نصف نهائي حارق بين «الماكينات» و «السامبا» ضربت ألمانيا موعدا ناريا مع صاحبة الضيافة البرازيل في نصف نهائي كأس العالم 2014، عقب تخطيها عقبة المنتخب الفرنسي الجمعة الماضي بهدف دون رد بساو باولو. وحجز «المانشافت» بطاقة التأهل للمربع الذهبي، ليصبح بذلك أول منتخب يحقق ذلك للمرة الرابعة على التوالي، بعدما حضر في هذا الدور بدورات 2002 و2006 و2010. وتفوقت الواقعية الألمانية مجددا على طموح «الديوك»، كما لعبت خبرة اللاعبين الألمان دورا كبيرا في تحقيق الانتصار دون تقديم أداء ممتع كما حصل في مبارياتها الثلاثة الأخيرة. ويدين الألمان لمدافعهم الطويل ماتس هوميلس الذي ارتقى لعرضية طوني كروس، وأسكنها شباك الحارس الفرنسي هوجو لوريس (د 13)، مسجلا هدفه الثاني بالمونديال. ومرة أخرى، لم تظهر ألمانيا بطلة 1954 و1974 و1990 بمستوى مقنع، لكنها حققت مرادها بتجاوز العقبة الفرنسية في مسعاها نحو لقبها الرابع والأول منذ 24 سنة. ولم يفلح الفرنسيون في تقليص الفارق خاصة مع اللعب بمهاجم وحيد، ووقف الحارس مانويل نوير صدا منيعا، وأبعد تسديدة قوية لكريم بنزيمة بيد واحدة في الأنفاس الأخيرة. وودعت فرنسا المونديال بشكل مشرف بعدما قدمت مشوارا مقبولا بالنظر إلى أن الجميع لم يكن يتوقع أن يصل «الديوك» إلى هذا الدور في ظل التشكيلة الشابة لديديه ديشامب. وستلاقي ألمانيا نظيرتها البرازيل الثلاثاء المقبل في لقاء حارق، بعدما تجاوز أصحاب الأرض المنتخب الكولومبي بشق الأنفس وتفوق عليه بهدفين لواحد بفوتاليزا. وسجل قطبا دفاع «السامبا» تياغو سيلفا (د 7) ودافيد لويز (د 69) هدفي البرازيليين، بينما كان جيمس رودريغيز وراء هدف المنتخب الكولمبي (د 80) من نقطة الجزاء. ولم يختلف أداء البرازيل عما حدث مع الألمان، وبلغوا المربع الذهبي بصعوبة، لكن أبناء فيليبي سكولاري لم يقنعوا حتى الآن، ولم يقدموا أداء يليق بالكرة البرازيلية. وبلغت البرازيل دور النصف لأول مرة منذ مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان عندما أحرزت اللقب، إذ لم تتخط دور الربع في ألمانيا 2006 وجنوب إفريقيا 2010. وحقق منتخب «السامبا» الذي تلقى ضربتين موجعتين بإصابة نيمار وخروجه من المنافسة وإيقاف قائده تياغو سيلفا، فوزه الخامس عشر على كولومبيا مقابل هزيمتين و8 تعادلات. أما كولومبيا، فلم يحالفها الحظ عندما اصطدمت مع أصحاب الأرض، إلا أنها غادرت المونديال عقب أداء مثالي بالدور الأول وبلوغها مرحلة متقدمة في دور الربع.