الوردي بجنيف: انخرطنا في مخطط لإعادة تموقع وزارة الصحة لتوزيع عادل للخدمات الصحية في الوقت الذي أشادت فيه المديرة العامة للمنطمة العالمية للصحة مارغريت شان بسياسة المغرب في مجال الدواء، والتي وصفتها ب»التجربة الجيدة التي ينبغي مشاطرتها مع بلدان أخرى «، عبر المدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة لمكافحة الإيدز، ميشيل سيديبي، عن «الإشادة البالغة» ب»التقدم الملموس» الذي تحقق في مجال محاربة داء فقدان المناعة المكتسبة» السيدا» في المغرب، على مستوى التشخيص والعلاج والرعاية التكفل. قالت شان، في لقاء مع وزير الصحة الحسين الوردي، بمقر المنظمة في جنيف، إن «مقاربتكم الدوائية تتماشى مع إحدى أولوياتنا، المتمثلة في تسهيل ولوج الجميع للدواء، مما يدفعنا للتنويه بما تقومون به». وأكدت بهذا الخصوص أن المنظمة تسهر على أن تستجيب الأدوية للمعايير الدولية في الجودة والتوازن بين إكراهات المنتجين وضرورة تقنين القطاع. وخلال هذا اللقاء، قدم الوردي للمديرة العامة عرضا حول رؤية تدبير الصحة والنهوض بها بالمغرب، «وهي الرؤية التي تقوم على الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والحرص على المساواة في تقديم الخدمات الطبية». وأوضح الوردي أن المغرب حدد سلسلة من الأولويات، مثل التأمين الصحي لفائدة المستقلين ضمن منطق تعميم التغطية الصحية، والصحة النفسية والمستعجلات، والنهوض بالسياسة الدوائية». وقال الوردي»لقد انخرطنا في مخطط لإعادة تموقع وزارة الصحة، لجعلها الضامن لتوزيع فعال وعادل للخدمات الصحية»، مشيرا إلى أن من بين أولويات الوزارة تعميم التلقيح والتكفل، خصوصا بالنسبة للأشخاص المصابين بالسرطان. كما ذكر باعتماد المقاربة المبينية على حقوق الإنسان والحق في التطبيب. وبخصوص العرض في مجال الأدوية، قامت المملكة بخفض ثمن الأدوية من 20 إلى 80 في المائة، وذلك في إطار سياسة شاملة تنص على إجراءات لدعم المنتجين وكل الشركاء المعنيين. وفي هذا الإطار، عبرت المديرة العامة للمنظمة العالمية للصحة عن ارتياحها للمبادرات المتخذة بالمغرب، خلال السنوات الأخيرة، في مجال محاربة الأمراض المعدية والسرطان، منوهة بقوة بصاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى، سفيرة النوايا الحسنة للمنظمة العالمية للصحة، لانخراطها المتواصل في محاربة هذا الداء. وأبت شان، بهذه المناسبة، إلا أن تقدم اعتذارها، الكتابي والشفوي، للمغرب عن تسلل ممثل مزور للجمهورية الصحراوية المزعومة، إلى الاجتماع المشترك بين المنظمة العالمية للصحة والاتحاد الأفريقي، الذي انعقد في أبريل الماضي في لواندا، مؤكدة أن ممثلي الدول الأعضاء، المعترف بها من الأممالمتحدة، يمكنهم فقط حضور مثل هذه الاجتماعات. ومن جهة أخرى اتفق الجانبان على مواصلة الاتصالات والمشاورات من أجل تحديد مجالات التعاون وتوسيعها خلال المرحلة المقبلة. جرى هذا الاجتماع بحضور حسن البوكيلي المكلف بمهمة في بعثة المغرب الدائمة بجنيف وعبد الرحمان العلوي مدير التخطيط والموارد المالية بوزارة الصحة، إضافة إلى نجوى براك عضو البعثة الدائمة للمغرب لدى الأممالمتحدة. من جانب آخر، عبر المدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة لمكافحة الإيدز، ميشيل سيديبي، الجمعة بجنيف، عن «الإشادة البالغة» ب»التقدم الملموس» الذي تحقق في مجال محاربة داء فقدان المناعة المكتسبة» السيدا» في المغرب، على مستوى التشخيص والعلاج والرعاية التكفل. وقال سيديبي، خلال مباحثات أجراها مع وزير الصحة الحسين الوردي،»لقد قمتم بالعديد من الأعمال من أجل الوقاية من المرض وكذا لكي لا ينظر إليه على أنه مسألة هامشية». وتبادل الطرفان وجهات النظر حول الأعمال التي قام بها المغرب في مجال محاربة داء السيدا، وعلى الخصوص جهود الوقاية والتكفل بالمرضى الذين يعانون من هذا المرض. وفي هذا السياق، ذكر الوردي بأن 8705 حالة إصابة تم تشخيصها في المغرب إلى غاية سنة 2013، في حين أن التقديرات تشير إلى 31 ألف حالة. وأبرز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن «هذه الوضعية تعني أن 70 في المائة من المغاربة يعيشون مع السيدا دون معرفته، مما يعزز خطر انتقال المرض الذي يبقى محدودا ب0.14 في المائة». وأكد الوزير أنه تطرق بهذه المناسبة إلى الرؤية التي تم وضعها في إطار الإستراتيجية الوطنية لمحاربة داء السيدا لتعزيز رؤية «صفر إصابات جديدة، صفر وفيات وصفر تمييز فيما يتعلق بالسيدا».وقال» على المستوى الوطني طموحنا إلى غاية سنة 2016 هو خفض عدد الإصابات الجديدة بنسبة 50 في المائة، وخفض معدل الوفيات بنسبة 60 في المائة، وتحسين لرعاية والتكفل بالمرضى». وأضاف أن الأعمال الأساسية تتمحور حول الكشف، و التشخيص، وتهتم على الخصوص بالفئات الاجتماعية الهشة مثل النساء الحوامل ومتعاطي المخدرات، وذلك بهدف الوصول إلى مليون تشخيص ضد السيدا سنة 2016،مشيرا إلى أن الأمر يتعلق أيضا بضمان تمديد الرعاية من خلال مضادات الفيروسات، وذلك خاصة في إطار نظام المساعدة الطبية (راميد) وإنتاج الأدوية المطلوبة في هذا المجال بالمغرب . وقال إنه من بين محاور أولويات الإستراتيجية الوطنية لمكافحة السيدا اعتماد المقاربة القائمة على حقوق الإنسان وفي مقدمتها الحق في الصحة، كما هو متضمن في الاتفاقية الموقعة في هذا السياق مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن هذه المقاربة تتماشى مع مقتضيات دستور2011، وتوجيهات جلالة الملك محمد السادس الذي أعطى دفعة قوية لردة الفعل الوطنية على وباء السيدا بزيارته سنة 2003 لمستشفى النهار بالمركز المرجعي بالبيضاء. وأكد الوردي أن جلالة الملك، من خلال ذلك، قدم النموذج الأمثل للتصدي للوصم والتمييز اللذين يعاني منهما الأشخاص المتعايشين مع هذا المرض، موضحا أنه خصصت للإستراتيجية الوطنية لمكافحة السيدا ميزانية بلغت 810 مليون درهم، مشيرا إلى أن الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا قد قررمنح هبة قدرها 37.4 مليون دولار للمغرب، تقديرا لجهوده في مجال مكافحة هذا المرض الخطير. وسيتم تقديم هذه الهبة إلى وزارة الصحة يوم 25 يونيو المقبل بالمغرب بمناسبة الاحتفال بالذكرى العاشرة للصندوق العالمي. وفي هذا السياق، دعا الوزير ميشيل سيديبي للمشاركة في هذا الاحتفال، وهي الدعوة التي قبلها المدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة لمكافحة الإيدز. ومن المنتظر أن يشارك الحسين الوردي يوم الاثنين المقبل في أشغال الجمعية العامة ال67 لمنظمة الصحة العالمية، ويشارك قبل ذلك في لقاء حول الأمراض غير المتنقلة الذي تنظمه المنظمة الدولية للفرنكفونية.