في نونبر القادم، على أن يجري عرض مشاريع القوانين ذات الصلة على البرلمان بحلول نهاية يناير. وضمن هذه الأجواء السياسية البريطانية الحيوية تجري فعاليات الندوة السنوية للحزب العمالي المعارض بحضور ممثلي عشرات الأحزاب من القارات الخمس. ويشمل برنامج التظاهرة أزيد من خمسمائة فعالية من معارض وورشات وفضاءات مفتوحة للنقاش، بالإضافة إلى جلسات موضوعاتية حول قضايا مثل: التعليم والصحة والأمن وحقوق العمل والمساواة والمرأة والشباب والطفولة والسكن والإعلام وغيرها. وبالنسبة للوفود الحزبية الأجنبية خصص لها المنظمون برنامجا موازيا شهد لقاء مع قيادة الحزب تم خلاله الحديث عن تجربته وأيضا أهدافه والتحديات المطروحة عليه اليوم، خصوصا عقب نتيجة استفتاء اسكتلندا. وعلى هامش حضوره أشغال الندوة، عقد ممثل حزب التقدم والاشتراكية العديد من اللقاءات الثنائية، سواء مع مسؤولي الحزب المضيف، الحزب العمالي البريطاني، أو مع أحزاب ومنظمات عربية وإفريقية وأوروبية تشارك هي الأخرى في تظاهرة مانشيستر، وتم خلال مختلف هذه اللقاءات التعريف بالأوضاع في المغرب، وخصوصا ما يتعلق بمستجدات قضية الوحدة الترابية للمملكة، وأيضا ما تشهده البلاد من دينامية سياسية وتنموية وإصلاحية، كما جرى تدارس العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وخلال ورشة مخصصة للاستراتيجيات السياسية تناول الرفيق مولاي عبد اللطيف معتضد الكلمة، متحدثا عن تجربة ومسار حزب التقدم والاشتراكية، باعتباره حزبا يساريا تقدميا مغربيا، واستهل مداخلته أمام المشاركين باستعراض السياق السياسي الوطني في المغرب، وقدم لمحة عن مضامين الدستور الجديد وعن التوجهات الإصلاحيات التي جعلت المملكة تعيش مرحلة الربيع الديمقراطي بهدوء واستقرار، وبتميز عن جوارها المغاربي والعربي، ثم توقف عند المؤتمر الوطني التاسع الأخير للحزب وقدم خلاصات البرنامج السياسي والأطروحة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية الصادرة عنه، كما قدم للمشاركين نظرة عن البناء التنظيمي للحزب وهيكلته العامة، وخصوصا ما يرتبط بمنهجية صياغة وتفعيل ومتابعة سياساته وبرامجه، ثم دور اللجنة المركزية، باعتبارها برلمان الحزب، وأيضا مشاركة المناضلات والمناضلين والتنظيمات الحزبية المحلية والإقليمية والجهوية والقطاعية في الحياة الحزبية، وختم المداخلة بتعريف الحاضرين بأفق الجهوية الموسعة الذي يتطلع المغرب لبنائه، وأيضا بمقترح الحكم الذاتي الذي عرضته المملكة لإيجاد حل نهائي للنزاع المفتعل حول الوحدة الترابية، والأصداء الإيجابية التي خلفها على صعيد المنتظم الدولي. يذكر أن الرفيق مولاي عبد اللطيف معتضد، عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، التقى على هامش أعمال ندوة مانشيستر، بوفد حركة فتح الفلسطينية برئاسة عضو لجنتها المركزية ومفوض العلاقات الدولية الدكتور نبيل شعث، وبحضور طارق المالكي عضو لجنة العلاقات الخارجية في الحركة، وجرى خلال اللقاء تجديد التعبير عن الموقف المبدئي والتاريخي المتضامن مع نضال الشعب الفلسطيني، كما تم تدارس سبل تطوير العلاقات النضالية الثنائية بين الطرفين، خصوصا بعد الزيارة التاريخية الناجحة التي قام بها وفد من قيادة الحزب برئاسة الأمين العام الرفيق محمد نبيل بنعبد الله مؤخرا إلى فلسطين. وعلى هامش مشاركته في ندوة حزب العمال البريطاني، دعا نبيل شعث، من جهته، بريطانيا إلى الاعتراف بدولة فلسطين وانتهاج سياسة فرض العقوبات والمقاطعة ضد الاحتلال ودعم الموقف السياسي الفلسطيني، كما دعا أيضا إلى مساءلة ومحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني ودعم الوحدة الوطنية والمساهمة في إعادة اعمار غزة بعد الدمار الذي خلفه العدوان الصهيوني الأخير، ثم شدد على أهمية بناء تحالف أوروبي قوي لمناصرة التوجه الفلسطيني، وتحديد موعد زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.