نبيل بنعبدالله: انخرطنا عن قناعة ومسؤولية في التجربة الحكومية ونحن مستعدون للمحاسبة الحسين الوردي : مجموعة من القرارات اتم اتخاذها في قطاع الصحة لا تعجب البعض لكونها تقف ضد مصالحهم قال نبيل بنعبدالله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن صواب مواقف حزب التقدم والاشتراكية في مجموعة من القضايا، ضمنها مشاركته في الحكومة الحالية، تؤكدها، اليوم، مرة أخرى، هذه الجماهير الغفيرة، التي تحضر التجمعات الخطابية واللقاءات التواصلية، والمؤتمرات الإقليمية في مختلف المدن المغربية، والتي يشرف عليها أعضاء الديوان السياسي، في إطار الاستعدادات الجارية لعقد المؤتمر الوطني التاسع للحزب نهاية الشهر الجاري ببوزنيقة. وأضاف نبيل بنعبدالله، في تجمع عمومي بابن سليمان، مساء أول أمس، رفقة بعض أعضاء الديوان السياسي، رشيد روكبان، الحسين الوردي، فاطمة فرحات، والنائبة البرلمانية نعيمة بوشارب، ومجموعة من أعضاء اللجنة المركزية بإقليم بن سليمان والمحمديةوالدارالبيضاء، أن حضور هذه الجماهير التي تقدر في بعض الأحيان بآلاف المواطنين في بعض التجمعات، دليل آخر على أن الحزب ملتصق بالجماهير عبر تبني قضاياهم ومشاكلهم. وأكد أن مشاركة الحزب في الحكومة، هو في عمقه استجابة لنداء الشعب، التواق إلى العدالة الاجتماعية والديمقراطية والتغيير في إطار الاستقرار، وأن على الأوساط التي تجتمع في الصالونات، وبعض الأقلام التي تدعي أننا أخطأنا الطريق، أن تحضرفي مثل هذه التجمعات لترى بأم عينيها، ولتشهد عن مدى تجدر الحزب وقوة جاذبيته. وقال أيضا، «تحملنا المسؤولية، ونحن مستعدون للمحاسبة، وكان علينا أن نريح أنفسنا، ونكتفي بالتفرج، كما فعل البعض، لكننا رفضنا هذا التوجه الذي كان يسير في اتجاه إجهاض التجربة، وانخرطنا عن قناعة ومسؤولية في هذه التجربة الحكومية، دون أن نفرط قيد أنملة في مبادئنا أو مرجعيتنا، كما ينعتنا بذلك البعض»، والدليل على ذلك، يوضح نبيل بنعبدالله، لم تتخذ الحكومة الحالية، أي قرار يمس الحريات الفردية أو الجماعية، أو بالمساواة، أو في اتجاه ما يجعلنا متناقضين مع مرجعيتنا، بل على العكس، كل القرارات تسير دائما في اتجاه تفعيل الدستور وتعميق الحريات وتوسيع الديمقراطية. وعلى مستوى آخر، أكد الأمين العام أنه يحق لنا أن نفتخربهذه الطاقات، وهذه الجهود المبذولة سواء من طرف الفروع الحزبية، أوالبرلمانيين أوالقيادة الوطنية أو بالمناضلين والمناضلات، مهنئا بالمناسبة الفرع الإقليمي لبن سليمان على نجاح أشغال مؤتمره الإقليمي الذي انعقد صباح نفس اليوم، ومشيدا في الوقت نفسه، بالدور المتميز لكريم الزيادي، برلماني الحزب عن إقليم بنسليمان. وعن مدينة ابن سليمان، قال الأمين العام للحزب، إن تواجد الحزب بها يعود إلى سنة 1949، عندما تم تأسيس أول خلية حزبية بها، مما يدل على أن الحزب له جدور في مختلف تراب الوطن، هذا الحزب، يوضح نبيل بنعبدالله، مايزال صامدا منذ 70 سنة، رغم كل المحن والاضطهاد والقمع، وفي كل مرة يخرج منتصرا، يواصل مسيرته بكل إصرار وعزيمة. واعتبر أيضا أن حضوره في هذا التجمع العمومي، هو مناسبة لتجديد صلة الرحم مع جميع مناضلي الحزب بالإقليم، وقال في هذا الصدد، « لقد سبق أن حضرت هذه الدار المباركة،-المحتضنة للتجمع العمومي- في أحضان أسرة رفيقنا كريم الزيادي، وها نحن اليوم، نلتقي من جديد، وأعتز بكل هذه الوجوه الكريمة، التي تثق في حزبنا..ولأني أقرأ في عيونكم آمالا معقدة،..أقول لكم، سنكون دائما معكم وبجانبكم ..وسنكون جميعا في الموعد». ونوه بالمناسبة بعمل برلماني الحزب بإقليم بن سليمان، الملتزم بقضايا الساكنة والمدافع عنها، آملا أن تتظافر الجهود بين الجميع، للمساهمة في تنمية الإقليم، والاستجابة لمطالب ساكنته. وأشار إلى أن التعاطف والتجاوب الذي لقيه الحزب في مختلف أنحاء المغرب، يؤكد أنه حزب مستقطب، له جاذبيته، جعلت أعضاءه تتسع، وجدوره تنمو في جميع المدن والقرى المغربية، وفي المناطق الجبلية وفي المناطق الصحراوية، داعيا جميع المناضلين إلى أن يكونوا أداة للتواصل مع المواطنين، وحاضرين بقربهم في كل قضاياهم. وعرج الأمين العام، في كلمته، على انتظارات المواطنين، وقال في هذا الصدد، إن هناك انتظارات وحاجيات كثيرة، ونحن نعمل على تحقيق الأولويات، مع إدراكنا العميق، أن هناك نقائص في بعض القطاعات. وأشار في هذا الصدد، إلى أن الرفع من الحد الأدنى للأجر في القطاع الفلاحي والصناعي والخدماتي، بنسبة 10 في المائة، والذي سيدخل حيز التنفيذ ابتداء من شهر يوليوز المقبل، يؤكد واقعية الحكومة، رغم الظروف الإقتصادية الصعبة التي تعيشها بلادنا. ولم يخف بنعبدالله استمرار المشاكل والمطالب، ولكن على الأقل، هناك في نظره، استقرار سياسي ، واشتغال طبيعي للمؤسسات، وأن الفضل يعود في هذا الاستقرار، لملك البلاد، بجانب قوى سياسية أخرى، ضمنها حزب التقدم والاشتراكية، الذي وصفه بالحزب الحر والمستقل، والذي لايقبل أن تملى عليه القرارات، أو يتخذ أي كان، أي قرار مكانه. وعن إقليم بنسليمان، قال الأمين العام للحزب، إنه يستحق اهتماما أكبر، مقارنة بمدن الرباطوالدارالبيضاء، التي تتواجد بهما منشآت صناعية، كما أنه لم يستفد من التطور الذي شهدته مدينة المحمدية القريبة منه، وأن الحزب سيظل بجانب الساكنة، في كل قضاياها. وختم كلمته بدعوة، جميع المندوبين والمندوبات للمؤتمر الوطني التاسع، لجعل هذا الأخير محطة للنقاش، وعرسا نضاليا بامتياز، والعمل على وحدة الحزب وتعزيزها. ومن جهته، قال الحسين الوردي، عضو الديوان السياسي ووزير الصحة، إن مشاركة الحزب في الحكومة الحالية، أملته عدة اعتبارات، وأن القرار صادقت عليه اللجنة المركزية في إحدى دوراتها بأغلبية واسعة، من أجل تطوير وتعزيز الديمقراطية والحفاظ على استقرار البلاد، وأن مصلحة البلاد فوق كل اعتبار. وعبر وزير الصحة عن اعتزازه بهذه المشاركة، رغم ضياع سنة من هذه التجربة، في إشارة إلى ماصاحب انسحاب حزب الاستقلال منها، مؤكدا، أن الحزب يدافع من داخل الحكومة، حتى لايتم المس بالمكتسبات الحقوقية الفردية أو الجماعية أو قضية المرأة. وعرج في كلمته على قطاع الصحة، حيث قال في هذا الصدد، إن القطاع يعرف مشاكل متعددة، وأنها لاتحل بصباغة جدران المستوصف أو المستشفى، أو بآلة طبية، بل بفتح أوراش كبرى، غالبا ماتظهر آثارها في المدى القصير أو المتوسط. وأوضح في هذا الصدد، أن مجموعة من القرارات التي تم اتخاذها في قطاع الصحة، لاتعجب البعض، لكونها تقف ضد مصالحهم، ولكم على العكس، تحظى بإع ونحن مستعدون للمحاسبة جاب الأغلبية من المواطنين، وهذا هو الأهم. وأعطى مثالا لتخفيض ثمن أكثر من 1200 دواء الذي سيتم دخوله حيز التنفيذ ابتداء من ثامن شهر يونيو المقبل. وتشمل اللائحة، حسب وزير الصحة، عدة أصناف من الأدوية منها مضادات الالتهابات، والمضادات الحيوية، وعلاجات الأنفلونزا، ولقاحات الأطفال.. إضافة إلى عدد من الأدوية التي تدخل ضمن مسار علاج الأمراض المزمنة والخطيرة كالسكري والحساسية والسرطان. وشملت المراجعة سعر البيع للعموم في الصيدليات، وكذا سعر البيع في المستشفيات، وهو ما سيمكن من دعم سياسة تعميم التغطية الصحية، خاصة بالنسبة إلى الفئات المدمجة في نظام المساعدة الطبية «راميد». ومن بين الأدوية التي شملها التخفيض، في صنف مضادات الالتهابات، نجد على سبيل المثال، «سباسفون» (Spasfon) الذي انخفض ثمنه إلى 23 درهما في الصيدليات، و14.30 درهما في المستشفى. إلا أن الأهم في عملية المراجعة هاته، يقول الوردي، أنها ركزت بصفة أكبر على عدد من الأدوية المستعملة في الأمراض المزمنة والخطيرة على وجه الخصوص، وخاصة منها تلك التي تعرف بكونها باهظة الثمن، بحيث تتضاعف معاناة المرضى بين مطرقة المرض وسندان تكاليف العلاج، ومن بين الأدوية التي تندرج في هذا الصنف نجد علاجات داء السكري، ومنها على سبيل المثال دواء «أماريل» (Amarel)بجميع أشكال تقديمه، وهو دواء يستعمل بكيفية واسعة من قبل مرضى السكري بالمغرب. ومن بين الأدوية المكلفة جدا شملت المراجعة على سبيل المثال دواء كان ثمنه يصل إلى 4837.50 درهما لينتقل ثمنه بعد المراجعة إلى 2476 درهما في الصيدلية، و2137 درهما في المستشفى، وهو دواء «أنزاطاكس» 150ملغ (Anzatax) الذي يستعمل في علاج سرطانات الرحم والثدي، ودواء «كامبتو» 100 ملغ (Campto) الذي يصفه الأطباء في حالات الإصابة بسرطان الأمعاء وكان ثمنه يتجاوز 2840 درهما ليصبح بعد المراجعة 1313 درهما في الصيدلية، و1043 درهما في المستشفى. وكان الكاتب الإقليمي للحزب بابن سليمان، حسن بنقبلي، قد افتتح هذا التجمع العمومي، بكلمة، أشار فيها، إلى تجدر الحزب بالإقليم، وأن تاريخ أول خلية به تعود إلى سنة 1947، وأنه منذ ذلك الحين، لم تنطفئ شعلة الحزب. وبعد أن ذكر الحضور بكون الحزب استطاع في سنة 2007، الظفر بمقعد في البرلمان، قبل أن يعيد الظفر به سنة 2011 ، نوه حسن بنقبلي بالمجهودات التي يقوم بها الأمين العام للحزب للرفع من مستوى الأداء الحزبي سواء على المستوى التنظيمي أو السياسي. **** كريم الزيادي.. برلماني حزب التقدم والاشتراكية عن إقليم ابن سليمان مندوبو الحزب في المؤتمر الوطني مطالبون بإسماع صوت الإقليم مما يعانيه من مشاكل ومعيقات اجتماعية واقتصادية ألقى كريم الزيادي، برلماني حزب التقدم والاشتراكية عن إقليم ابن سليمان، كلمة، رحب فيها بوفد قيادة الحزب وبباقي الرفاق والرفيقات الذين حلوا من مدن أخرى، لحضور هذا التجمع العمومي، معتبرا أن هذا اللقاء التواصلي العمومي الذي عاشته مدينة ابن سليمان «فخر لكل ساكنة الإقليم، ومحطة لإنجاح المؤتمر الإقليمي، الذي تمت خلاله انتداب لائحة المندوبين والمندوبات، لحضور المؤتمر الوطني التاسع، حتى نتمكن من رفع صوت الإقليم مما يعانيه، من مشاكل ومعيقات اجتماعية واقتصادية وتنموية بالإقليم ». وأكد البرلماني كريم الزيادي، الذي احتضن منزله هذا التجمع العمومي، وتميز بتنظيم محكم ومساهمة جميع مناضلي الحزب بالإقليم في إنجاحه، أن هذا اللقاء « يأتي ضمن مجموعة من اللقاءات، التي ينظمها الحزب داخل الوطن وخارجه، مما يؤكد بالملموس، أن حزب التقدم والاشتراكية، من الأحزاب الجماهيرية التي لها قاعدة متينة تربطه بكل أطياف المجتمع وفئاته». فحزبنا، يضيف الزيادي، خاض منذ سبعين سنة، عدة معارك ، برهن فيها عن صلابته وقوته وتحديه لكل الصعاب، التي واجهت البلاد، وأثبت بالمناسبة وفي كل المحطات، عن تشبته بمبادئه، ودفاعه عن الطبقات الشعبية في المجتمع التواقة إلى غد أفضل. وختم كلمته بالقول، إن الحزب سيظل رقما صعبا تجاوزه في المعادلة السياسية المغربية، وأن مشاركته في الحكومة، هو من أجل تعزيز المكتسبات، والحفاظ على التراكمات الإيجابية وتفادي التراجع عن المكتسبات الديمقراطية والاجتماعية.