يرى أحد المختصين في درجات الوعي أن في تجربة العودة من الموت طريقة أخرى لتأمل العلاقة بين الدماغ والذهن والوعي. وهو تصور يقترب من الصوفية لاسيما تلك التي ترى في الكون نسيج محبة. كل من يمر بالتجربة الصوفية يحس بأنه محاط بالمحبة من كل جانب. وتتموقع تجربة كهذه على حدود العلم. قد يمكن شرح جزء من التجربة علميا، ويبقى التفسير يفتقر إلى عناصر تمنح شرحا تاما مقنعا. يهتم العلم بإحساس من مر بالتجربة ولا يتطور هذا الاهتمام إلى الإقرار بها.. في سنة 1982 أنجزت مؤسسة غالوب استطلاعا انطلاقا من سؤال وجهته إلى العينات التي اختيرت: «هل سبق لك أن كنت على شفا الموت؟» وأجاب 15 بالمائة الإيجاب. وعندما سئلوا عن ظروف التجربة اختلفت الأجوبة من نوبة قلبية إلى حادثة خيطرة. وفي 1985 ألفت مارغوت غري كتاب «العودة من الموت». عندما صدر الكتاب وجدت نفسها تتوصل بمئات الرسائل من الذين عاشوا التجربة. أغلبهم عبر عن سعادته لأنه ليس الوحيد الذي عرف الاقتراب من الموت. الذين عاشوا الموت كانوا يخفون الحديث عما عاشوه حتى لا ينعتوا بالمجانين. وفي سنة 1987 عرضت البي بي سي شريطا وثائقيا في الموضوع فتوصلت بدورها بعديد من الرسائل يعبر فيها أصحابها عن ارتياحهم.. فقد زال من على كاهلهم ثقل لا يقاس. وتنفسوا الصعداء. قالت زوجة إنها لم تستطع بما عاشته لأقرب الناس إليها.. زوجها. وبعد أن شاهدت الشريط همست «الحمد لله.. أنا عادية»