أكد أن مطلب كشف علاقته ب «داعش» وبالموساد ضرب من الجنون رغم النصائح بالتخفيف من حدة ردوده على مختلف تدخلات فرق الأغلبية على الحصيلة المرحلية التي قدمها أمام مجلسي البرلمان، قبل أسبوع ونيف، إلا أن تعقيب رئيس الحكومة، جاء أحيانا قاسيا، وأحيانا أخرى مليئا بالتلميح والسخرية من منتقديه، بل وذهب في بعض الأحيان إلى الدعوة لوقف ما أسماه «تهتريف» بعض منتقديه. وأعرب رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران عن اندهاشه لانتقادات فرق الأغلبية للحصيلة المرحلية لحكومته، وهي الانتقادات التي وصفها بأنها موسومة بالكذب والبهتان والأمور السخيفة التي لا يقبلها إلا المجانين. وقال رئيس الحكومة «كنت أنتظر من المعارضة انتقادات قوية بخصوص أوجه القصور في عمل الحكومة، إلا أنني فوجئت باختلاق أباطيل وأكاذيب لا يمكن أن يصدقها مجنون فبالأحرى إنسان عاقل». وصعد بنكيران من لهجة انتقاداته في مواجهة ما بدا له غير ذي معنى في انتقادات المعارضة، بأسلوب لا يخلو من السخرية والتلميح بالهمز واللمز إلى مطلب توضيح علاقته بما يعرف بالدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، وبالمخابرات الإسرائيلية الموساد، وجبهة النصرة في سوريا. وقال «أتأسف على حال أحزاب كبيرة يشكك زعماؤها في رئيس الحكومة ويطالبونه بتوضيح علاقته بداعش والمخابرات الإسرائيلية». واعتبر رئيس الحكومة أن لجوء المعارضة إلى مثل هذا الخطاب يبين أنها لم تجد ما تقوله بخصوص الحصيلة المرحلية للحكومة في منتصف ولايتها، مؤكدا أنه كان ينتظر منها، أي المعارضة، أن تثير بعض القضايا التي طالها القصور في العمل الحكومي، من قبيل إصلاح المقاصة وإخراج أكاديمية محمد السادس للغة العربية، وغيرها من المجالات التي لازالت تنتظر الإصلاح. وبنبرة ملؤها التحدي أبرز عبد الإله ابن كيران أنه مستعد لتقديم استقالته من منصبه إذا ثبت وجود توظيف بطريقة مشبوهة أو بناء على المحسوبية والزبونية، وهو ما لم تستطع المعارضة إثباته. وتوقف رئيس الحكومة عند انتقاد المعارضة له بعدم زيارة ضحايا انهيار عمارات بوركون بالدار البيضاء وتقديم التعازي بالقول «إن جلالة الملك ناب عن الجميع»، وباستغراب ممزوج بكثير من السخرية خاطب بنكيران منتقديه قائلا: «استحيوا من أنفسكم، ثم لماذا لم تزوروهم أنتم، أليسوا إخوانكم؟». وأبدى رئيس الحكومة أسفه لما آلت إليه المعارضة التي كان ينتظر منها أن تعترف ولو من باب اللياقة بما حققته الحكومة بعد مرور نصف ولاية انتدابها، وانتقاد مكامن القصور والفشل في عمل الحكومة، مشيرا إلى أن مناقشة المعارضة للحصيلة كشفت عن فشلها في التقييم الموضوعي والمنصف للعمل الحكومي، وسقوطها في اجترار أحكام مسبقة ومفتقرة للوقائع الدالة والمؤشرات الملموسة، واشتراكها في نفس المقولات لتبخيس عمل الحكومة. ودعا أحزاب المعارضة إلى الاهتمام بتفعيل دورها الدستوري في القيام بمعارضة فعالة وبناءة تساهم في تقدم البلاد. وأعاب بنكيران على المعارضة تقديم معطيات وأرقام مغلوطة بعيدة عن الأرقام الحقيقية، إما بسبب جهلها بالواقع الاقتصادي والمالي للبلاد، على حد تعبيره، وإما بشكل مقصود بهدف التدليس وتغليط الرأي العام. بالمقابل، أثنى بنكيران على الأغلبية، بمختلف مكوناتها، من خلال «انسجامها ووفائها وانخراطها المسؤول في دعم الإصلاحات ومساندة الحكومة وإبداء الملاحظات وتقديم الاقتراحات، وهو موقف يستوجب التنويه والاعتزاز بفرق الأغلبية التي تحملت مسؤوليتها في تثمين الحصيلة المرحلية، رغم المحاولات المستميتة للبعض في الترويج لتوتر متوهم بين مكوناتها والتحريض على الصراع بينها.»، يقول رئيس الحكومة الذي خلص إلى أن الأغلبية، رغم تنوع مكوناتها، تظل «قوية وملتفة حول أولويات واضحة في العمل الحكومي، ومنخرطة بحماس في إنجاح هذه التجربة الحكومية الاستثنائية».