عبر المدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة لمكافحة الإيدز، ميشيل سيديبي، أول أمس الجمعة بجنيف، عن "الإشادة البالغة" ب"التقدم الملموس" الذي تحقق في مجال محاربة داء فقدان المناعة المكتسبة" السيدا" في المغرب، على مستوى التشخيص والعلاج والرعاية التكفل. وقال سيديبي، خلال مباحثات أجراها مع وزير الصحة الحسين الوردي، "لقد قمتم بالعديد من الأعمال من أجل الوقاية من المرض وكذا لكي لا ينظر إليه على أنه مسألة هامشية". وتبادل الطرفان وجهات النظر حول الأعمال التي قام بها المغرب في مجال محاربة داء السيدا، وعلى الخصوص جهود الوقاية والتكفل بالمرضى الذين يعانون من هذا المرض. و في هذا السياق، ذكر الوردي بأن 8705 حالة إصابة تم تشخيصها في المغرب إلى غاية سنة 2013، في حين أن التقديرات تشير إلى 31 ألف حالة. وأبرز ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "هذه الوضعية تعني أن 70 في المائة من المغاربة يعيشون مع السيدا دون معرفته، مما يعزز خطر انتقال المرض الذي يبقى محدودا ب0.14 في المائة". وأكد الوزير أنه تطرق بهذه المناسبة إلى الرؤية التي تم وضعها في إطار الاستراتيجية الوطنية لمحاربة داء السيدا لتعزيز رؤية "صفر إصابات جديدة، صفر وفيات وصفر تمييز فيما يتعلق بالسيدا".وقال " على المستوى الوطني طموحنا إلى غاية سنة 2016 هو خفض عدد الإصابات الجديدة بنسبة 50 في المائة، وخفض معدل الوفيات بنسبة 60 في المائة، وتحسين لرعاية والتكفل بالمرضى". وأضاف أن الأعمال الأساسية تتمحور حول الكشف، و التشخيص، وتهتم على الخصوص بالفئات الاجتماعية الهشة مثل النساء الحوامل ومتعاطي المخدرات، وذلك بهدف الوصول إلى مليون تشخيص ضد السيدا سنة 2016،مشيرا إلى أن الأمر يتعلق أيضا بضمان تمديد الرعاية من خلال مضادات الفيروسات، وذلك خاصة في إطار نظام المساعدة الطبية (راميد) وإنتاج الأدوية المطلوبة في هذا المجال بالمغرب . وقال إنه من بين محاور أولويات الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السيدا اعتماد المقاربة القائمة على حقوق الإنسان وفي مقدمتها الحق في الصحة، كما هو متضمن في الاتفاقية الموقعة في هذا السياق مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان،مشيرا إلى أن هذه المقاربة تتماشى مع مقتضيات دستور 2011، و توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي أعطى دفعة قوية لردة الفعل الوطنية على وباء السيدا بزيارته سنة 2003 لمستشفى النهار بالمركز المرجعي بالبيضاء. وأكد الوردي أن جلالة الملك، من خلال ذلك، قدم النموذج الأمثل للتصدي للوصم و التمييز اللذين يعاني منهما الأشخاص المتعايشين مع هذا المرض،موضحا أنه خصصت للاستراتيجية الوطنية لمكافحة السيدا ميزانية بلغت 810 مليون درهم، مشيرا إلى أن الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا قد قرر منح هبة قدرها 37.4 مليون دولار للمغرب، تقديرا لجهوده في مجال مكافحة هذا المرض الخطير. وسيتم تقديم هذه الهبة إلى وزارة الصحة يوم 25 يونيو المقبل بالمغرب بمناسبة الاحتفال بالذكرى العاشرة للصندوق العالمي . وفي هذا السياق، دعا الوزير ميشيل سيديبي للمشاركة في هذا الاحتفال، وهي الدعوة التي قبلها المدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة لمكافحة الإيدز. ومن المنتظر أن يشارك الحسين الوردي يوم الاثنين المقبل في أشغال الجمعية العامة ال67 لمنظمة الصحة العالمية، ويشارك قبل ذلك في لقاء حول الأمراض غير المتنقلة الذي تنظمه المنظمة الدولية للفرنكفونية.