خللّدت الجمعية المغربية لمحاربة السيدا اليوم العالميَّ لمحاربة داء فقدان المناعة المكتسب، الذي يصادف فاتح دجنبر من كل سنة. وكشفت آخرُ الإحصائيات أن عدد حاملي فيروس داء فقدان المناعة المكتسب في المغرب وصل إلى 30 ألف شخص. وأفادت وزارة الصحة، أيضا، أنّ 80 في المائة من إجماليّ حاملي هذا الفيروس في المغرب يجهلون إصابتهم به. خلّد العالم، ومعه المغرب، يوم السبت، فاتح دجنبر، اليوم العالمي لمكافحة السيدا، تحت شعار « صفر عدوى جديدة، صفر تمييز وصفر حالة وفيات ناجمة عن السيدا».. ويعكس هذا الشعار توجّهات الإستراتيجية الوطنية لمكافحة للسيدا. الأهداف تتمثل أهداف المغرب في مجال محاربة السيدا للفترة 2012 -2016 في خفض نسبة انتقال فيروس نقص المناعة المكتسب بمعدل 50%. وللتذكير فإنه في آخر تقرير لمنظمة الأممالمتحدة لمحاربة السيدا، قدّرت المنظمة عددَ الأشخاص المُتعايشين مع مرض السيدا في المغرب ب000 28 شخص، في حين بلغ عدد الأشخاص الحاملين لفيروس نقص المناعة المكتسب 259 شخصا ومرضى السيدا 235، في الفترة ما بين فاتح يناير و31 أكتوبر. وحاليا يتم علاج 4000 شخص في 12 مركزا للتكفل بالسيدا. وإضافة إلى تعزيز جودة التكفل الشامل بالمرضى المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب ومرضى السيدا، والذي يجَمع بين الرعاية الطبية والعلاج والدّعم النفسيّ والاجتماعيّ، تهدف إستراتيجية مكافحة السيدا إلى التقليص من خطر انتقال الفيروس من النساء الحوامل المصابات إلى أطفالهنّ وكذا خفض عدد وفيات الأمهات المرتبطة بفيروس نقص المناعة المكتسب. وسيتم تنفيذ هذه الإستراتيجية متعددة القطاعات بفضل الميزانية التي رصدتها وزارة الصحة لمكافحة الداء، وتُقدَّر ب19.5 مليون درهم سنويا، وستعرف ارتفاعا خلال السنوات الخمس المقبلة من أجل تلبية حاجيات إستراتيجية الفترة 2012 -2016، إضافة إلى دعم الصندوق العالمي لمكافحة السيدا، والذي يبلغ 43.5 مليون دولار على مدى خمس سنوات، وهو الالتزام الذي تعهّدت وزارة الصحة بالمحافظة عليه في المستقبل، بحيث يظل المغرب بلدا مستقرا من حيث معدل الانتشار المنخفض للوباء منذ سنة 2000. وتتضمن أهداف الإستراتيجية الجديدة الحد من التمييز وتغيير النظرة السلبية للمجتمع تجاه المصابين بالفيروس ومرضى السيدا واحترام حقوقهم من أجل إدماجٍ اجتماعيّ أفضل. أرقام بخصوص نسبة حاملي فيروس السيدا في المغرب، أكدت وزارة الصحة، في معطيات حديثة أماطت عنها اللثام بمناسبة اليوم العالميّ للسيدا، أنّ عدد حاملي فيروس داء فقدان المناعة المكتسب في المغرب وصل إلى 30 ألف شخص. وأفادت وزارة الصحة، أيضا، أن 80 في المائة من إجماليّ حاملي هذا الفيروس في المغرب يجهلون إصابتهم، علما أن أعمار 70 في المائة من مجموع المرضى تتراوح بين 25 و44 سنة، وأنّ أعمار 51 في المائة منهم تتراوح بين 15 و34 سنة. ورغم انتقادات بزاد لتنامي انتشار هذا المرض، فإنّ وزارة الصحة اعتبرت في المعطيات سالفة الذكر أنّ «معدل انتشار السيدا في المغرب ظل مستقرا منذ سنة 2000»، وأوضحت أنه بلغ مؤخرا أدنى مستوياته بانخفاضه إلى 0.11 في المائة فقط. انتقادات رغم أن وزارة الصحة توفر إمكانيات التشخيص وتضع الدواء رهن إشارة المرضى، فإنه يُلاحَظ استمرار تزايد أعداد حاملي فيروس فقدان المناعة المكتسب في المغرب. وفي هذا الصدد تساءلت نادية بزاد، رئيسة المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا، في حديث سابق عن الأسباب الثاوية وراء هذا الأمر في وقت نجحت دول أخرى، وضمنها بلدان إفريقية، في وضع حد لانتشار المرض ووقف تنامي أعداد المصابين به. ولذلك، طالبت بزاد الحكومة، وخاصة وزارة الصحة، ببذل مجهودات إضافية لتوعية المواطنين بتوفر التشخيص ومجانية العلاج. واستنكرت رئيسة المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا، كذلك، استمرار المجتمع في النظر بدونية إلى حاملي فيروس داء فقدان المناعة المكتسب، وانتقدت بشدة «انتهاك حقوق المرضى»، وقالت «إنهم يعيشون مآسيَّ يومية لا يلمسها إلا المقربون منهم». وكشفت بزاد «وجودَ حالات لمرضى فقدان المناعة المكتسب يحرمون من الولوج إلى الخدمات الصحية والطبية وجزء من أبنائهم يواجهون صعوبات في المدارس، لمجرد حملهم فيروس السيدا».
من أكثر المناطق تمركزا لداء فقدان المناعة المكتسب السيدا نجد منطقة سوس ماسة درعة، التي تسجل فيها نسبة 5% من الإصابات في أوساط عاملات الجنس، والمنطقة الثانية هي منطقة الشمال، التي تسجل فيها نسبة 13.5% كمتوسط للإصابة ما بين متعاطي المخدرات عبر الحقن. ورغم ذلك التقدم المحرَز خلال السنوات الأخيرة في مجال الإنجازات، يبقى عدد التحليلات الخاصة بالسيدا جد ضعيف، لأن 30000 حامل للفيروس يجهلون كونهم حاملين له، وبذلك يستمرون في نقله للآخرين دون علمهم بذلك. وللأسف، سيتم تشخيص حالة إصابتهم في مرحلة متقدمة من المرض. ويبقى الشباب هم الأكثر عرضة للإصابة ب51% من الأشخاص المتعايشين مع فيروس فقدان المناعة البشري المكتسب، تتراوح أعمارهم ما بين 15 و34 سنة.