«الموندياليتو» و«الكان» يستنفران الداخلية والصحة خوفا من الوباء لم تسجل إلى حدود اليوم بالمغرب أي حالة من حالات الإصابة بوباء "إيبولا"، حسب ما أعلن عنه وزير الصحة، الحسين الوردي، أمس خلال اجتماع بمقر الوزارة ضم كافة المتدخلين، مشيرا إلى أن المملكة اتخذت جميع الإجراءات من أجل تقوية قدراتها لتنفيذ المخطط الوطني لليقظة والاستعداد لمواجهة مخاطر هذا الداء، خصوصا وأن المغرب مقبل على استضافة ملتقيين رياضيين دوليين. وقال وزير الصحة الحسين الوردي إنه لم تسجل أي حالة من حالات الإصابة بوباء "إيبولا"، منذ الإعلان عن الحالات الأولى لهذا الداء في مارس الماضي، إلا أن ذلك لا يعني، بحسبه، أن البلاد في منأى عن المرض، على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية تصنف المغرب في خانة الدول ذات المخاطر المنخفضة للإصابة بهذا الداء. وشدد الحسين الوردي، في الاجتماع الذي عقد بمقر وزارة الصحة، وحضره كل من وزير الداخلية، محمد حصاد، والوزير المنتدب في الداخلية، الشرقي اضريس، ووزير الشباب والرياضة، محمد أو الزين، والجنرال دو كور درامي قائد الدرك الملكي، حسني بنسليمان، والمدير العام للإدارة العامة للأمن الوطني، بوشعيب ارميل، وممثلين عن وزارة الصحة والداخلية والموانيء والمطارات والصحة العسكرية والوقاية المدنية وشركة الخطوط الملكية المغربي، على أن عدم تسجيل أي حالة إصابة بالداء إلى الآن بالمغرب يعود أولا إلى التزامه التام بتوصيات منظمة الصحة العالمية، وأيضا إلى اعتماد المخطط الوطني للوقاية والاستعداد لمواجهة أي خطر من هذا الداء، معتبرا أن الإجراءات التي اتخذتها المملكة تستجيب لمبدأ الاحتيياط، من خلال العمل على تقوية القدرات الطبية واللوجستية والتحسيسية، خصوصا وأن المغرب مقبل على استضافة كأس العالم للأندية بعد حوالي شهر ونيف، وكذلك كأس إفريقيا للأمم التي ستقام ببلادنا بداية العام المقبل. وكشف ممثل منظمة الصحة العالمية بالمغرب، إيف صوتيران، أن عدد المصابين بهذا الوباء إلى غاية متم الأسبوع الأول من شهر شتنبر الحالي وصل إلى 4390 حالة، بينما بلغ عدد الوفيات جراء الإصابة بالداء 2226 حالة وفاة تمثل زهاء 51 في المائة من المصابين. ونبه صوتيران إلى أن نسبة مهمة سواء من الإصابات والوفيات سجلت في العاملين في المجال الصحي، حيث سجلت 301 إصابة و144 حالة وفاة في صفوفهم. وجدد ممثل الصحة العالمية أنه بالرغم من أن المغرب يبقى إلى الآن خاليا من أي إصابة بالوباء إلا أن ذلك لا يعني أنه بمنأى عن دخول هذا الداء، خصوصا وأنه بات البلد الوحيد الذي لازال يرتبط برحلات جوية مع العديد من الدول التي تعرف انتشارا واسعا لهذا الوباء. ودعا إلى تعزيز المراقبة سواء في المطارات أو الموانيء والحدود البرية، منوها بالمخطط الوطني لليقظة والاستعداد الذي وضعته المملكة لمواجهة مخاطر الداء. وكشف مدير الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، عبد الرحمان معروفي، عن المخطط الوطني لليقظة والاستعداد الذي يتضمن إجراءات احترازية شديدة منها المراقبة الشديدة في كل نقط العبور، سواء بالمطارات أو الموانيء أو الحدود البرية، تنفيذا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، ومنع أي شخص يحمل أعراض المرض من مغادرة التراب الوطني، وتخويل ربابنة طائرات الخطوط الملكية المغربية من منع الصعود إلى الطائرات للأشخاص المصابين بالداء في البلدان التي تعرف انتشار الوباء. كما يتضمن المخطط رفع درجة التأهب بالنقط الحدودية، خصوصا بمطار محمد الخامس الدولي وبالنقطة الحدودية الكركرات بأقصى جنوب المملكة في الحدود مع موريتانيا، وأيضا المراقبة المستمرة للمسافرين القادمين من البلدان الستة التي تعرف انتشارا واسعا للوباء، وهي غينيا وسيراليون وليبريا ونيجريا والسينغال وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وتحسيس العاملين في المجال الصحي بسل الوقاية من الداء والعمل على اكتشاف ورصد حالات الإصابة بالوباء. وقال معروفي إن خطر تسجيل أي إصابة بالمغرب يظل ضعيفا إلا أنه ليس منعدما، وطالب بضرورة تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية لتفادي دخول الوباء إلى البلاد، خصوصا وأن رحلات جوية تربط المغرب بهذه الدول المصابة، بلغ عددها 145 رحلة جوية إلى غاية الأسبوع الأول من هذا الشهر، بينما بلغ عدد المسافرين الذين تنقلوا عبرها 14 ألف و 255 مسافر، 2945 منهم فقط هم من مكث بالمغرب.