سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المغرب يعد المخطط الوطني لمواجهة إيبولا يشمل كأسي العالم للأندية وإفريقيا للأمم الوردي: ستتخذ الإجراءات اللازمة لتفادي تسرب الفيروس إلى بلادنا خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم
أعلن الحسين الوردي، وزير الصحة، في لقاء عقده أمس الاثنين، بالرباط حول التحضيرات، التي يخوضها المغرب لمواجهة أي إصابات محتملة لوباء فيروس "إيبولا"، أن هذه التحضيرات والتدابير الوقائية تشمل الفترة التي سيحتضن فيها المغرب كأس إفريقيا للأمم المزمع تنظيمه مطلع يناير المقبل، إذ ستشهد البلاد توافد الآلاف من مشجعي المنتخبات المشاركة في هذه التظاهرة. (كرتوش) وأكد أن المغرب سيتخذ كل الإجراءات والتدابير اللازمة والممكنة للحيلولة دون دخول هذا المرض الفتاك إلى بلادنا. وشدد الوردي على أن المغرب لم يسجل حتى الآن أي حالة إصابة ب"إيبولا"، غير أنه لم يستبعد خطر الإصابة بهذا المرض، قائلا "إن صفر خطر غير وارد"، مبرزا أن الوزارة أعدت، بدعم من جميع شركائها الوطنيين، وبتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، مخططا وطنيا لليقظة والاستعداد لمواجهة هذا المرض المميت. من جانبه، أفاد محمد حصاد وزير الداخلية، في تصريح للصحافة على هامش هذا اللقاء، أن هناك اتفاق بروتوكول مع الاتحادين الدولي والإفريقي لكرة القدم خاص بكل الإجراءات والاحتياطات الضرورية، التي سيتم اتخاذها ضد هذا المرض خلال تظاهرتي كأسي العالم للأندية وإفريقيا للأمم، مؤكدا أن التعبئة يجب أن تكون شاملة لأن الخطر وارد، رغم أنه لم تسجل آية حالة إصابة بهذا المرض حتى الآن، مضيفا أن هناك اجتماعات محلية ستلي هذا الاجتماع الأولي، من أجل أخذ الاحتياطات اللازمة ضد هذا الداء. وأفاد عبد الرحمان المعروفي، مدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض، أن المخطط الوطني لليقظة والاستعداد لمواجهة هذا المرض الفتاك يرتكز على أربعة محاور رئيسية. ويتعلق المحور الأول، حسب المعروفي، باتخاذ التدابير الرامية إلى الوقاية من دخول الفيروس إلى بلادنا، من خلال المراقبة الصحية بالبلدان الموبوءة وفقا لمقتضيات اللوائح الصحية الدولية (المطارات والموانئ والحدود البحرية)، حيث يمنع من السفر كل حامل لأعراض المرض وكل من كان على اتصال مباشر أو غير مباشر مع مريض معروف. وإلى جانب ذلك، يضيف المعروفي، ستتم مراقبة صحة المسافرين القاصدين أو العابرين المغرب بنقط الذهاب بالبلدان الموبوءة قبل الصعود إلى الطائرة من طرف طاقم الخطوط الملكية المغربية. وأشار المعروفي إلى تدبير اليقظة الرامية إلى الكشف المبكر عن الحالات المشتبه فيها، وذلك من خلال مراقبة صحة المسافرين من طرف طاقم الطائرة، مؤكدا أنه عبئت لهذه الغاية مجموعة من التدابير، أبرزها وضع الإجراءات التدبيرية للتكفل بالحالات المشبوهة على متن الطائرة وللقيام بإجراءات التطهير، وتحسيس وتكوين أعضاء الأطقم المشرفة على الرحلات، وتزويد الطائرات بالأجهزة الواقية وبآلات قياس الحرارة عن بعد، وأخذ المعلومات الضرورية لتتبع المسافرين بالمغرب، إذا دعت الضرورة إلى ذلك، بواسطة استمارة توزع عليهم أثناء الرحلة. ومن تدابير اليقظة أيضا، يضيف مدير مديرية الأوبئة، رفع درجة اليقظة الوبائية بنقط العبور لرصد مرض فيروس إيبولا، خصوصا بمطار محمد الخامس بالبيضاء وبنقطة العبور البرية الكركارات التابعة لإقليم أوسرد على الحدود مع موريتانيا، من خلال قياس حرارة الجسم عبر الكاميرات الحرارية، المراقبة الصحية المباشرة للمسافرين، تحديد وحدات العزل الطبي والرعاية الصحية للحالات المشتبه فيها، وتعيين سيارات إسعاف للنقل المؤمن للحالات المشتبه فيها، دعم قدرات وكفاءات مصالح المراقبة الصحية على الحدود، وتحسيس المسافرين أثناء إقامتهم بالمغرب حول التدابير التي يجب اتخاذها في حالة شعورهم بالحمى أو بأعراض أخرى طيلة 21 يوما بعد وصولهم. ولهذه الغاية، يضيف المعروفي، يوزع على المسافرين الداخلين إلى المغرب مطويات باللغتين الفرنسية والإنجليزية، فضلا عن الرصد اليومي لعدد المسافرين وعدد العابرين وأخذ عناوين ورقم هواتف المسافرين الداخلين إلى المغرب والطاقم المشرف على رحلتهم، وتتبع المسافرين القادمين من الدول الموبوءة طيلة ثلاثة أسابيع أثناء إقامتهم بالمغرب، وتكوين العاملين بالصحة بالقطاعين العام والخاص وتحسيسهم بأهمية الكشف في الوقت المناسب عن الحالات المشبوهة. وعلى مستوى محور التشخيص والتكفل بالمرضى، أفاد المعروفي أنه سيتم توفير وسائل النقل الصحي المؤمن من طرف وزارة الصحة والوقاية المدنية للتكفل بالحالات المشتبه فيها، وتجهيز وإعداد وحدات العزل الطبي والرعاية الصحية للحالات المحتملة لمرض فيروس إيبولا وذلك بالمراكز الاستشفائية الجهوية مع التركيز في البداية على المركز الاستشفائي الجهوي المرجعي مولاي يوسف بالبيضاء والمركز ألاستشفائي الجهوي بالداخلة، وتكوين وإعداد فرق للتدخل بالجهات وتجهيزها بكل المعدات الوقائية لحمايتها من العدوى، وإعداد مختبر الكشف الفيروسي بمعهد باستور لتشخيص الفيروس في الوقت المطلوب، من ثلاث إلى أربع ساعات، وفق المعايير الدولية للسلامة والأمن البيولوجيين. ويتضمن المخطط الوطني، أيضا، حسب المعروفي، محورا يتعلق بالتنسيق والتواصل حول الأخطار، حيث سيتم إخبار الرأي العام بمضمون الخطة الوطنية لليقظة والاستعداد للرد عن الأسئلة المتعلقة بالفيروس وبما جد بخصوص الوضعية الوبائية الخاصة به، وتزويد المسافرين القاصدين أو القادمين من الدول الموبوءة بالنصائح والمعلومات الضرورية ووضع صفحة إلكترونية خاصة بهذا المرض بعنوان الوزارة، وتخصيص رقم اقتصادي 0801004747 للرد على تساؤلات المسافرين والسكان والمهنيين الصحيين المتعلقة بالمرض وبالخطة الوطنية لمكافحته، وذلك بمديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض.