أكد وزير الصحة الحسين الوردي، الاثنين بالرباط، أن المغرب لم يسجل لحد الآن أية حالة إصابة بمرض فيروس إيبولا رغم أهمية الحركة التجارية والتنقلات البشرية بينه وبين البلدان التي ينتشر فيها هذا المرض. وأبرز السيد الوردي خلال لقاء ترأسه إلى جانب وزير الداخلية محمد حصاد، خصص لتقديم التحضيرات التي يقوم بها المغرب لمواجهة أية إصابات محتملة لوباء فيروس إيبولا، أنه تقرر الرفع من مستوى اليقظة والوقاية الصحية على مستوى مختلف نقط الدخول إلى المغرب. وأضاف أنه " نظرا لضراوة هذا المرض وصعوبة احتوائه لحد الآن في البلدان الموبوءة، ورغم الوضع الوبائي للمغرب الذي يضعه في خانة الدول ذات المخاطر المنخفضة، فإنه من الضروري، اعتبارا لمبدأ الاحتياط، العمل على تقوية قدرات المملكة من أجل مواجهة كل الاحتمالات، خاصة وأن المغرب يستعد لاحتضان لقاءات رياضية دولية هامة، ككأس الفيفا للأندية البطلة وكأس إفريقيا للأمم لكرة القدم". وأكد أن الوزارة، منذ الإعلان عن الحالات الأولى لمرض فيروس إيبولا في شهر مارس الماضي، أعدت بتعاون مع الشركاء الوطنيين، وبتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، مخططا وطنيا لليقظة والاستعداد لمواجهة هذا الداء، يهدف بالأساس إلى الحيلولة دون دخول فيروس إيبولا إلى المغرب، ودعم قدرات المنظومة الصحية الوطنية في مجال الرصد الوبائي والكشف المختبري عن المرض والتكفل بالحالات المحتملة. وأشار إلى أن هذا اللقاء يهدف إلى عرض المستجدات المتعلقة بهذا الحدث الصحي الذي يحظى باهتمام كافة دول العالم اعتبارا لخصوصيته الوبائية وانعكاساته الصحية والاجتماعية والاقتصادية على الأفراد والجماعات، وتسليط الضوء على النظام الوطني لليقظة ومواجهة هذا المرض وتحديد مكامن قوته ونقط ضعفه لضمان كامل الوقاية من تسرب هذا الفيروس للمغرب. ومن جانبه ، أكد وزير الداخلية محمد حصاد، في كلمة بالمناسبة، أن خطر انتقال المرض إلى المغرب " ليس كبيرا"، معتبرا أن الرهان الأساسي يقوم على محورين يهمان التأكد من أن التحسيس شمل كافة الأفراد المعنيين، ومن أن كل الآليات تم وضعها وتجريبها وتعتبر عملية. وركز على أن كل التدخلات المقبلة يجب أن تكون في الميدان، لتجريب كل الآليات والتأكد من مدى جاهزيتها، مشددا على ضرورة حشد التعبئة دون خلق حالة من الذعر، من خلال تعزيز المراقبة والتحسيس وتوفير المعلومات اللازمة، لضمان تفعيل هذا المخطط "الشامل والجيد". وبخصوص الاستعداد للتظاهرات الرياضية التي سيحتضنها المغرب، أكد الوزير أن هناك دائما إجراءات خاصة بهذه التظاهرات من الناحية الأمنية والصحية تنص عليها الاتفاقيات الموقعة مع المنظمات المعنية، مشيرا في هذا الصدد إلى وجود بروتوكول اتفاق خاص بهذه الاحتياطات مع الاتحاد الدولي لكرة القدم. وجاء في عرض قدمه مدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة عبد الرحمان المعروفي، ان المخطط الوطني لليقظة والاستعداد لمواجهة مرض فيروس إيبولا يرتكز على أربعة محاور تهم التدابير الرامية إلى الوقاية من دخول الفيروس إلى التراب الوطني، وتدابير اليقظة الرامية إلى الكشف المبكر عن الحالات المشتبه فيها، والتشخيص والتكفل بالمرضى، والتنسيق والتواصل حول الأخطار. وأشار المعروفي إلى أن التدابير المرتبطة بالوقاية من دخول المرض تهم المراقبة الصحية بالبلدان الموبوءة وفقا لمقتضيات اللوائح الصحية الدولية (المطارات والموانئ والحدود البرية) حيث يتم منع السفر على كل من يحمل أعراض المرض وكل من كان على اتصال مباشر أو غير مباشر مع مريض معروف، ومراقبة صحة المسافرين القاصدين أو العابرين للمغرب بنقط الذهاب بالبلدان الموبوءة قبل الصعود إلى الطائرة من طرف طاقم الخطوط الملكية المغربية. وتهم تدابير اليقظة، يضيف المعروفي، مراقبة صحة المسافرين من طرف طاقم الطائرة، ورفع درجة اليقظة الوبائية بنقط العبور لرصد مرض فيروس إيبولا، خاصة بمطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء وبنقطة العبور البرية الكركارات التابعة لإقليم أوسرد على الحدود مع موريتانيا. أما التشخيص والتكفل بالمرضى فيتم من خلال توفير وسائل النقل الصحي المؤمن من طرف وزارة الصحة والوقاية المدنية للتكفل بالحالات المشتبه فيها، وتجهيز وإعداد وحدات العزل الطبي والرعاية الصحية للحالات المحتملة، وذلك بالمراكز الاستشفائية الجهوية مع التركيز في البداية على المركز الاستشفائي الجهوي المرجعي مولاي يوسف بالدار البيضاء والمركز الاستشفائي الجهوي بالداخلة، إضافة إلى تكوين وإعداد فرق للتدخل بالجهات وتجهيزها بكل المعدات الوقائية لحمايتهم من العدوى، وإعداد مختبر الكشف الفيروسي لمعهد باستور لتشخيص الفيروس في الوقت المطلوب وفق المعايير الدولية للسلامة والأمن البيولوجيين. ويهم التنسيق والتواصل، حسب المسؤول بوزارة الصحة، إخبار الرأي العام بمضمون الخطة الوطنية لليقظة والاستعداد لمواجهة مرض فيرس إيبولا وبمستجدات الوضعية الوبائية الخاصة به، وتزويد المسافرين القاصدين أو القادمين من الدول الموبوءة بالنصائح والمعلومات الضرورية، ووضع صفحة إلكترونية خاصة بهذا المرض بالعنوان الإلكتروني للوزارة، وتخصيص رقم اقتصادي (47 47 00 01 08) للرد على تساؤلات المسافرين والسكان ومهنيي الصحة المتعلقة بالمرض وبالخطة الوطنية لمكافحته وذلك بمديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض. وبدوره قدم ممثل منظمة الصحة العالمية بالمغرب السيد إيف سوتيران، تعريفا بمرض فيروس إيبولا ومراحل انتشاره وكيفية انتقاله ، مشيرا إلى عدم وجود أي علاج أو لقاح ، لحد الآن، ضد هذا الوباء الذي ينتشر على الخصوص في غينيا وليبيريا وسيراليون. وأشار السيد سوتيران إلى أن مجموع حالات الإصابة بمرض فيروس إيبولا بلغ إلى غاية السابع من شتنبر الجاري 4390 حالة، منها 2226 حالة وفاة، مضيفا أن حوالي 48 في المئة من هذه الحالات و51 في المئة من الوفيات سجلت في البلدان الثلاثة المذكورة في غضون 21 يوما في الفترة الممتدة من 17 غشت إلى سادس شتنبر. وذكر أن 90 في المئة من حالات الإصابة بمرض فيروس إيبولا تنتهي بالوفاة، موضحا أن العدوى تنتقل عن طريق الاتصال المباشر من خلال الدم أو السوائل البيولوجية للشخص أو الحيوان المصاب. حضر هذا اللقاء، وزير الشباب والرياضة والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية و الجنرال دو كور دارمي قائد الدرك الملكي المنسق الوطني لمكافحة أنفلونزا الطيور والأنفلونزا الجائحية والجنرال دوديفيزيون المفتش العام للوقاية المدنية والجنرال دوبريكاد مفتش مصالح الصحة العسكرية والوالي الكاتب العام لوزارة الداخلية والمدير العام للأمن الوطني . كما حضر اللقاء الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية والمديرة العامة للوكالة الوطنية للموانئ والمدير العام للمكتب الوطني للمطارات وعدد من ممثلي الوزارات .