أجرت وحدة عسكرية روسية تدريبات أول أمس بالقرب من الحدود الأوكرانية، بالتزامن مع إعلان كييف استئناف عملياتها العسكرية ضد المسلحين الموالين لروسيا، في حين هددت واشنطن بفرض مزيد من العقوبات على موسكو إذا لم تقم بإجراءات إيجابية لنزع فتيل التوتر بالمنطقة. واستخدم جنود الوحدة مركبات النقل العسكرية لعبور نهر في منطقة جنوبي روسيا، وتقول موسكو إنها تجري تدريبات فقط في هذه المناطق وسط مطالب أميركية لها بسحب قواتها القريبة من الحدود مع أوكرانيا. أعقب ذلك إعلان الرئيس الأوكراني المؤقت أولكسندر تورتشينوف استئناف عملية «مكافحة الإرهاب» ضد المسلحين الموالين لروسيا شرقي البلاد، وذلك بعد العثور على جثتين إحداهما لنائب محلي لحزب «باتكيفتشينا» المؤيد للغرب بزعامة يوليا تيموشينكو والذي ينتمي إليه الرئيس أيضا. وقد ارتفعت حدة التوترات العسكرية في المنطقة بعد تعرض طائرة مراقبة أوكرانية لإطلاق نار مساء أمس الثلاثاء بينما كانت تحلّق فوق مدينة سلافيانسك التي يسيطر عليها مسلحون موالون لروسيا. وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن الطائرة العسكرية تعرضت لعدة طلقات دون إصابة أحد من طاقمها، مضيفة أن الطائرة عادت إلى قاعدتها وأنها لا تزال صالحة للاستخدام. في هذه الأثناء، أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري لنظيره الروسي سيرغي لافروف خلال مكالمة هاتفية أمس عن «قلقه العميق» من عدم اتخاذ موسكو ما وصفها بالإجراءات الإيجابية الكافية لنزع فتيل التوتر في الأزمة الأوكرانية، بحسب مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية. وأضاف المسؤول أن كيري هدد بفرض عقوبات مشددة إذا لم تبادر إلى تحقيق تقدم على صعيد تطبيق اتفاق جنيف الذي ابرم الأسبوع الماضي، وينص خصوصا على نزع أسلحة «المجموعات المسلحة غير الشرعية» وإخلاء المباني التي تحتلها هذه المجموعات، سواء تلك الموالية للغرب في كييف أو الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا. وقبل ذلك حذر جو بايدن نائب الرئيس الأميركي روسيا من احتمال تعرضها «لمزيد من العزلة» في حال استمرت على سياستها الداعمة للانفصاليين في أوكرانيا. كما دعا روسيا إلى سحب قواتها من الحدود مع أوكرانيا، وأبلغ في ختام أول زيارة على مستوى عالٍ لمسؤول أميركي منذ اندلاع أزمة أوكرانيا القادة الأوكرانيين من مختلف الأحزاب السياسية في البرلمان (الرادا) بأنه يحمل رسالة دعم من الرئيس الأميركي باراك أوباما «في وقت تلوح أمامهم فرصة بدء الإصلاح في بلادهم». وفي وقت سابق من أول أمس، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها سترسل ستمائة جندي للمشاركة في تدريبات ببولندا ودول البلطيق، في خطوة فسرت على أنها دعم لحلفاء الولاياتالمتحدة بحلف شمال الأطلسي «ناتو» بعد تصاعد حدة التوتر مع روسيا بسبب الوضع في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الوزارة جون كيربي في مؤتمر صحفي إن قوة من 150 جنديا من اللواء المجوقل 173 للجيش الأميركي المتمركز في إيطاليا ستصل اليوم الأربعاء إلى بولندا، كما ينتظر وصول 450 جنديا خلال أيام إلى إستونيا ولاتفيا وليتوانيا للمشاركة في تدريبات «ستُجرى خلال الأشهر المقبلة وبعدها». يذكر أن أوكرانيا شهدت على مدى أشهر مظاهرات احتجاجا على رفض الحكومة السابقة التوقيع على اتفاقات تجارية مع الاتحاد الأوروبي، انتهت بتصويت البرلمان على الإطاحة بحكومة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش المدعوم من موسكو، وتسببت الأزمة بأسوأ توتر في العلاقات بين روسيا والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة عام 1991.