بدأت، أمس الأربعاء، في الكويت العاصمة٬ أشغال المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا بمشاركة 59 دولة٬ ضمنها المغرب. ويحضر هذا اللقاء الدولي الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة٬ وعدد من رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية وكبار المسؤولين ومندوبو 13 منظمة ووكالة وهيئة متخصصة تابعة للأمم المتحدة معنية بالشؤون الإنسانية والإغاثية واللاجئين. ويمثل المملكة في المؤتمر٬ وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني. ويتوخى هذا اللقاء الدولي٬ جمع نحو مبلغ مليار ونصف المليار دولار أمريكي كمنح ومساعدات للاجئين السوريين٬ سيجري تسليمها إلى الأممالمتحدة، التي بدورها ستسلمها إلى المعنيين في منظماتها وهيئاتها المتخصصة. ويأتي انعقاد هذا اللقاء، في إطار الجهود الدولية الحثيثة للمساهمة في التخفيف من المعاناة الإنسانية للشعب السوري الشقيق، في ظل أزمة مستمرة لأكثر من اثنين وعشرين شهرا. وتعتبر الأحداث والأجواء المعيشية الكارثية التي يمر بها السوريون حافزا تجعل من الجميع شركاء في رفع الكارثة الإنسانية التي يعانيها اللاجئون السوريون في تركيا ولبنان والأردن وغيرها. وكانت منظمة الأممالمتحدة أعلنت أن وكالاتها في حاجة إلى 1،5 مليار دولار لتوفير التمويل الكافي حتى يونيو المقبل لمساعدة نحو مليون لاجئ سوري وأربعة ملايين سوري تضرروا من النزاع لكنهم لم يغادروا بلدهم. وفي هذا الصدد٬ أكد أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في كلمة افتتاحية أن انعقاد المؤتمر اليوم يتزامن و"استمرار الكارثة الإنسانية في سوريا التي تشهد تصعيدا متواصلا٬ حيث أعداد القتلى تتضاعف والدمار أصبح عنوانا لكافة الأحياء في هذا البلد العربي دون تمييز". وأشار إلى أن التقارير المفزعة والأرقام المخيفة والحقائق الموثقة التي تنقلها الوكالات الدولية المتخصصة والتي" نتابعها" بكل الحسرة والألم "تدعونا إلى الخوف على مستقبل وأمن سوريا ووحدة ترابها وشعبها الشقيق وعلى أمن واستقرار المنطقة". وأضاف أن هذه الحقائق والأرقام تضع على "عاتقنا مسؤوليات جسام وتدفعنا إلى العمل وبأقصى طاقة ممكنة لمواجهة تلك الكارثة والإسراع لحقن دماء أشقائنا والحفاظ على ما تبقى من بنية تحتية لبلدهم". وأكد أمير دولة الكويت أن الأممالمتحدة، سيما مجلس الأمن٬ وهو الجهة المناط بها حفظ الأمن والسلم في العالم بعد مضي ما يقارب السنتين على اشتعال الأزمة "مطالب بأن يسارع بتوحيد صفوفه وتجاوز بعض المواقف المحبطة لإيجاد حل سريع لهذه المأساة ووضع المعاناة اليومية للشعب السوري الشقيق وآلام لاجئيه ومشرديه نصب أعينهم، وفي ضمائرهم حين مناقشة تطورات هذه المأساة الإنسانية". وفي ختام كلمته٬ أعلن الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح عن تقديم مساعدة مالية للشعب السوري٬ بقيمة 300 مليون دولار لدعم الوضع الإنساني للشعب السوري. بعد ذلك جرى عرض فيلم وثائقي يسلط الضوء على الحالة المأساوية التي يعيشها الشعب السوري واللاجئون في محنتهم المستمرة منذ أزيد من 22 شهرا إلى جانب الجهود والمساعدات الإنسانية، التي تبذلها المنظمات الإنسانية والمتخصصة حول العالم لرفع المعاناة عنهم. من جهتها٬ أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال المؤتمر عن تقديمها مساعدات مادية بقيمة 300 مليون دولار لدعم الوضع الإنساني في سوريا. وقال الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية٬ في كلمة له وزعت خلال المؤتمر أن دولة الإمارات التي بادرت منذ بدء الأحداث في سوريا إلى الوفاء بمسؤولياتها في تقديم العون والإغاثة للاجئين السوريين في دول الجوار٬ تعلن اليوم عن "تقديم مساعدات مالية بقيمة 300 مليون دولار لدعم الوضع الإنساني في سوريا". وسبق انعقاد المؤتمر الدولي للمانحين بالكويت عقد مؤتمر خاص بالمنظمات الخيرية غير الحكومية، أول أمس، بمشاركة 77 منظمة خليجية وعربية وإسلامية وأجنبية، أعلن هذه الهيئات الإنسانية خلاله عن تقديم مساعدات مالية بقيمة 183 مليون دولار لإغاثة الشعب السوري.