سمت الأممالمتحدة دولة الكويت مركزا إنسانيا عالميا، وأطلقت لقب القائد الإنساني على أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وجرى أمس الثلاثاء تكريم دولة الكويت ممثلة في أميرها في مقر الأممالمتحدة بنيويورك، تقديرا لدوره الإنساني في إنقاذ البشرية وإعانة من يحتاج عونا. في هذا الإطار، قال بيتر فورد، ممثل المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، إن الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يستحق هذا التكريم لأنه داعم متميز للاجئين الفلسطينيين، "فقد قام من دون تردد خلال الحرب في غزة في يناير 2009 بتلبية النداء العاجل لوكالة أونروا، ولم ينس معاناة اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون تحت وطأة الحرب في سوريا". وأضاف: "مبادرته بتنظيم المؤتمر السنوي لإعلان التبرعات لسوريا شكلت معلما رئيسا وحافزا لجمع المزيد من الأموال، وتعتبر المبادرة الأكثر تميزًا في مجال العمل الإنساني". وقال أندرو هاربر، الممثل المقيم للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، إن النساء والأطفال فروا من ويلات الحرب في سوريا، ليجدوا الأمان في الأردن، بفضل الدعم السخي، الذي وفرته الكويت، "الذي لم ينقذ حياة عدد كبير من الأرواح فحسب، لكنه أعاد الأمل إلى الكثيرين ممن فقدوا كل ما يملكون". وقالت الدكتورة حنان حمدان، مديرة مكتب مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، إن تسمية أمير الكويت قائدا إنسانيا واختيار الكويت مركزا إنسانيا عالميا "ما هو إلا اعتراف من المجتمع الدولي بالدور الريادي الذي تؤديه الكويت بقيادة أميرها". وذكرت أن هذا التكريم يأتي نتيجة لمسيرة طويلة من العطاء في مجال العمل الإنساني، على مستوى آسيا وأفريقيا والعالم العربي، لاسيما في المؤتمرين الكبيرين، اللذين استضافتهما الكويت للمانحين لدعم الشعب السوري. وأفادت بأن دولة الكويت من الدول التي تحتل الريادة في دعم أنشطة المنظمة، "ولاسيما دعمها لقضية اللاجئين السوريين، والتي ساهمت مساعداتها في إغاثة مليون ونصف مليون لاجئ سوري في العام الماضي، وتلك الأيادي البيضاء لا تزال مستمرة في مساعدة الملايين من اللاجئين والنازحين". وبالتزامن مع التظاهرة المقامة في مقر الأممالمتحدة، تعيش دولة الكويت احتفالات شعبية تنظمها هذه الدولة الخليجية التي صنفتها المنظمة الدولية كمركز إنساني عالمي بسبب تبرعاتها السخية. وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت الشهر الماضي، خلال احتفالها باليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يصادف يوم 19 غشت من كل عام، عن تسمية دولة الكويت "مركزا إنسانيا عالميا"، وأطلقت لقب "قائد إنساني" على أمير البلاد. وأقام الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس غداءا تكريمياًفي مقر المنظمة لأمير الكويت، تم خلاله منحه شهادة التقدير الدولية ولقب قائد الإنسانية، وقد حضر التكريم كبار مسؤولي المنظمة وممثلو الدول الأعضاء. ومن جهتها أعدت وزارة الإعلام الكويتية برنامجا شاملا لتغطية الحدث عبر مختلف وسائل الإعلام المحلية ، كما تم نقل الوقائع مباشرة من مقر الأممالمتحدة، كما أشرفت اللجنة الدائمة للاحتفال بالأعياد والمناسبات الوطنية في الكويت على تنظيم فعاليات شعبية وحكومية مختلفة في المراكز التجارية والسياحية والمقاهي الشعبية، شاركت فيها كثير من المؤسسات العامة والخاصة. وأشاد عدد كبير من رؤساء وملوك وأمراء دول العالم بتكريم الشيخ صباح، إضافة إلى الشخصيات السياسية والاجتماعية ومنظمات العمل الإنساني في مختلف دول العالم. ويشار إلى أن دولة الكويت تمتلك سمعة عالمية في العمل الإنساني بسبب سخائها في التبرعات لدعم البناء والتنمية ودعم البحث العلمي والاستثمار البشري عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، والصندوق العربي للإنماء، ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، إضافة إلى مؤسسات الإغاثة والعمل التطوعي الشبابي والأعمال الخيرية. وكانت الكويت تلقت في أبريل الماضي، الشكر والإشادة من أكثر من مسؤول أممي على رأسهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لدعمها المتواصل لعمليات الأممالمتحدة ووكالاتها العاملة في سوريا والدول المجاورة، وذلك بعد أن التزمت بتقديم دعمها المادي عن طريق المنظمة الأممية بهدف أن يأخذ طابعاً إنسانياً.